الجلطات الرئوية، تمثل الجلطات في العموم مشكلة صحية خطيرة جدا بل ومهددة للحياة ولكن حينما يأتي الأمر لجلطات الرئة فهي واحدة من أكثر الأنواع خطورة وهي تشير في أغلب الإحصائيات بأنها مرتبطة بالموت المفاجئ، ولكي نتجنب مضاعفات هذه المشكلة الصحية الخطيرة. تعرف على أسبابها وأنواعها وكيفية التشخيص بشكل وافي في هذا المقال.
ما هي الجلطات الرئوية؟
إن الجلطات الرئوية أو ما يعرف بالانسداد الرئوي هي عبارة عن جلطة دموية تتشكل ضمن أحد الأوعية الدموية الموجودة في الجسم وغالبا في الساق أو الذراع ومن ثم تنتقل إلى أحد شرايين الرئة وبالتالي تمنع تدفق الدم إلى الرئتين وتخفض من مستوى الأوكسجين الموجود مع زيادة ضغط الدم ضمن الشرايين وهذا ما سيؤدي إلى تلف الرئة.
عندما تنشأ الخثرة ضمن وريد وتبقى موجودة ضمنه فهي تسمى بالجلطة ولكنها عندما تتفكك وتنتقل لمنطقة أخرى من الجسم عبر وعاء دموي فهي تسمى حينها بالصمة ولذلك نطلق على الجلطة الرئوية اسم الصمة الرئوية وذلك لأنها تتشكل في الساق أولا.
ضمن الحالات الطبيعية فإن القلب يقوم بضخ الدم بقوة كبيرة إلى الشرايين ومنها يقوم بالتدفق إلى الشعيرات الدموية ومن ثم يعود للقلب مرة أخرى عبر الأوردة، وفي بعض الأحيان يتباطأ الدم بعد عودته للقلب وهذا ما يسبب تشكل الجلطة.
ما هي أسباب الجلطات الرئوية؟
يعد تجلط الدم عملية طبيعية جدا تهدف لمنع النزيف الذي يحصل خلال فترة الإصابات لذلك فإنه من الطبيعي أن يصنع الجسم جلطة دموية ثم يقوم بكسرها ولكن في بعض الأحيان قد لا يتمكن من تفكيكها وهذا ما يؤدي لمشاكل ومضاعفات صحية شديدة. من أشيع 5 أسباب تؤدي لحدوث الجلطات الرئوية نذكر كل مما يلي:
- تجمع الدم في منطقة معينة من الجسم مثل الذراعين أو الساق نتيجة فترة طويلة من الخمول وقلة الحركة مثل فترة ما بعد الجراحة أو خلال فترة الشفاء من الكسور العظمية أو أي مشكلة صحية أخرى قد تتطلب البقاء في الفراش لوقت طويل.
- إصابة ما ضمن الأوردة كنتيجة لحادث ما أو جراحة وخصوصا في منطقة الورك أو الحوض أو الركبة.
- حالة طبية ما أخرى مثل أمراض القلب أو أمراض الأوعية الدموية.
- آثار جانبية لبعض الأدوية مثل أدوية علاج السرطان.
- زيادة نسبة عوامل التخثر الدموية وخصوصا لدى النساء اللواتي يستخدمن وسائل هرمونية لمنع الحمل.
كل العوامل السابقة سوف تزيد من فرص تكون الجلطات الدموية ضمن الأوردة العميقة الموجودة في الجسم وخصوصا في الساق.
ما هي أعراض الجلطة الرئوية عند الشباب؟
على الرغم من أن أعراض الجلطات الرئوية عند الشباب غير مختلفة عن أعراض كبار السن إلا أنها قد تختلف من شخص لآخر ومن الجدير بالذكر أن نصف الأشخاص الذين يعانون من انسداد رئوي لا تظهر عليهم أية أعراض، ولكن عند ظهورها فهي غالبا سوف تتضمن ما يلي:
- ضيق في التنفس وهو العرض الأكثر شيوعا وقد يحدث بشكل مفاجئ أو تدريجي.
- آلام في الصدر وهي عادة ما تزداد سوءا مع عملية التنفس وقد تنتقل للذراع أو للكتف.
- شعور مستمر بالقلق.
- دوار أو دوخة قد تصل لحد الإغماء.
- عدم انتظام في سرعة ضربات القلب.
- تسارع في مستوى ضربات القلب.
- تعرق غزير.
- انخفاض في ضغط الدم.
- سعال مترافق أحيانا مع دم.
- تورم في الساق.
- احمرار منتشر في الساق.
- ألم في الساق المصابة عند المشي أو الوقوف.
- تغير لون الجلد للون الأزرق (blue).
عموما تختلف شدة الأعراض باختلاف حجم الجلطة الدموية المتشكلة وفيما إذا كان المريض يعاني من أي مشاكل قلبية أو رئوية مسبقا.
ما هي أنواع الجلطات الرئوية
هناك ثلاث أنواع من الجلطات الرئوية وهي تصنف وفقا للمدة التي عانى بها المريض من الأعراض وتشمل:
- الجلطة الرئوية الحادة: وهنا تظهر الأعراض بشكل مفاجئ جدا وتشمل ضيق في التنفس وألم ضمن الصدر وسعال للدم حيث تعتبر الصمة الرئوية حالة صحية خطيرة جدا عندما تترك بدون أي علاج فهي تؤدي لارتفاع ضغط الدم الرئوي وهكذا تصبح مهددة للحياة.
- الجلطة الرئوية تحت الحادة: وهي تحدث بشكل تدريجي خلال أسبوعين وحتى 12 أسبوع وهي تتسبب في عدد أعلى من الوفيات وتكون أيضا أكثر مقاومة للعلاجات المساعدة على تفتيت الجلطات.
- الجلطة الرئوية المزمنة: وهي الجلطة التي تبقى ملتصقة على جدران الوعاء الدموي حتى بعد العلاج وتعد أقل شيوعا من الجلطة الحادة وتحت الحادة.
“اطلع أيضا على: هل عملية شفط الدهون آمنة؟“
تشخيص جلطات الرئة
يمكن أن يتم تشخيص الجلطات الرئوية عبر الفحوص التصويرية واختبارات الدم ولا يعتمد الطبيب بالتأكيد على الأعراض لوحدها لكي يشخص الصمة الرئوية وذلك لأنها قد تتشابه مع حالات طبية أخرى، وتشمل أشيع طرق التشخيص ما يلي:
- صورة الاشعة السينية للصدر وذلك بهدف تقييم حالة الرئتين والقلب.
- فحص التروية والتهوية عبر استخدام مادة مشعة.
- التصوير المقطعي بالصبغة وهي تسمى بالأشعة المقطعية.
- تصوير بالرنين المغناطيسي وهو يستخدم مزيج من المجال المغناطيسي وترددات الراديو والحاسوب لكي يتم الحصول على صورة مفصلة للأعضاء الداخلية.
- فحص دوبلر بهدف تقييم التدفق الدموي بأوعية الساقين.
- الفحوص المخبرية وهي تستخدم اختبارات السيولة للتحقق من تخثر الدم لدى المريض وأيضا للكشف عن الاضطرابات الوراثية التي قد تسبب هذه المشكلة.
- مخطط كهربائية القلب وهو ما يعرف برسم القلب.
“قد يهمك أيضا: اكبر شريان في جسم الانسان“
أبرز النصائح للتعايش مع جلطة الرئة
على الرغم من كون حالة الجلطات الرئوية مهددة للحياة إلا أن أغلب المرضى يتماثلون للشفاء بشكل سريع ولكنهم يحتاجون أن يتعلموا كيفية التعايش مع احتمالية تكرار الإصابة بهذه الحالة حيث يوصى مريض الجلطة الرئوية بما يلي:
- تناول مضادات التخثر التي يوصي بها الطبيب بشكل منتظم.
- القيام بارتداء الجوارب الضاغطة التي تمنع تشكل الجلطات حيث أنها غالبا ما تبدأ ضمن الساقين وتعمل من خلال الضغط على الأوعية الدموية الموجودة في الساق وهذا ما يساعد على حركة الدم.
- إجراء المتابعة المنتظمة مع الطبيب خلال فترة التعافي والتي قد تستمر من اسبوعين وحتى ثلاث أشهر.
- عمل اختبارات دموية وفحوص دورية لاكتشاف أي جلطة بوقت مبكر والتعامل معها بأسرع صورة ممكنة.
- عدم العودة للعمل إلا بعد الحصول على موافقة الطبيب وخصوصا عندما يكون عمل المريض متضمن لمجهود بدني.
“اقرأ أيضا: اسباب الجلطة الدماغية واعراضها وطرق علاجها بالتفصيل“
ينصح بعد التعافي من الجلطة الرئوية العودة للحياة اليومية بشكل تدريجي، مع ضرورة استشارة الطبيب عند الشعور بضيق في التنفس.