تعود أسباب شد الطفل لجسمه بشكل عام إلى اختلال في وظائف الدماغ عند الطفل، وعندها يلجأ الطفل إلى القيام بحركات مفاجئة في الذراعين أو في العنق أو في القسم العلوي من الجسم، ويشدون ساقيهم بشكل مستقيم، وينتج عن ذلك بعض الأعراض. لنتعرف على أسباب شد الطفل لجسمه، وكيفية العلاج.
التشنجات عند الأطفال
تنشأ التشنجات عند الأطفال عندما تقوم الخلايا العصبية الموجودة في الدماغ بإصدار شحنات كهربائية قوية وغير طبيعية في نفس الوقت تتسبب في اختلال وظائف الدماغ، الأمر الذي يؤدي إلى ظهور أعراض التشنجات عند الأطفال.
تختلف شدة التشنجات من طفل إلى آخر، وتأتي على شكل اختلاجات ناجمة عن تفريغ كهربائي غير منظم يحدث داخل الدماغ، ويؤثر على وظائفه بشكل مؤقت، وقد يستغرق الأمر بضع ثوانٍ، وقد تستمر لوقت أطول، كما يمكن أن تحدث أكثر من مرة في اليوم الواحد.
“اقرأ أيضًا: أسباب الاستفراغ عند الأطفال بدون حرارة“
أسباب شد الطفل لجسمه
تحدث التشنجات عند الأطفال عادةً في عمر أقل من عام واحد، وقد تختفي الأعراض عند بلوغ الطفل 5 سنوات من العمر، وإليكم 8 من أهم أسباب شد الطفل لجسمه:
- نمو الأطفال مع معاناتهم من تشنجات غير طبيعية مثل حالة الشلل الدماغي أو وجود تشوهات في الدماغ.
- التعرض لإصابات في الرأس سواء أثناء الولادة أو بعدها، أو الإصابات التي تتسبب بحدوث النزيف الدماغي.
- الإصابة ببعض الأمراض كالسحايا أو أورام الدماغ، أو المشاكل التي تؤثر في كيمياء الجسم.
- اضطراب في عمليات الأيض، أو الاضطرابات الوراثية.
- تناول بعض الأدوية.
- معاناة الأطفال حديثي الولادة من نقص الأوكسجين الناتج عن المخاض والولادة.
- عدم حصول الطفل على النوم الجيد، حيث يقوم الدماغ أثناء النوم بالتخلص من المواد الكيميائية المتراكمة، وعدم حصول الطفل على قدر كافٍ من النوم سببًا من أسباب شد الطفل لجسمه.
- تعرض الطفل للقلق أو الإجهاد ينتج عنه إطلاق مواد كيميائية إلى الدماغ والجهاز العصبي للتخفيف من التوتر والإجهاد، وهذا ما يؤدي إلى حدوث التشنجات عند الأطفال.
- عند شعور الطفل بالفرح والتحمس الشديد لشيء معين أثناء اللعب أو الزحف.
- عند طلب الطفل لشيء معين وعدم حصوله عليه، فيعمد إلى البكاء الشديد، ويشد جسمه.
“شاهد أيضًا: طريقة خفض الحرارة للكبار والأطفال“
أنواع التشنجات عند الأطفال
يوجد العديد من أنواع التشنجات عند الأطفال، وتختلف شدة نوبات التشنج بحسب نوعها كما يلي:
تشنجات حديثي الولادة
تعتبر تشنجات حديثي الولادة من أكثر أنواع التشنجات عند الأطفال شيوعًا، وتصيب الأطفال بعد الولادة بمدة قصيرة، وعادةً تحدث خلال الشهر الأول من الولادة، وتترافق مع بعض الأعراض التي تظهر على الرضيع كتحريك الشفاه، وانقطاع النفس، وتحريك العينين باتجاهات مختلفة.
التشنجات الحموية
وهي التشنجات التي تظهر على الطفل عند إصابته بأمراض معينة مترافقة مع ارتفاع في درجة حرارة الطفل مثل التهاب الأذن وجدري الماء، وعلى الرغم من أن سبب هذه التشنجات غير معروف، إلا أنه غالبًا ما يكون بسبب وراثي، أو يظهر عند الأطفال الذين يعانون من مشاكل في النمو.
التشنجات الجزئية
وهي التشنجات الناتجة عن خلل في منطقة واحدة أو أكثر من الدماغ، وتنقسم هذه التشنجات إلى نوعين:
- التشنجات البسيطة: وهي التشنجات التي تصيب منطقة معينة من الدماغ، وتؤثر على جزء الجسم المسؤولة عنه هذه المنطقة، فعلى سبيل المثال، إذا أصابت جزء الدماغ المسؤول عن الرؤية فإن عضلات العين ستتأثر، وقد يؤدي ذلك إلى تغير بصر الطفل.
- التشنجات المعقدة: تصيب هذه التشنجات منطقة الدماغ المسؤولة عن الذاكرة، وقد يفقد الطفل وعيه أثناء التشنجات، وتترافق مع ظهور بعض السلوكيات غير المعتادة كالصراخ الشديد، وتسبب مثل هذه التشنجات التعب والإرهاق للطفل بعد الانتهاء من النوبة.
التشنجات العامة
تحدث هذه التشنجات نتيجة خلل في وظائف أجزاء أكبر من الدماغ، وقد تكون اختلاجية، أو تحدث بدون اختلاج وفق ما يلي:
- التشنجات الاختلاجية: وهي التشنجات التي تترافق مع حركات عضلية لا إرادية قد تستمر لبضع دقائق يفقد فيها الطفل وعيه ولا يتذكر ما حدث معه أثناء النوبة، وقد تؤدي إلى بعض الإصابات كعض اللسان، وأحيانًا الإصابة بالكسور.
- التشنجات التوترية: وهي التي تترافق مع العديد من الأعراض غير الطبيعية كالحركات غير المعتادة في الجسم والأطراف، ويتبعها تشنجات في العضلات ورجفة في الجسم، كما قد تظهر بعض الأعراض الأخرى كالصداع الشديد، والصعوبات في الرؤية أو التكلم، ويشعر الطفل بعدها بالنعاس والتعب الشديد.
- التشنجات الرمعية: يترافق هذا النوع من التشنجات مع تحركات سريعة ومفاجئة للعضلات، وقد تحدث أكثر من مرة خلال اليوم، أو خلال أيام متتالية.
التشنجات أثناء النوم
وهي نوع من أنواع التشنجات الرمعية تصيب الأطفال أثناء النوم، وتصيب فئة كبيرة من الأطفال في مرحلة الطفولة، وقد يستمر لمرحلة البلوغ، وتحدث بشكل لا إرادي في عضلة معينة أو مجموعة من العضلات معًا، وهي حالة لا تستدعي القلق بشكل عام.
التشنجات في عضلات الوجه
يصيب هذا النوع من التشنجات اللاإرادية عضلات الوجه والعيون، وعادةً ما تصيب الأولاد أكثر من البنات، وعلى الرغم من أن سببها غير معروف، إلا أن التوتر يزيد من حدتها بشكل ملحوظ، وتترافق مع ظهور بعض الأعراض مثل:
- حول في العينين.
- رعشة ظاهرة في الفم.
- حدوث وميض في العين.
“قد يهمك أيضًا: علاج الغازات عند الأطفال“
أعراض شد الطفل لجسمه
تختلف أعراض شد الطفل لجسمه بحسب نوع التشنجات، كما تختلف من طفل لآخر، ولكن بشكل عام تظهر عند الطفل الأعراض التالية:
- ارتعاش في عضلات الذراعين والساقين والرأس.
- فقد الوعي والإغماء والسقوط بشكل مفاجئ.
- بعض المشاكل التنفسية أو انقطاع النفس.
- حركات مفاجئة في العينين كالرمش السريع.
- الإصابة بحالة من التشوش الذهني المترافقة مع عدم الاستجابة للكلام أو الأصوات.
تشخيص حالات شد الطفل لجسمه
يتم تشخيص حالات شد الطفل لجسمه من قبل الطبيب في المرحلة الأولى من خلال معرفة الطبيب للأعراض التي تظهر على الطفل أثناء حدوث نوبة التشنج، وكذلك السؤال عن الحالات الوراثية في العائلة، والأوقات التي يتعرض فيها الطفل للتشنج، ومدة استمرارها، بالإضافة إلى بعض الفحوصات الطبية التي تتضمن ما يلي:
- فحص الدم والبول والبراز.
- التخطيط الكهربائي للدماغ.
- التصوير الشعاعي للدماغ سواء بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المحوسب.
- البزل القطني.
“اقرأ أيضًا: زيادة كهرباء المخ عند الأطفال“
علاج حالات شد الطفل لجسمه
يعتمد علاج حالات شد الطفل لجسمه على عمر الطفل، وعدد مرات حدوث نوبات التشنج، وبحسب شدتها، وعادةً لا يتم العلاج بالأدوية للأطفال الذين يعانون من التشنج لأول مرة، ولكن من المؤكد أنه في حال إصابة الطفل بالحمى، فيجب علاجه أولًا، أما في حال كان الطفل يعاني من نوبات الصرع، فيتم استخدام الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب مع ضرورة الالتزام بمواعيد الجرعات الدوائية، وبتعليمات الطبيب، كما يجب مراجعة الطبيب في حال ظهور أي أعراض جانبية عند استعمال الأدوية.
يمكن للأهل التعامل مع حالات شد الطفل لجسمه في المنزل باتباع النصائح التالية:
- الانتباه لحركات الطفل في المنزل ومراقبته جيدًا.
- مساعدة الطفل للاستلقاء على جانبه.
- حماية الطفل أثناء التشنج لأنه قد يؤذي نفسه.
- محاولة عدم جعل الطفل ينام أثناء النوبة.
- علاج الطفل في حال إصابته بالحمى.
- التوجه إلى أقرب طبيب في حال استمرت نوبة التشنج لبضع دقائق، أو في حالة فقدان الوعي (Unconsciousness) عند الأطفال.
وهكذا نجد أن أسباب شد الطفل لجسمه قد تكون حالة عارضة ولا تستدعي العلاج لأن أعراضها تزول من تلقاء نفسها، ولكن في بعض الحالات قد تتطلب مراجعة الطبيب لتشخيص الحالة ووصف الأدوية المناسبة، كما يجب على الأهل اتباع كافة وسائل الرعاية للطفل في المنزل لحمايته ووقايته من التعرض للأذى سواء أثناء التشنج أو بعده.