يا ابن آدم!
يا ابن آدم!.. أيها الإنسان!! أيها الغافل!! هل تعلم غاية وجود بني الإنسان؟ أم أنت تائه في عالم النسيان! وأنت ضال في دروب البهتان! هل أنت إنسان ذا عقل وبيان؟ أم أنت مخلوق للهو وبلا عنوان؟
يا ابن آدم! أنت ضائع! أين عقلك والوجدان؟ عد إلى الطريق فنور الله ساطع للعيان، يا ابن آدم! طريق الله جلي واضح فى كل الأديان، أقول لك رحم الله عبدًا عرف الحق وغاية وجوده! رَحم الله عبدًا عرفَ مِن أين؟ وفي أين؟ وإلى أين حياة الإنسان!!.. يا ابن آدم! إن عَرفتَ هذه الثلاث فقد عرفتَ الطريق ..؛ وأهتديت بنور الحق المبين!! ورأيتَ بعين اليقين.
فأما مِن أيَن؟ ..! وكيف وجدت؟
قال تعالى {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ (12)} سورة المؤمنون.
قال تعالى {أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاءٍ مَّهِينٍ (20)} سورة المرسلات.
فهذا أصلكَ.. فأينَ تَهرب من أصلكَ وإلى أين ؟؟ فلا سبيل لك إلا إلى رب العالمين!!! يا ابن آدم! أنت من الطين وإلى الطين، فلماذا التكبر واللعب واللهو أيها المسكين؟! لماذا تنسى وتغفل عن خالقك رب الكون ذو القوة المتين؟!
إقرأ أيضًا: قصة خلق الإنسان.
وأما في أين ..؟ أي لم خلقت؟ ولماذا وجدت ؟ هل فكرت أنك لم تكن شيئًا مذكورًا ؟؟ هل تأملت فى نفسك وجسدك؟ هل تدبرت بما يأمرك به الدين منهج الله خالقك؟ الذي خلقك من الطين ثم يعيدك لطين؟
قال تعالى {هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا (1)} سورة الإنسان.
قال تعالى {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)} سورة الذاريات.
قال تعالى {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99)} سورة الحجر.
فهل عبدتَ ربكَ حقاً؟.. وهل وصلت بعبادتهِ الى حق اليَقين؟.. هل تيقنت بعلم اليقين؟ لقد نسيت أنك من الغافلين؟! هل عرفت غاية وجودك والمقصود من خلقك من العدم؟ أنها غاية عبادة الله! لا غاية لوجودك في الحياة الدنيا غير عبادة خالقك والمنعم عليك؟ وأن لا تكون من الضالين الكافرين؟
وأما إلى أين؟!.. المصير والمآل والنهاية؟ الموت ثم إلى الطين! ثم إلى رب العالمين!! ثم الحساب المبين من خالق الثقلين ومالك يوم الدين!!
قال تعالى {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156)} سورة البقرة.
قال تعالى {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (185)} سورة آل عمران.
قال تعالى {وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (15)} سورة لقمان.
إنه يوم الفصل!! إنه يوم الدين!!
قال تعالى {وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (17)} سورة الإنفطار.
قال تعالى {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)} سورة الشعراء.
قال تعالى {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ۗ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (30)} سورة آل عمران.
قال تعالى {وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى ﴿39﴾ وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى ﴿40﴾ ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى ﴿41﴾} سورة النجم.
لا ينفع الإنسان إلا عملهَ الصالح يا ابن آدم! فإن عَرفتَ من أين.. وفي أين.. وإلى أين!!عرفت الحق واهتديت إلى طريق النور وهو طريق الجنة والنعيم والخلود، يا ابن آدم!! هل تعلم أنك مسؤول أمام الله ليس فقط على ما تقول؟ بل أنت مسؤول أيضًا على مالم تقول في وقت كان يجب عليك أن تقول؟!
يا ابن آدم هل عرفت غاية وجودك؟ أن تعبد الله، يا ابن آدم غرتك الدنيا دار الابتلاء!! يا ابن آدم، ألهاك التكاثر بالمال والبنون وهم زينة فانية وغفلت ونسيت أن الدنيا زائلة فانية!! يا ابن آدم أعماك المال وضل بك عن سبيل الحق والرشاد!!
قال تعالى {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (2) كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4) كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (7) ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8)} سورة التكاثر.
يا ابن آدم عد إلى ربك وسلك طريق الحق والهدى قبل أن تصل القبر وتدفن وأنت تحمل أوزارك على كاهلك، يا بن آدم أعمل عقلك وعد إلى رشدك.
قال تعالى {قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ ۚ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ ۗ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّي إِلَّا أَن يُهْدَىٰ ۖ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (35)} سورة يونس.
يا ابن آدم أسألك؟ وفكر ثم فكر ثم فكر! هل من العقل والحكمة والرشاد اتَّباع ما لا يحق اتباعه؟ وأنتظر الجواب!! إعلم يا ابن آدم أنَّ التمسُّك بالحقِّ ونَبْذ الباطل، هو نَجاتُك في دُنياك وأُخراك!