نقص حمض المعدة: الأسباب، الأعراض والعلاج
المعدة هي عضو عضلي يشكل أهم جزء من أجزاء الجهاز الهضمي وهي مسؤولة عن هضم الطعام وتحويله إلى مواد قابلة للامتصاص من قبل الأمعاء.
تقع المعدة في الجزء الأيسر العلوي والأيمن من التجويف البطني ويجاورها الكبد من الأعلى ويقع الطحال بجانبها.
تشكل المعدة المحطة الرابعة في جهاز الهضم التي تصل لها اللقمة الطعامية، حيث يمر الطعام من الفم إلى البلعوم ثم المريء والمعدة بعدها ينتقل إلى الأمعاء الدقيقة فالغليظة، وأخيرًا يتم إطراحه عن طريق المستقيم وفتحة الشرج.
تتميز المعدة بقدرتها على التمدد والانقباض وهذه الحركات والتقلصات تتحدد كميتها حسب حجم اللقمة الطعامية.
يقدر طول المعدة التقريبي ب30 سم تقريبًا وهي تتسع بالحد الأعظمي لتر ونصف اللتر من الطعام والشراب.
بسبب كون المعدة تتعامل مع الطعام الذي قد يكون ملوث بالكثير من البكتيريا والعوامل الخارجية فهي تتعرض للكثير من الاضطرابات التي قد تؤثر على آلية عملها.
تقوم المعدة بوظائفها المختلفة بالمشاركة مع أنزيمات مختلفة يتم إفرازها بالوسط داخل المعدي من خلال بعض الغدد الملحقة وهي تقوم بوظائف مهمة وأساسية.
سنتحدث اليوم في هذا المقال عن أعراض نقص الحمض الهضمي وتأثيره على العملية الهضمية وطرق علاج هذا الاضطراب.
ما هي عصارة المعدة؟
إن عصارة المعدة هي المسؤول عن هضم الطعام الذي يصل إلى المعدة بالمشاركة مع تقلصات جدران المعدة والتي تقوم بتحريك كل ما بداخلها.
يتم إفراز سوائل وعصارة المعدة من قبل خلايا البطانة المعدية، وهي تحتوي على نسبة كبيرة من الماء إضافة إلى الأملاح.
أهم الأنزيمات التي توجد في العصارة المعدية:
- أنزيم الليباز Lipase: وهو الأنزيم الرئيسي الذي يتم من خلاله هضم الدهون، ويتم إفرازه من قبل الخلايا الرئيسية.
- أنزيم الأميلاز Amylase: وهو يأتي من اللعاب الذي يرافق الطعام الممضوغ، ولا يعتبر ذو أهمية كبيرة للهضم حيث أن الحموضة الموجودة في المعدة توقف عمله.
- حمض الهيدروكلوريك Hydrochloric acid: ويتم إفرازه من قبل الخلايا الجدارية، ويعتبر حمض قوي يساهم بشكل كبير في ارتفاع حموضة المعدة ويقوم بقتل كل البكتيريا ويفعل بعض الأنزيمات.
- البيبسينوجين Pepsinogen: وهو مسؤول عن هضم البروتينات بشكل جزئي لكي يتم إنهاء علمية هضمها من قبل الأمعاء.
ما هو نقص حمض المعدة؟
كما سبق وذكرنا إن هذه الأنزيمات تمتلك فوائد عظيمة في عملية الهضم وبدونها لا تكتمل الفعالية ولا يتم الهضم بشكل صحيح.
عندما تنقص كمية الأنزيمات المعدية المفرزة تتباطأ العملية الهضمية بشكل كبير ونلاحظ نمو البكتيريا بشكل زائد وبالتالي ستظهر الاضطرابات والأمراض المختلفة.
في هذه الحالة لا يتمكن الحمض من القيام بوظائفه التي تتمثل بتكسير البروتينات إلى الأحماض الأمينية الأبسط ولا يستطيع بالطبع أن يعقم الطعام.
ستتناقص كمية العصارة الصفراوية المفرزة وستتوقف كل وظائفها المعتادة.
أنزيمات البنكرياس تتأثر سلبًا أيضًا ولا يتم إفرازها بالكميات الصحيحة المطلوبة، وبالتالي كبر الجزئيات الناتجة عن عملية الهضم ستعرقل مرورها من جدران الأمعاء خلال عملية الامتصاص.
النتيجة النهائية عن هذا الاضطراب هو عدم قدرة الجسم على الحصول على كفايته من المواد الغذائية الضرورية والهامة لكي يستطيع القيام بوظائفه المعتادة.
أسباب نقص الحمض المعدة
هناك أسباب متنوعة قد تؤدي إلى نقص أنزيمات وعصارة المعدة ونذكر من أهمها ما يلي:
- إصابة المريض بعدوى بكتيرية ما مثل الملوية البوابية التي تقوم بالتأثير المباشر على الأنزيمات المعدية ومستوى إفرازها.
- التقدم في السن حيث أن المرضى فوق عمر 65 سنة يعتبرون معرضون لهذا الاضطراب أكثر من غيرهم وهو يعتبر من أعراض الشيخوخة.
- الإجهاد والضغط النفسي والجسدي لفترات طويلة يمتلك تأثيرات كبيرة على الحمض المعدي.
- الاستخدام الطويل الأمد لمضادات الحموضة والأدوية بشكل عام يمتلك تأثيرات سلبية على المعدة ككل وخصوصًا أدوية الارتجاع المريئي المعدي.
- نقص مستويات الزنك في الجسم يقلل من إنتاج حمض الهيدروكلوريك وبالتالي تتأثر كامل العصارة المعدية.
- جراحات المعدة بمختلف أنواعها مثل عمليات قص المعدة وغيرها قد تسبب أعراض دائمة سلبية على العصارة المعدية.
- التدخين المفرط والتعرض المستمر للسموم المختلفة يؤدي إلى نقص حمض المعدة.
- اضطرابات سوء التغذية.
- التغيرات الهرمونية.
أعراض نقص حمض المعدة
ينتج عن نقص حمض المعدة أعراض واضحة وصريحة وتمتلك تأثيرات سلبية على المدى البعيد في حال لم يتم علاجها بشكل جدي.
من أهم هذه الأعراض نذكر ما يلي:
- نقص فيتامينات ومعادن أساسية ومهمة لصحة الجسم مثل فيتامين ب12.
- هضم بطيء للطعام وبالتالي إصابة الجهاز الهضمي بالالتهابات.
- فقر دم معمم.
- انتفاخ البطن و الإصابة بالغازات.
- تساقط الشعر وضعفه.
- أظافر ضعيفة ومتشققة من السهل جدًا أن تنكسر.
- زيادة وزن الجسم وتركزه في منطقة البطن.
- رائحة فم المريض تكون كريهة ناتجة عن التراكمات في الجهاز الهضمي.
- اضطرابات ومشاكل في الجهاز الهضمي.
- الشعور بالتخمة فور البدء بتناول الطعام.
- خروج بعض الأجزاء من الطعام غير المهضوم مع البراز.
- غثيان وإقياء.
- التجشؤ المتكرر.
علاج نقص حمض المعدة
هناك العديد من العلاجات التي يتم اتباعها في سبيل تخفيف حدة أعراض نقص حمض المعدة، ونذكر منها:
- مكملات غذائية لتعويض النقص الحاصل في الفيتامينات والمعادن.
- المداومة على شرب شاي الزنجبيل لأنه يساعد في تسريع عملية الهضم ويخفف من الغازات.
- لا يجب الإفراط في تناول الأدوية واستشارة الطبيب قبل أي تغيير في الدواء الموصوف.
- يجب أن يقوم المريض بالتحكم بقلقه وتوتره ويتجنب الضغط النفسي المفرط.
- تناول الثوم والنعناع والزعتر يعتبر علاج طبيعي نوعًا ما لهذه المشكلة.
- يجب اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن غني بالفواكه والخضراوات لأنها غنية بالأنزيمات الطبيعية.
- من المهم أن يقوم المريض بمضغ الطعام بطريقة جيدة لكي يختلط مع الأنزيمات اللعابية ويتم هضمه ولو بشكل جزئي قبل نزوله للمعدة.
- يفضل تجنب الوجبات الغنية بالدهون مثل الوجبات السريعة وغيرها.
في النهاية نود أن ننوه أن هذه الحالة تمتلك تأثيرات سلبية على الصحة في حال تم إهمالها لذلك في حال كنت تعاني من الأعراض السابقة يفضل أن تقوم باستشارة الطبيب بشكل فوري.