اضطراب البيكا؛ يمكن أن نصادف في حياتنا الكثير من الناس الذين يبدون تصرفات غريبة وغير مفهومة أو انفعالات غير متوازنة تكون غالبًا مندرجة تحت ما يسمى الاضطرابات السلوكية. تكون هذه الاضطرابات غالبًا متمثلة بأشكال من السلوك الغير مفهوم والانفعالي بشكل مبالغ فيه غير قابل للضبط في بعض الأحيان، و خصوصًا عند الأطفال والمراهقين.
تكون هذه الأفعال والتصرفات بعيدة كل البعد عن المنطق والعادات الطبيعية ومعايير المجتمع وثقافاته المتنوعة. تتصف هذه النوعية من الاضطرابات السلوكية بكونها كثيرة الحدوث وغير مقبولة اجتماعيًا في الغالب وتحتاج للضبط والمراقبة، وبالنسبة للأطفال والمراهقين نوعًا من التربية الخاصة.
ويكون غالبًا أصحاب هذه الاضطرابات السلوكية يتصفون بزيادة الحركة وقلة الاندماج مع مجتمعاتهم، وقد نجدهم أيضًا في بعض الأحيان يعانون من الاكتئاب وقليل من العدوانية والعنف بالنسبة للأطفال. نتحدث اليوم في هذا المقال عن أحد أشهر الاضطرابات السلوكية وهو اضطراب البيكا الذي يندرج تحت قائمة الاضطرابات الغذائية. ونذكر أهم أعراضه ومضاعفاته وطرق علاجه وأيضًا أسباب حدوثه.
ما هو اضطراب البيكا
- يطلق على هذا الاضطراب أيضًا اسم اضطراب العقعقة.
- يندرج تحت قائمة الاضطرابات الغذائية والسلوكية حيث نلاحظ أن المصاب بهذا الاضطراب يميل دائمًا لتناول أطعمة وعناصر غير غذائية لا يمكن لجهازه الهضمي تقبلها.
- هناك أمثلة كثيرة على هذه العناصر مثل الطباشير أو العملات المعدنية وقطع الثلج والتراب والطين والشعر وغيرها الكثير.
- تختلف طرق تصنيف هذا الاضطراب حسب سن المصاب وجنسه، ويحتاج الأطباء إلى اختبار جوانب عديدة من شخصيته حتى يتمكنون من التشخيص الدقيق.
- يعد اضطراب البيكا غالبًا مرتبطًا مع أمراض الصحة العقلية، ولكن ليس كل مصاب به هو مضطراب عقليًا، حيث أنه هناك كثير من المصابين بهذا الاضطراب لا يعانون من أي مشكلة على مستوى الصحة العقلية والنفسية.
- يعد شائعًا جدًا عند الأطفال والنساء وخصوصًا الحوامل.
- غالبًا لا يتم تشخيص هذا المرض لأن المصاب لا يتحدث عن الأمر مع عائلته أو مع طبيب مختص ويفضل أن يبقيه مخفيًا.
- هناك الكثير من الحالات التي كان فيها هذا الاضطراب مؤقتًا واختفى بعدها بدون علاج خلال فترة قصيرة.
- تشخيص هذا الاضطراب لا يتم من خلال اختبار أو تحليل معين و لكن يجب في البداية أن يتم تقييم الحالة الطبية العامة لدى المريض.
- يجب معرفة إذا كان المريض يعاني من انسداد في الأمعاء أو تكسر في الأسنان أو نقص في وارد التغذية.
تعتبر كلها علامات مساعدة ومؤشرات تدلنا على علامات الإصابة بهذا الاضطراب.
“اقرأ أيضا: 8 أعراض لاضطراب الشخصية السادية“
أسباب الإصابة باضطراب البيكا
لا يوجد أسباب صريحة وواضحة تتعلق بهذا الاضطراب ولا يمكن أن نجد سبب واحد لجميع الحالات، ولكن تم إيجاد بعض العوامل مشتركة عند بعض المصابين والتي قد تكون ذات علاقة بهذا الاضطراب، وهي:
- اضطرابات نقص التغذية وخصوصًا نقص الزنك والحديد والفيتامينات.
- فقر الدم هو سبب رئيسي للإصابة باضطراب البيكا لدى النساء الحوامل.
- نقص المغذيات المخزنة في الجسم قد تحفز على الرغبة بتناول عناصر غريبة بسبب رغبته برفع مستوى تغذية الجسم.
- مرتبط غالبًا مع أمراض الفصام والوسواس القهري وتعتبر إحدى آليات التكيف مع المرض.
“قد يهمك أيضا: كيف يمكن المحافظة على الفيتامينات الموجودة في الخضار أثناء الطهي؟“
أعراض الإصابة باضطراب البيكا
تعتبر جميع الأعراض المصاحبة لهذا الاضطراب ناتجة عن دخول العناصر الغير الغذائية الغريبة إلى الجسم والمشاكل التي قد تنتج عن هذه الحالة.
أهم 8 أعراض هي ما يلي:
- اضطرابات وآلام معدية ناتجة عن عدم قدرة المعدة على هضم الطعام المتناول.
- مشاكل واضطرابات معوية مثل الإسهال والإمساك.
- التهابات في الجهاز الهضمي بشكل متكرر ومستمر بسبب الطفيليات والجراثيم التي تدخل الجسم مع هذه العناصر المتناولة.
- تكسر الأسنان وتشوهات واضحة فيها قد تصل لحد تلفها بسبب محاولة مضغ أشياء غير معدة للمضغ والتناول.
- سوء تغذية ونقص كبير في الوارد الغذائي للجسم وبالذات عنصر الحديد.
- الإصابة بالانسمام الرصاصي عند تناول العناصر الغريبة التي تحتوي على رقائق الدهان حيث يدخل الرصاص في تصنيعها.
- انسداد أو تمزق معوي قد يصل لحد الإصابة بنزوف مميتة وخطيرة بسبب تناول أشياء صلبة كالرصاص.
- براز مختلط مع الدم وهو علامة على وجود قرحة ما ناتجة عن تناول أشياء غير غذائية.
“قد يهمك أيضا: ما هوَ اضطراب الوسواس القهري“
مضاعفات اضطراب البيكا
تعتبر مضاعفات هذا الاضطراب خطيرة جدًا حيث من الممكن أن تصل لحد النزيف الهضمي الحاد، وأيضًا المشاكل الكلوية والاضطرابات العصبية الحادة التي قد تتمثل بتلف الأعصاب، وأيضًا متلازمة نقص الحديد والزنك.
من المضاعفات الشهيرة أيضًا الاختناق وأنواع التسمم المختلفة والتقرحات المنتشرة على طول الأنبوب الهضمي إضافة إلى خطر الإصابة بتلف الدماغ.
“اطلع أيضا على: سوء التغذية .. أعراضه وأسبابه“
علاج اضطراب البيكا
يجب أن نبدأ أولًا بعلاج الأعراض الحادة والمزعجة الناتجة عن هذا الاضطراب مثل التقرحات والنزوف أو أي حالة تسمم بالرصاص أو بغيره.
فمثلًا في حالة التسمم الرصاصي يوصي الطبيب بالعلاج بالاستخلاب، ويتم إعطاء مادة ترتبط مع الرصاص وتخرجه معها من جسم المصاب عن طريق البول.
أما في حالة نقص التغذية الشديد يصف الطبيب مجموعة من المتممات الغذائية وخصوصا عنصر الحديد والزنك لتعويض النقص الحاد الحاصل عند المصاب.
أما الأشخاص المصابين باضطراب البيكا إضافة إلى أمراض عقلية أخرى فيجب مساعدتهم وعلاج الاضطراب العقلي الأساسي سواء علاج سلوكي أو عن طريق المشاركة الدوائية.
“اقرأ أيضا: العلاج المعرفي السلوكي (CBT)“
في النهاية نود أن نؤكد على ضرورة اللجوء إلى الطبيب المختص في حال الشك من الإصابة بهذا الاضطراب لتلقي المساعدة الضرورية وعدم تجاهل الأمر.