العلاج المعرفي السلوكي Cognitive Behavioral Therapy (CBT) هو اتجاه علاجي لحل المشاكل وعلاج الأمراض النفسية، نتحدث عن تعريفه، وأنواعه، وخطوات العلاج.
مقدمة عن العلاج المعرفي السلوكي
الصحة الجسدية لا تعني خلو الإنسان من الأمراض العضوية والمشاكل الفيزيولوجية وحسن سير العمليات الحيوية العامة بل تعني أيضًا الصحة النفسية والعقلية وقدرة الفرد على التفكير السليم وحل المشاكل والقدرة على الشعور بالسعادة مع نفسه ومع الآخرين.
يستدل على سلامة الفرد العقلية والنفسية من خلال سلوكه العام وطريقة تفكيره واستجاباته وهي تختلف حسب المجتمع والعادات والأفكار السائدة، وللصحة النفسية الأهمية الكبرى التي تعود على الفرد والمجتمع، فهي تزرع السعادة والتكامل بين الأشخاص، وأيضًا لها الدور الأهم في اختيار الطرق العلاجية المتوازنة للمشكلات الاجتماعية التي قد تؤثر في تطور الفرد و القدرة على البناء الصحيح للمجتمع، ومن هذا المبدأ برزت أهمية العلاج المعرفي السلوكي في حل المشاكل والأمراض النفسية والقدرة على تنشئة أفراد أسوياء اجتماعيًا.
“اقرأ أيضا: 18 عادة جديدة ستجعلك سعيدًا بالتأكيد“
تعريف العلاج المعرفي السلوكي (CBT)
من المعالجات الحديثة التي اكتسبت أهميتها من أهمية الصحة النفسية وهي تبدأ من مشكلة معينة وتوجه إلى حلها، يعتبر العلاج المعرفي السلوكي علاجًا نفسيًا تعليميًا يرتكز على التعامل بين المعالج والمريض بعد الاتفاق على وقت معين ومدة زمنية محددة ويعتمد بشكل أساسي على النقاش لحل المشكلات.
آرون بيك هو رائد العلاج المعرفي السلوكي (CBT) قدّم شكلًا جديدًا ومميزًا من أشكال العلاج النفسي وعمل سلسلة كبيرة من الدراسات التّجريبية التي أكدت أن علاجه كان فعالاً أكثر من العلاج الوهمي وأن تأثيره يضاهي الأدوية الطبية المضادة للاكتئاب المستخدمة في معالجة حالات الاكتئاب المتوسط والبسيط.
يركزالعلاج المعرفي السلوكي (CBT) على تغيير الجانب اللفظي للذات والجمل التي يخاطب الفرد بها نفسه فهي تؤثر بشكل كبير على سلوك الفرد وتصرفاته بنفس قدر تأثير مخاطبة شخص عادي، لذلك يقوم المعالج بالتركيز على تغيير طريقة تفكير الفرد وتعامله مع نفسه للتقليل من الأفكار السلبية التي يقوم بضخها إلى عقله والتي تأثر على تصرفاته وخصوصًا في حالات الضغوط النفسية.
“قد يهمك أيضا: الاضطرابات النفسية وأنواعها“
أنواع العلاج المعرفي السلوكي (CBT)
تتنوع الطرق والوسائل التي نطبق بها العلاج المعرفي السلوكي والتي نقوم بها بتدريب المريض على مجابهة الأفكار التي تدور بعقله ومحاربة الأفكار السلبية التي تسيطر عليه ومن أهم هذه الطرق نذكر:
- العلاج السلوكي الجدلي: العلاج السلوكي الجدلي يهدف إلى تحديد أفكار معينة ووضع استراتيجيات للابتعاد عنها وتجنبها مثل التحكم العاطفي وتنظيم الذهن.
- العلاج متعدد العوامل والوسائط: يستهدف هذا النوع الاضطرابات المزاجية والنفسية عن طريق عوامل عديدة مثل الإحساس والإدراك والعوامل الشخصية والذاتية وغيرها.
- العلاج السلوكي العاطفي العقلاني: يهدف هذا النوع من العلاج السلوكي المعرفي إلى التوجه للمعتقدات التي يظنها الشخص ويعتقد أنها صحيحة وغير قابلة للمناقشة أو المعتقدات الخاطئة ثم تدريبه على تبديلها بأفكار أخرى.
وهكذا نجد أن العلاج المعرفي السلوكي مهما تعددت أنواعه يتمحور حول التركيز على فكرتين رئيسيتين:
- الأفكار الآلية: وهي الأفكار التي يخاطب الشخص بها نفسه والصور الذهنية خاصة تظهر بشكل غير إرادي وهي أشبه بالحديث الذاتي.
- المعتقدات الشخصية: وهي الآراء التي كونها الشخص عن نفسه و عن الأشياء حوله.
وبالطبع هناك علاقة وثيقة بين الفكرتين السابقتين فالاندماج بينهما يؤدي إلى توجيه سلوك المريض وتتحكم بتصرفاته وردود أفعاله وتعامله مع نفسه ومع الآخرين.
“اطلع أيضا على: العلاج بالصوت وآثاره على الصحة النفسية“
خطوات العلاج المعرفي السلوكي (CBT)
يقوم المعالج بتدريب المريض على تغيير أفكاره وطريقة تفكيره وفق 6 خطوات التالية:
تحديد الأفكار السلبية:
يجب أن يتعرف المريض على الأفكار السلبية التي تدور في خياله ويجب أيضًا أن يدرك بأن هذه الأفكار تتحكم بتصرفاته التي أوصلته لمشاكل كبيرة في حياته، وعند إدراكه لهذه الأمور سيرغب في التخلص من هذه الأفكار وإخراجها من رأسه، فدائمًا طريق حل المشاكل يبدأ من تحديد السبب الرئيسي الذي أدى إلى هذه المشكلة، لذلك من المهم جدًا أن يدرك المريض هذه الفكرة حتى ولو كان الأمر صعبًا عليه في البداية، فمن المهم أن يحاول فهم ذاته.
“اقرأ أيضا: لعنة الاكتئاب!“
التدريب على مهارات جديدة:
يجب أن يتعلم المريض مهارات جديدة يمكنه القيام بها ليقاوم الاضطرابات التي يمر بها وكمثال يمكن أن ندرب المدمن على وسائل مقاومة لشعوره بالحاجة للتعاطي.
“اقرأ أيضا: برمجة العقل الباطن“
وضع الأهداف:
لقد ثبت أن وضع الأهداف يساعد في زيادة الإصرار على تلقي العلاج وزيادة المحاولة والعمل، حيث يمكن للمعالج أن يساعد المريض على وضع الأهداف القريبة والبعيدة وأن يحرص على قيام المريض بمحاولة تنفيذها مما يحسن صحته العقلية وإدراكه ويشغله نوعًا ما.
مهارة حل المشكلات:
هي من أهم المهارات التي يمكن للمعالج تدريب المريض عليها، مهارة حل المشكلات تبدأ من تحديد المشكلة والسعي لحلها بطرق عقلانية ومنعها من التأثير على نمط الحياة وتشكيل اضطرابات مزاجية مزعجة.
مراقبة الذات:
إن لمراقبة الذات الدور الفعال جدًا في العلاج المعرفي السلوكي حيث يكون المريض على دراية ومعرفة بتصرفاته وسلوكياته وتقييمها ومشاركتها مع المعالج الذي يتابع معه مما يساعد في وضع خطط علاج فعالة وشاملة.
التقدم التدريجي:
إن العلاج المعرفي السلوكي هو عملية تدريجية تحتاج وقت طويل وتبدأ في خطة لتحقيق أهداف صغيرة وبعدها أهداف أكبر وأكبر حتى نصل لتحسين الصحة النفسية والعقلية للمريض.
“قد يهمك أيضا: المشاكل الأسرية وأثرها على صحة الأطفال النفسية“
وهكذا نجد أن هناك أهمية كبيرة للعلاج المعرفي والسلوكي وقد حقق هذا العلاج نتائج مذهلة مع المرضى الذين تابعو مع أخصائيين نفسيين وأدى إلى تحسين جودة حياتهم وحمايتهم من الاضطرابات المزاجية والنفسية التي كانوا يعانون منها.