أنواع الذبائح المشروعة هي الذبائح من الأنعام التي حللها الله تعالى للذبح بهدف الحصول على لحمها وشحمها وفق الطريقة الشرعية، كما أن للذبائح المشروعة عدة أنواع، منها ما أمر الشرع بها، ومنها ما لم يأمر بها ولكنها مع ذلك محللة للمسلمين. لنتعرف من خلال مقالنا على أنواع الذبائح المشروعة في الإسلام.
ما هي الذبائح المشروعة؟
الذبائح المشروعة هي جميع الذبائح التي تم ذبحها أو تذكيتها وفقًا للشريعة الإسلامية، وتختلف أنواع الذبائح المشروعة في الإسلام عن بعضها تبعًا للهدف من ذبحها، فمنها الهدي والعقيقة والأضحية، ولكن يجب أن تمتلك جميعها المواصفات التي حددها الشرع للذبيحة، قال الله تعالى: “وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ” سورة النحل.
يسمى ذبح الحيوان الذي شرع الإسلام أكل لحمه بالتذكية، ويكون ذلك بذبح الحيوان من الأنعام المقدور عليه، أو بنحره عن طريق قطع أسفل العنق بعد التسمية، أو بصيد الحيوان غير المقدور عليه.
تعتبر الذبائح غير مشروعة عندما لا تمتلك المواصفات المحددة للذبيحة في الشرع، أو التي لا يتم ذبحها على الطريقة الشرعية التي أمرنا بها الله تعالى ونبيه الكريم.
“اقرأ أيضًا: كيف تحسب زكاة المال“
أنواع الذبائح المشروعة
أحل الله تعالى الذبائح للناس كنوع من أنواع تيسير أمور الدنيا له، ولكنه يجب أن يكون ذلك وفق ضوابط وقوانين حددها الله تعالى في القرآن، وأشار إليها الرسول صلى الله عليه وسلم في أحاديثه النبوية الشريفة، وللذبائح المشروعة نوعان، وهما:
- الذبائح المشروعة التي أمر الشرع بها، ولكنها ليست ملزمة مثل: العقيقة، والأضحية، والهدي.
- ذبائح لم يأمر الشرع بها، ولكنها مباحة للمسلمين، ويمكن القيام بها، ويمكنه عدم الالتزام بها كقيام المسلم بتوزيع الطعام على الفقراء والمساكين في المناسبات السارة أو الحزينة، أو عند العودة من السفر.
من أنواع الذبائح المشروعة التي أمر بها الشرع، ولكن ليس على سبيل الالتزام:
الهدي من أنواع الذبائح المشروعة
الهدي من أنواع الذبائح المشروعة التي شرعها الله تعالى للمسلمين، وهي مشروعة للحجاج أثناء أدائهم لمناسك الحج، ولذلك لا بد من أن تتم في الحرم بعد أداء الحج، وللهدي عدة أنواع:
- هدي المتعة والقرآن: وهي واجب على الحاج عندما يكون متمتعًا، وإن لم يستطع الذبح فعليه الصيام، وحكمها حكم الأضحية، حيث يأكل الحاج منه، ويهدي، ويتصدق على المساكين في الحرم، وذلك لقول الله تعالى: “فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَٰلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ” سورة البقرة، ويشمل التمتع الإحرام بالعمرة ومن ثم بالحج، أو الإحرام بهما (أي القرآن).
- الهدي الواجب على الحاج عند تركه لأي واجب من واجبات الحج، فيعوض ذلك بذبح شاة في الحرم، ويوزع اللحم في الحرم أيضًا، فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، قال: ” مَنْ نَسِيَ مِنْ نُسُكِهِ شَيْئاً ، أَوْ تَرَكَهُ ، فَلْيُهْرِقْ دَماً”.
- الهدي بسبب فعل أي شيء من محظورات الإحرام، قال الله تعالى في كتابه الكريم: ” وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ” سورة البقرة.
- الذبح بسبب الإحصار، وهو حدوث مانع يمنع الحاج من إتمام مناسك الحج، فيمكن للحاج أن يذبح في مكان الإحصار، كما يجوز الذبح وتوزيع اللحم داخل الحرم.
- الهدي بسبب جزاء الصيد، وهنا يجب على الحاج الذبح وتوزيع اللحم داخل الحرم، قال الله تعالى: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ” سورة المائدة.
“شاهد أيضًا: ما هو حد الغيلة في الإسلام“
الأضحية من أنواع الذبائح المشروعة
الأضحية هي الذبائح التي شرعها الله تعالى لمن يستطيع في عيد الأضحى، ويشترط أن تكون الأضحية من بهيمة الأنعام من الغنم والإبل والماعز بعد بلوغها السن المحدد في الشرع، كما يجب أن تكون الأضحية سليمة خالية من الأمراض، كما يجب أن تكون ملكًا للمسلم المضحي، أو أن يكون موكلًا في مال موكله، ويجب ذبح الأضحية في الوقت المحدد في الشرع، وهو من بعد صلاة العيد، وحتى غروب الشمس في آخر يوم من أيام التشريق، قال الله تعالى: ” وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِّيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ”.
العقيقة من أنواع الذبائح المشروعة
العقيقة هي الذبيحة التي يتم ذبحها عن المولود الجديد، وذلك وفق ما جاء في السنة النبوية الشريفة، حيث يذبح شاتان للولد، وشاة للبنت، ويفضل أن يكون ذلك في اليوم السابع من الولادة، وفي حال عدم التمكن من ذلك ففي اليوم الرابع عشر، وتعتبر العقيقة من أنواع الشكر لله تعالى على نعمة الولد، وحكمها كحكم الأضحية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل غلام رهينة بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ويحلق ويسمى).
“قد يهمك أيضًا: البيوع المحرمة في الإسلام“
أنواع الذبح المحرم
يحرم ذبح الأنعام في بعض الحالات حتى لو كانت مذبوحة بالطريقة التي تبيح الأكل منها، فالذبح لغير وجه الله تعالى يعتبر شركًا، والأكل من لحوم هذه الذبائح فهو محرم، وذلك في قول الله تعالى: ” حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب”، سورة المائدة، ومن أنواع الذبح المحرم:
- الذبح لغرض مرفوض شرعًا: لا يجوز الذبح من أجل أغراض لم تبحها الشريعة الإسلامية، كالذبح من أجل استرضاء الجن (Jinn)، أو بهدف التباهي.
- الذبح عند القبور: إن الذبح عند القبور لا يجوز حتى لو كان نذر نذره الشخص، ويجب عليه الامتناع عن الوفاء بنذره.
في الختام نجد أن أنواع الذبائح المشروعة هي التي حللها الله تعالى لأكل لحومها وشحمها، ويجب أن تتصف بصفات معينة، ويتم ذبحها بالطريقة التي حددها الشرع، كما يجب أن تكون الذبيحة لوجه الله تعالى، وغير ذلك يعتبر من أنواع الشرك والخروج عن الملة.