تختلف أعراض المرض النفسي تبعًا للحالة المرضية التي تصيب العقل والنفس والسلوك، وهي تؤثر في سلوك المريض وتؤدي إلى تغيير مشاعره وتفكيره. كما تختلف الأعراض بحسب نوع المرض وشدته ومدة الإصابة به. لنتعرف على أعراض المرض النفسي وأهم العلاجات المتاحة.
ما هو المرض النفسي؟
المرض النفسي هو حالة مرضية يمكن أن يصاب بها الإنسان نتيجة عدة عوامل، بما في ذلك الجينات والتعرض للضغوط النفسية والتجارب الحياتية والعوامل البيئية الأخرى. تشمل أمراض الصحة النفسية العديد من الحالات المختلفة، بما في ذلك الاكتئاب والقلق والهوس والذهان واضطرابات الطعام واضطرابات الشخصية والإدمان وغيرها.
تشمل أعراض المرض النفسي الجسدية التي يمكن أن تظهر في حالات المرض النفسي الصداع والألم الشديد والغثيان والقيء والتعرق الزائد والاضطرابات الهضمية وغيرها.
يمكن علاج المرض النفسي باستخدام عدة أنواع من العلاج التي سنقوم بذكرها لاحقًا. ويمكن أن يكون العلاج النفسي فعالًا في تحسين جودة الحياة للأشخاص المصابين بأمراض نفسية وتحسين العلاقات الاجتماعية والعملية والصحية.
“اقرأ أيضًا: أخطر أنواع الأمراض النفسية“
أنواع المرض النفسي
هناك العديد من الأمراض النفسية المختلفة، وتختلف الأمراض بناءً على الأعراض والأسباب والعلاج. ومن بين أنواع المرض النفسي الأكثر شيوعًا:
- الاكتئاب: وهو حالة من الحزن والاكتئاب الشديد يصاحبها فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانت ممتعة سابقًا، وتغيير في الشهية والنوم والتركيز والتفكير.
- القلق: وهو حالة من القلق والتوتر المستمر يصاحبها القلق المفرط والخوف والتعب والصعوبة في التركيز.
- اضطراب الهلع: ويشمل الهلع والرعب المفاجئ والمفرط والذي يصاحبه الخوف من الأماكن العامة والمواقف الاجتماعية والتعرض للأشياء المخيفة.
- الاضطراب الثنائي القطب: وفي هذه الحالة يتعرض المريض لفترات من الاكتئاب وفترات من الهوس والارتفاع المفرط في المزاج.
- اضطراب النمو العصبي: يبدأ هذا النوع عند الأطفال الصغار، حيث تظهر لديهم مجموعة من الأعراض كفرط النشاط، ونقص الانتباه، وأعراض مرض التوحد (autism spectrum).
- الفصام: وهو من أنواع المرض النفسي، ويتميز بوجود اضطرابات في التفكير والإحساس والتصرف، ويصاحبها الهلوسة والوهم والتشويش في الذهن.
“قد يهمك أيضًا: التوتر وأعراضه الجسدية“
أهم أعراض المرض النفسي
تختلف أعراض المرض النفسي باختلاف أسباب الحالة المرضية، وقد تظهر على المريض أعراض نفسية، وفي بعض الأحيان تترافق مع أعراض جسدية. فيما يلي 11 من أهم أعراض المرض النفسي:
- الاكتئاب والحزن المستمر.
- القلق والتوتر والخوف.
- العدائية والعنف والتصرفات غير المتوقعة.
- الهلوسة والأفكار الوهمية والإيمان بالأشياء التي لا أساس لها من الصحة.
- الإدمان على المواد المخدرة والكحول والإنترنت والألعاب الإلكترونية والتسوق وغيرها.
- الأعراض المعوية والجسدية التي لا يمكن تفسيرها بمرض عضوي، مثل الألم الشديد والإرهاق والتعرق الزائد.
- الانعزالية والتجنب والرغبة في الانعزال عن الآخرين.
- الصعوبة في التركيز والانتباه والتفكير واتخاذ القرارات.
- الإصابة بالذهان والشكوك الزائدة والإيمان بوجود مؤامرات ضدهم.
- السلوك الغير اجتماعي والمعتدى به من قبل الآخرين.
- تغير في عادات الأكل.
بالإضافة إلى الأعراض النفسية، يمكن أن يظهر المرض النفسي بشكل أعراض جسدية. وبعض الأمراض النفسية يمكن أن تؤثر على الجسم وتتسبب في أعراض مثل الصداع والألم الشديد والغثيان والقيء والتعرق الزائد والاضطرابات الهضمية وغيرها.
“شاهد أيضًا: أعراض الحالة النفسية على الجسم“
تشخيص المرض النفسي
تشخيص المرض النفسي يتطلب تقييمًا شاملاً للحالة النفسية والتاريخ الطبي للشخص المصاب. ويمكن أن يشتمل التقييم على مقابلة شخصية مع الطبيب وإجراء اختبارات وتقييمات نفسية مختلفة، مثل:
- التشخيص البدني: حيث يتحدث المريض مع الطبيب المختص، ويعرض أعراضه ومشاكله النفسية وسلوكه وتفكيره. ويتم تقييم الحالة النفسية وتحديد التشخيص النهائي بناءً على المعلومات التي يقدمها المريض.
- الاختبارات النفسية: وتستخدم هذه الاختبارات لتقييم المهارات النفسية والعاطفية والسلوكية للشخص، وتشمل اختبارات الشخصية واختبارات الذكاء واختبارات التحصيل الدراسي وغيرها.
- التشخيص المختبري: ويتم من خلاله فحص وظيفة الغدة الدرقية، أو الاختبارات المتعلقة بتعاطي المريض للكحول أو المخدرات.
“تابع أيضًا: أسباب المرض العقلي“
علاج المرض النفسي
هناك العديد من أنواع العلاجات النفسية المتاحة لعلاج الأمراض النفسية، والتي يمكن الجمع بينها، وتختلف العلاجات بناءً على حالة المريض ونوع المرض النفسي الذي يعاني منه. ومن بين أهم أنواع علاج المرض النفسي:
- العلاج النفسي المعرفي: ويتم في هذا النوع من العلاج التركيز على مساعدة المريض بهدف تغيير التفكير السلبي والتعرف على الأنماط السلبية في السلوك والتفكير والعمل على تغييرها.
- العلاج السلوكي: وهو نوع من العلاج يركز على تغيير السلوك والتعامل مع الأنماط السلبية في السلوك، ويتضمن تعلم السلوك الجديد وتطبيقه في الحياة اليومية.
- العلاج بالحديث: ويتم من خلاله التحدث عن المشاعر والأفكار والتجارب الحياتية، ويساعد المريض على التعرف على الأسباب العميقة للمشاكل النفسية التي يعاني منها.
- العلاج الدوائي: حيث يتم استخدام الأدوية لتحسين الحالة النفسية للمريض، مثل الأدوية المضادة للاكتئاب والأدوية المضادة للاضطرابات النفسية.
- علاج تحفيز الدماغ: وهو مجموعة من التقنيات التي تستخدم لتحفيز نشاط الدماغ، وتشمل التحفيز المغناطيسي للدماغ، والعلاج الضوء أو بالحرارة، وكذلك المعالجة بالصدمات الكهربائية.
- العلاج بالعائلة: ويركز هذا العلاج على تحسين العلاقات العائلية والتعامل مع المشاكل العائلية التي يعاني منها المريض.
“اطلع أيضًا على: كيفية دراسة الحالة النفسية“
العلاج النفسي الدوائي
العلاج النفسي الدوائي هو نوع من العلاج الذي يستخدم الأدوية لعلاج الأمراض النفسية. وتشمل بعض الأمراض النفسية التي يمكن علاجها بالأدوية النفسية مثل الاكتئاب والقلق واضطرابات النوم والذهان والاضطرابات الثنائية القطب وغيرها.
تعمل الأدوية النفسية عن طريق تعديل الكيمياء الدماغية، وتحسين التوازن الكيميائي في الدماغ مما يؤدي إلى تحسين الحالة النفسية للمريض. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الأدوية النفسية يمكن أن تساعد في تخفيف الأعراض النفسية المزمنة وتحسين الحالة العامة للمريض.
ومن بين الأدوية النفسية المستخدمة في العلاج النفسي الدوائي:
- الأدوية المضادة للاكتئاب، مثل السيرترالين والفلوكسيتين والباروكستين.
- الأدوية المضادة لاضطراب القلق، مثل الديازيبام والأوكسازيبام.
- الأدوية المضادة للاضطرابات الثنائية القطب، مثل الأريبيبرازول والكاريبرازين واللوراسيدون.
“اقرأ أيضًا: تعرف على أفضل الطرق لعلاج الحالة النفسية السيئة بالأعشاب“
نصائح للوقاية من المرض النفسي
هناك العديد من النصائح التي يمكن اتباعها للوقاية من المرض النفسي، ومن بين هذه النصائح:
- الحفاظ على نمط حياة صحي: ويشمل ذلك ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم والحفاظ على نظام غذائي صحي وتناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن والألياف، والابتعاد عن تناول الكحول والمخدرات.
- التحكم في مستوى التوتر: ويمكن ذلك من خلال ممارسة التمارين التنفسية واليوغا والتأمل والاهتمام بالنوم والراحة وتقليل العوامل المؤثرة على مستوى التوتر.
- الحفاظ على العلاقات الاجتماعية الجيدة: ويشمل ذلك الاهتمام بالعلاقات الاجتماعية والتواصل مع الأصدقاء والعائلة والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية.
- تحسين مهارات التواصل والتعامل مع المشاكل: ويمكن ذلك من خلال تعلم مهارات التواصل الفعال والتفاوض والتعامل مع المشاكل بطريقة إيجابية وبناءة.
- الحفاظ على النشاط الذهني: ويمكن ذلك من خلال تحدي الذات وتعلم مهارات جديدة والمشاركة في الأنشطة الفكرية والإبداعية.
- الالتزام بالعلاج النفسي الدوري: ويمكن ذلك من خلال الاستشارة بطبيب مختص في الصحة النفسية والحصول على العلاج النفسي اللازم للحفاظ على الصحة النفسية.
تتنوع أعراض المرض النفسي بشكل كبير وتعتمد على نوع المرض وشدته والأسباب الكامنة والعوامل المؤثرة. تتسبب هذه الأعراض بالشعور بالإجهاد الدائم، وتؤثر في قدرة المريض على أداء مهامه اليومية وتعيق قدرته على التعامل مع الآخرين. لذلك من المهم البحث عن المساعدة الطبية في حالة الاشتباه بوجود أي أعراض نفسية للحصول على التشخيص الدقيق والعلاج المناسب.
