مفهوم الإيجو وأفضل 6 طرق للتحرر منه
هل صادفتَ أحد الأشخاص في حياتك لا يقبل بالظهور أمامَ الآخرين في مظهرٍ سيء! هل شعرتَ بأنّ أحدهم يبتعد عنك بسبب مكانته الاجتماعية العالية مقارنةً بأنكَ موظف بسيط؟ في الحقيقة فئة منّ البشر مُصابون بالإيجو، فهوَ عبارة عن التباهي بما يملكهُ الإنسان من مالٍ وجاه ومكانةٍ علمية أو اجتماعية أو بما يتميز من جمال، فهؤلاء الأفراد همّهم الوحيد نظرة الآخرين لهم وأحاديث الناس عنهم، فالملابس البسيطة والحياة العادية والعيوب الجسدية لا يُمكنهم تقبّلها، يُحاولون الظهور بأبهى طلّة ويُرددون كلمة لا بدَّ أنكَ لا تعلم من أنا؟
ومنّ الجدير بالذكر، أنّ الإيجو لهُ تأثير سلبي على السلام الداخلي عندَ الإنسان، فلا يُمكنهُ تقبّل ذاته الحقيقية، لأنّ كل فردٍ منّا يمتلك عدّة سلبيات وعيوب ولا يوجد إنسان مثالي، وفي ظلّ ظهور مواقع التواصل الاجتماعي انتشرَ هذا المفهوم عندَ أغلب المشاهير والبلوجرز، فيُحاولون استعراض أموالهم وجمالهم وحياتهم الفارهة على الملأ، ويُحاولون الظهور ببشرةٍ مثالية وجسدٍ رشيق وكأنهم مختلفين عن بقية البشر.
ونوّد الإشارة، أنّ الإيجو عبارة عن تكبّر الإنسان والتعالي على الآخرين وعدم التفاهم معَ كافة الشخصيات والتمحور حولَ ذاتهم فقط، فتتحكّم الأنا بعقلهم وجسدهم وأفكارهم وتجعلهم في صراعٍ داخلي من أجل الظهور كصفحةٍ بيضاء مثالية لا يشوبها أي نقطٍ سوداء، ولذلك ما المقصود بمفهوم الإيجو؟ وما هيَ أفضل 6 طرق للتحرّر منه؟
ما هو مفهوم الإيجو EGO؟
يُقصد بهِ التمحور حولَ الذات، فعندما تُصادف أحد المُصابين بالإيجو تُلاحظ أنّ أحاديثهم تبدأ بكلمة {أنا}، على سبيل المثال {أنا أملك نقود كثيرة، أنا أملك منازل عديدة، أنا فلان ابن فلان} وهكذا، ويُمكن ملاحظة أنّ هؤلاء المُصابين لا يروق لهم نجاح الآخرين عليهم ولا يتقبلون تقدّم أي أفرادٍ عليهم.
علاوة على ذلك، إنهم يُرّكزون على أنفسهم بهدف لفت الأنظار إليهم، ومنّ النادر أن يمدوا يد المساعدة للآخرين أو ينتشلوهم من حطامهم، وذلك ظناً منهم أنّ مستواهم العالي لا يليق ببعض الأشخاص ذوي المستوى البسيط، ويُحاولون وضع أهداف لا تتلائم معَ الواقع الحالي بهدف إشباع رغباتهم ويتلاعبون بمن حولهم ويُقلّلون من شأنهم ويتعالون عليهم، ويعتقدون أنهم أفضل منّ الجميع.
حسناً بعدَ أن وصلت فكرة الإيجو إليك، لا بدَّ أنكَ تتساءل عن أسباب إصابة الإنسان بها، قد يكون السبب الأساسي هوَ التربية، فللأسف بعض الأهالي يُحاولون إنشاء الطفل على عاداتٍ غير سليمة مثل {طفلي الصغير إن ارتديتَ هذه الملابس ستبدو أفضل في نظر الآخرين، طفلتي الجميلة لا تفعلي هذا الشيء لأنهُ غير مثالي لكِ وسيتكلم الناس عنكِ} وهذه التربية الخاطئة تُوّلد شخصية متكبرة همها إرضاء من حولها على حساب سلامها الداخلي.
فيعتقد الطفل في بداية حياته أنهُ مثالي وخالٍ منّ العيوب، فلا يتمكّن في المستقبل من تقبل سلبياته أو تحسينها أو الاختلاط بأفراد المجتمع الأقل منهُ في درجات تحصيله العلمي أو في مكانته الاجتماعية أو لقبه المهني.
ما هي أفضل 6 طرق للتحرر من الإيجو؟
إنّ الإيجو عبارة عن سجن تُقيّد نفسكَ بهِ، إن شعرتَ بأنّ أحد أفراد عائلتك مُصاباً بهِ أو تُحاول التخلص منهُ وتقبل ذاتك الحقيقية كإنسانٍ لهُ عيوب ومميزات، توجد عدّة طرق عليكَ اتباعها لانتشال نفسك من هذه البقعة المظلمة، مثل:
- اتبع أسلوب الاعتدال: منّ المهم جداً أن يثق الإنسان بنفسه وبقدراته ويستمتع بما يملك ويحمد الله على النعم المتواجدة لديه، ولكن لا يجب أن يتفاقم الأمر إلى مرحلة الغرور والتعالي على من حوله، فيجب الاعتدال في حياتك، حاول الجلوس معَ نفسك وتقبّل ذاتك كما أنت، ولا تُحاول جذب الأنظار إليك من أجل إرضاء الغير.
فموازنة حياتك ما بينَ تقبل الآخرين واحترامهم مهما كانَ مستواهم الاجتماعي أو المهني معَ ثقتك بنفسك، يُحقق لكَ سلام داخلي وإرضاء واحترام البشر لكَ.
- خرق القواعد المثالية: عليكَ الإيمان بأنّ كل شيء في هذه الحياة لهُ عيوب، فلا يوجد شيء كامل أو مثالي، لأنّ الكمال لله وحده، وترسيخ فكرة المثالية من قِبَل محيطك أو أسرتك هوَ ضارّ عليك في المستقبل، لذلك عليكَ اختراق هذه القواعد والتحرّر منها وتربية أطفالك على حبّ الذات الحقيقية وتقبلها ومحاولة تحسينها.
- كن واعياً أكثر: التحرّر منّ الإيجو يحتاج لإنسانٍ واعٍ لتصرفاته وسلوكياته التي يُمارسها في حياته اليومية، فقبلَ النطق بأي كلمة فكّر بها جيداً ما إذا كانت تُعبّر عن الإيجو وحاول استبدالها بكلماتٍ لبقة أكثر.
وكُلّما شعرتَ بحاجتك للتباهي أمامَ الآخرين أو عدم الخروج أمامهم بمظهرٍ سيء أو غير مكتمل، تذكر أنّ المثالية هيَ شيء مزيف وغير حقيقي، فإذا نظرتَ لأي إنسانٍ من حولك ستجد أنهُ يملك عيوب مثلك.
- سامح وساعد الآخرين: تذكر دائماً أنهُ في أقل منّ الثانية قد تنتهي أموالك أو منصبك أو جمالك وتندم على ما اقترفتهُ بحق الأفراد من حولك من تكبرٍ وغرور، حاول مسامحة نفسك أولاً عن المثالية التي كنتَ على وهمٍ بها، وابدأ رحلتك في التعامل معَ البشر من كافة الأجناس والمهن، بهدف الاطلاع على طرق تفكيرهم وتقبلهم ومساعدتهم، فالغضب والكراهية والتعالي عليهم سيُؤثر عليكَ سلباً.
- تقبل العيش ببساطة: البساطة أجمل ما في الحياة، فتقيّدك بمكانٍ معين ومنزلٍ فاخر وسيارةٍ حديثة قد يُحوّلك لإنسانٍ مهووس بالكماليات، فتتجنب الصعود في الحافلة من أجل مكانتك الاجتماعية وعدم انتباه أحدهم لكَ من معارفك من أجل الحفاظ على مكانتك بينهم، أو تتجنب المشي معَ من تحب في أماكنٍ بسيطة لأنكَ اعتدتَ على الأماكن المثالية والتي تتطلّب الكثير منّ المال، حاول التحرّر من هذه القيود وقم بتجربة العيش في حياةٍ بسيطة وسعيدة أفضل منّ المثاليات المزيفة.
- العطاء بدلاً منّ الأخذ: لا تُحاول اتباع أسلوب الأخذ فقط دون العطاء، لأنّ هذا الأمر سيزيد من غرورك أكثر، حاول منح اللطف والحب والتسامح لمن حولك، امنحهم جزءاً من شخصيتك الجميلة وشاركها معهم، فإلى جانب انجذابهم لكَ ولتواضعك، ستشعر بحالةٍ أفضل بدلاً منَ السعي للكمال، فالرحمة يجب أن تكون جزءاً أساسياً منك إذا أردتَ التخلص منَ الإيجو.
السعي للمثالية أمر متعب للغاية، لماذا تُحاول إرضاء الآخرين؟ هل آرائهم وانتقاداتهم أهم من سلامك الداخلي؟ بالتأكيد لا، الحياة بسيطة جداً ولا تحتاج للتعقيد، فلا يُمكنكَ الحصول على كل شيء، ولستَ أفضل منّ البشر، ولكن كن على يقين أنكَ قادر على فعل المستحيل بالعمل والجهد وتوفيق الله، ولا تُحاول التقيّد بالإيجو الذي يُسبب لكَ التعاسة وحالة نفسية سيئة، فلا تخسر راحة بالك واطمئنانك وحياتك السعيدة بسبب {الأنا الزائفة} التي تُسيطر عليك.
{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.