من المراحل التي يمر بها الإنسان خلال فترة حياته مرحلة حياة ما بعد التخرج، يواجه فيها الكثير من التجارب والصعوبات والتحديات الجديدة، وفي هذه المرحلة يكون مزيج من المشاعر، شعور بالفرحة بالنجاح، والراحة لإنهاء الحياة الجامعية، والتفاؤل والطموح لبدء مرحلة جديدة.
ولكن هذه المشاعر قد يخالطها القلق والتوتر والخوف من المجهول، فعادة ما يشعر حديث التخرج في بداية رحلته بأنه في متاهة لاختلاف نمط الحياة عليه، فتبدأ التساؤلات، ما هي الخطوة التالية؟ إلى أي مسار يتوجه؟ هل يكمل المسيرة الأكاديمية أم يبدأ في المجال العملي والحصول على وظيفة أو تأسيس مشروع؟
في هذا المقال سيتم التعرف على تحديات ومشاكل هذه المرحلة وأهم النصائح التي ستساعدك على مواجهتها والمضي قدمًا في حياتك.
تحديات ومشاكل يمكن أن تواجهها في حياة ما بعد التخرج
- الفراغ القاتل، فبعد أن كان هناك ما يُلزمك للاستياظ باكرا والعمل على المهام المطلوبة وتسليمها في وقت محدد، ستجد نفسك بلا مهام مُلزِمة وبالتالي سيكون من السهل تضييع الوقت، وستشعر بالملل من روتينك اليومي.
- صعوبة تحديد المسار التالي لحياتك، فكثرة الأمور التي تريد إنجازها والوصول إليها تضعك في دوّامة، وتزيد من حالة التشتت والحيرة.
- مواجهة العالم الحقيقي، ستجد أن المسار المهني يختلف كليًا عن الحياة الأكاديمية في كثير من الأمور، واختلاف في طبيعة التعامل مع البيئة المحيطة.
- في بعض الأحيان يدخل الإنسان في حالة اكتئاب، والشعور بالوحدة والعزلة، وعدم الرغبة في الاستيقاظ ومغادرة الفراش، بسبب التوتر والقلق المستمر وقلة الدافع، والنظر إلى الحياة بمنظور سلبي.
- يمكن ألا يحالفك الحظ لعدة مرات في مقابلات العمل، لسبب قلة سنوات الخبرة في مجال التخصص أو لسبب آخر.
كل ما سبق هو أمر طبيعي يمر به كل إنسان، وجزء لا يتجزأ من مرحلة ما بعد التخرج، فلا تبالغ في خوفك ولا تجعل التوتر يسيطر على حياتك، وتقبل الأمر بكل سرور وابدأ في السعي واتخذ قرارات حاسمة لحياتك فهي مرحلة مؤقتة وسرعان ما ستجد نفسك في مسارك التالي.
قد يهمك: مشروع التخرج: كل ما تريد معرفته من بداية الفكرة إلى التنفيذ
نصائح لحياة ما بعد التخرج
نصائح هامة يجب على كل حديث تخرج معرفتها عن مرحلة ما بعد التخرج ستساعد بشكل كبير على مواجهة التحديات والمشاكل:-
1. تحديد أهدافك والسعي لتحقيقها
قم بكتابة هدفك الرئيسي بصورة واضحة، فبمجرد معرفة توجهك ستستطيع ترتيب حياتك بشكل مناسب للوصول إلى هذا الهدف، ويمكن تحديد هدفك بالتفكير إلى أين تريد الوصول، في أي مكان تريد أن تتواجد، نوع العمل الذي ترغب في الحصول عليه.
2. جدول أعمال
ضع قائمة أعمال يومية، فمعرفتك لما ستقوم به في الغد سينظم حياتك بشكل كبير، وما إن أتممت هذه المهام والتزمت في القيام بها ستشعر بإنجاز يومي عظيم.
3. الاستيقاظ باكرًا
أهم خطوة للنجاح في الحياة وفي مرحلة ما بعد التخرج هي استيقاظك باكرًا، يمكنك استخدام قاعدة 8 + 8 + 8 ساعات في حياتك اليومية: 8 ساعات الأولى هي للنوم، عليك أن تنام يوميًا هذا القدر من الوقت. و8 ساعات للتعلم والعمل بجد ولا تخلط معها نوم أو أي شيء آخر. و8 ساعات اجعل منها وقتًا لراحتك وللترفيه والعبادة، استمتع في التواصل مع الاخرين وقراءة ما تحب، وممارسة الرياضة.
4. الاستمرار وعدم التأجيل
طريقك للنجاح يكمن في إصرارك وعزيمتك واستمرارك في أداء مهامك التي ستجعلك تصل لهدفك، وتذكر دومًا خير الأمور أدومها وإن قلّت.
5. لا تيأس أبدًا
ستواجهك أيام وأوقات صعبة ومُحبطة تشعر فيها بالاستسلام وعدم الرغبة في فعل شيء، ولكن استعن بالله دائمًا واستمتع في كل ما تقوم به وتذكر دائمًا ما تسعى للوصول إليه.
قد يهمك: مشروعات صغيرة قليلة التكلفة
6. طوّر نفسك وكن مثقفًا
توسع في مجال تخصصك بقراءة كتب والمشاركة في مشاريع ومسابقات ومؤتمرات ومعارض علمية (Science fairs)، سيساعدك ذلك في توسيع شبكة معارفك في نفس المجال وتعلّم مهارات وثقافات جديدة والاطلاع على آخر التطورات وكل ما هو جديد، وأيضًا تَعلّم لغات جديدة لتكون الفرص المتاحة لك أكبر.
7. العمل تحت الضغط
ستكون هناك أوقات تتطلب منك إدارة المهام بشكل فعّال وعملي، وما يميز حديثي التخرج هو تعلّمهم للعمل تحت الضغط أثناء الحياة الجامعية، وكيفية التعامل مع عدة أمور في نفس الوقت وهذا سيساعدك بشكل كبير في إنجاز مهامك بشكل موازي.
8. دوّن كل ما تتعلمه
يُفضل كتابة الملاحظات والمعلومات المهمة التي تتلقاها سواء في القراءة أو التدريب أو العمل فذلك يساعد على تذكرها وقت الحاجة لأنه قد تنسى مع الأيام ما تعلمته فلا تعتمد دائمًا على ذاكرتك.
9. التدرّب بنفس مجال التخصص
ما تتعلمه في الجامعة يختلف بشكل كبير عما ستراه في بيئة العمل، لذلك ابحث على أفضل الفرص للتدرّب في أفضل الشركات و المؤسسات وضع نفسك أمام الواقع العملي لتكتسب خبرات عديدة في الجانب المهني والاجتماعي وتصبح مؤهل للحصول على فرص أفضل في العمل.
10.التسجيل في دورات وتدريبات مختلفة
تابع باستمرار التدريبات المتاحة واحرص على التسجيل في ما هو مناسب لك وما سيزيد من مهاراتك وقدراتك.
11.تعلّم مهارات جديدة
يوجد الكثير من المهارات التي تستطيع تعلمها والعمل من خلالها مثل التصميم الجرافيكي والترجمة وكتابة المحتوى والتسويق الرقمي وغيرها من المهارات، ويُفضل تعلّم ما تحبه أو ما هو متعلق في مجال تخصصك، لتستطيع الإبداع في المجال، فعند اكتسابك لمهارات جديدة تستطيع العمل في مجالات مختلفة، بالإضافة إلى ذلك ابحث عن نقاط الضعف لديك واعمل على تحسينها فإذا كنت شخصًا خجولًا وتواجه صعوبة في التحدث أمام الجمهور، التحق بالدورات التي تساعدك على تخطي هذه العقبات، فمهارات المرونة من أهم المهارات التي تساعدك في التقدم في مسارك.
12.العمل على منصات العمل الحر
في زمن التكنولوجيا والتطور الحديث أصبح العمل عن بعد شيء أساسي لا غنى عنه، لذا لا بد من إنشاء حسابات على منصات العمل الحر مثل خمسات ومستقل وأبوورك وبدء العمل من خلالها، سيصبح عندك معرض أعمال تستفيد منه لأعمال أخرى وستستطيع استغلال مهاراتك المختلفة.
13.كتابة سيرة ذاتية
يجب كتابة سيرة ذاتية لتستطيع التقديم على كافة الأعمال، ولأهمية السيرة الذاتية في اختيارك للعمل، احرص على كتابتها بشكل احترافي فهي فرصتك التي من خلالها تستطيع إقناعهم بأنَّك تمتلك كفاءة عالية ومهارات مختلفة، لذلك يجب أن تحتوي السيرة الذاتية على البيانات الشخصية والمؤهلات العلمية والمهارات الشخصية والمهنيّة، والخبرات العملية في حال كنت تعمل على منصات العمل أو حصلت على تدريب، ويُفضل عند كتابتها أن تكون بشكل مختصر، تحتوي على الأمور الأساسية والمهمة بحيث لا يشعر صاحب العمل بالملل وبالتالي إهمالها وعدم إتمام قراءتها.
14.العمل التطوعي
في بداية حياتك العملية ابحث عن فرص للمشاركة بالأعمال التطوعية فهي وسيلة ممتازة لإضافة بعض الخبرات وإدراجها في سيرتك الذاتية، حيث ستكتسب الكثير من المهارات كإدارة المهام والعمل الجماعي ومهارة القيادة والقدرة على التكيف والتعامل مع الآخرين وستنمي مهارات التواصل لديك، وستزيد من ثقتك بنفسك وتتغير نظرتك للحياة، إضافة إلى ذلك فقد يكون التطوع هو مجال لفرص عمل سواء في نفس المكان أو مكان آخر.