الإيمان والكفر

[faharasbio]

غاية الله حبًا أوجد الأنسان من عدم عبادته، قال تعالى ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾، الذاريات: 56.

قال تعالى: ﴿وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ﴾، يوسف:103. نقدم لكم اليوم نبذة عن الإيمان والكفر

معنى الإيمان والكفر

معنى الإيمان: قول باللسان وعمل بالجوارح واعتقاد بالقلب يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. ويُعرف الإيمان بشكل مفصل بأنه: “التصديقُ الجازم بوجود اللّه تعالى، واتصافه بكل صفات الكمال ونعوت الجلال واستحقاقه وحده بالعبادة واطمئنان القلب بذلك اطمئناناً تُرى آثاره في سلوك الإنسان والتزامه بأَوامر اللّه واجتناب نواهيه، وهو أَساس العقيدة الإِسلامية ولُبها، فهو الأَصل وكل أَركان العقيدة مضافة إليه وتابعة له، فالإِيمان باللّه يتضمن الإيمان بوحدانيته واستحقاقه للعبادة وحده، لأَنَّ وجوده لا شك فيه وقد دلَّ على وجوده سبحانه وتعالى: الفطرةُ والعقلُ والشرعُ والحسُّ.

والإيمان أن تؤمن بالله، أن تؤمن بوجوده، وأن تؤمن بوحدانيَّته، وأن تؤمن بكماله، والإيمان بالله رسوخ يقين بالقلب ويصدقه عمل الأنسان في حركة حياته سلوكًا وانفعالًا وانضباطًا لجوارحه وأفعاله وهو متصل دون انقطاع أو تهاون أو غفلة، الله وحده من يعبد ويطاع فهو قويٌ، وغنيٌ، وخبيرٌ، وسميعٌ، وبصيرٌ، لا يعجزه شيء، ولا ينأى عن علمه شيء، والله جلَّ جلاله رحيمٌ، وكريمٌ، وودودٌ، ولطيفٌ، ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها.

الله وحدة من يعبد ويطاع فهو الخالق المبدع القويٌ، والغنيٌ، والخبيرٌ، والسميعٌ، والبصيرٌ، لا يعجزه شيء، ولا ينأى عن علمه شيء وفي الوقت نفسه، الله جلَّ جلاله رحيمٌ، وكريمٌ، وودودٌ، ولطيفٌ، ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها.

والإيمان تصديق وطاعة وإقبال، و من ظن أن الإيمان قضية تصديق فقط فهو مخطئ، هذا الإيمان التصديقي لا مكان له في مراتب الرقي الأيماني، فهو لا يصمد أمام الأهواء والشهوات، قال تعالى: ﴿وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم﴾ٌ التغابن:11.

الإيمان التصديقي، أن تدعي الأسلام وتنطق الشهادتين كلامًا ولم يقر الأيمان بالقلب؟ الله عزَّ وجل غني، واحدٌ أحد، فردٌ صمد، وجوده سرمدي، فهو الأول والآخر والظاهر والباطن، لكن البشر مفتقرون إلى الله في وجودهم، وفي استمرار حياتهم، وفي سلامتهم وحركتهم، بل الأعظم من ذلك في ضعفهم، إن الإنسان مفتقر إلى شخصٍ من بني جلدته إذاً الإنسان وجوده ليس ذاتياً، فهو مفتقر لمعين، وليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي.

إن الإيمان الصادق هو الضابط والمحرك والموجه للإنسان المسلم نحو العمل الصالح وتطبيق شرع الله تعالى، فهناك إذاً تلازم قوي وكبير جداً بين الإيمان والعمل الصالح، فكلما قوي إيمان العبد المسلم وتمكن من شغاف قلبه سار نحو الالتزام بشرع الله تعالى، والعكس صحيح إذا ضعف الإيمان أو انعدم حصل الانحراف والبعد عن منهج الله تعالى، تدفع الإنسان إلى مهاوي الضلال والفساد والموبقات والإنحراف عن طريق الحق وسبيل الهدى، وتظهر الأمراض الحسية والمعنوية.

ونؤكد على أهمية الإيمان في حياة المسلم، بل هو سفينة النجاة التي بها ينجو المسلم من عقاب ربه ويسعد في الدنيا والآخرة.

إذا الإيمان ضاع فلا أمان ولا دنيا لمن لم يحي دينًا

ومَن رَضِيَ الحياة بغير دِين فقد جعل الفناء لها قرينَا

الإيمان تصديق وإقبال أما الكفر فتكذيب وإعراض: التكذيب صفة عقلية، والإعراض صفة نفسية، بل إن الإعراض من نتائج التكذيب، فالكفر في حقيقته تكذيبٌ بما جاء عن الله عز وجل، والإنسان حينما يكذِّب بما جاء عن الله عزَّ وجل فمن لوازم التكذيب الإعراض، قال تعالى ﴿ إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ ﴾ الزمر :7، وقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ لَا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم﴾ النحل:104. وختامًا من المهم لكل مسلم أن يعلم الفرق بين الإيمان والكفر ويعرف أحكامهم أيضًا.

[ppc_referral_link]