أنواع الشرك الأصغر

أنواع الشرك الأصغر
شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

أنواع الشرك الأصغر – ما هو الشرك الأصغر

يعتبر الشرك الأصغر خروج عن شرع الله تعالى، وهو بكل أنواعه وسيلة للوصول إلى الشرك الأكبر، والوقوع فيه كما في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أخوف ما أخاف على أمتي الشرك الأصغر – فسئل عنه فقال: الرياء، يقول الله تعالى يوم القيامة، إذا جازى الناس بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون في الدنيا، فانظروا هل تجدون عندهم جزاء)) رواه أحمد والمنذري.

الشرك الأصغر له قسمان: شرك في القلب كالرياء، وشرك في الأقوال والأفعال، كالحلفان بغير الله تعالى كما جاء في قول الرسول الكريم: ((من حلف بغير الله فقد أشرك))، أو الأقوال التي يتم فيها التسوية بين الله وغيره، كما في قول: ما شاء الله وشئت، أو في مراعاة غير الله في بعض الأمور.

يعد الشرك الأصغر محرمًا، ولكنه لا يخرج مرتكبه عن ملة الإسلام، وإنما يؤثم، وقد جاء التحذير منه في قول الله تعالى: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) سورة الكهف، آية رقم 110.

وتضم هذه الآية أنواع الشرك الأصغر والأكبر، فما هو الفرق بين النوعين؟

الفرق بين الشرك الأصغر والشرك الأكبر

يتمثل الفرق بين الشرك الأصغر والشرك الأكبر في عدة أمور، ونذكر منها:

  • يعذب الله تعالى مرتكب الشرك الأصغر بعد وفاته، ولكنه لا يخلد في النار، أما الشرك الأكبر فلا يغفر لصاحبه إلا بالتوبة الصادقة.
  • الشرك الأصغر يحبط العمل الذي قارنه معه فقط، ويمكن للحسنات الكثيرة أن تغفر له هذا العمل، أما الشرك الأكبر فيحبط جميع الأعمال، ولا ينفع صاحبه كثرة الحسنات.
  • الشرك الأصغر لا يخرج مرتكبه عن ملة الإسلام لأنه لا يشرك في التوحيد، ويعامل معاملة المسلمين كأن يصلى عليه بعد وفاته، أما الشرك الأكبر فهو مخرج عن الملة الإسلامية لأنه يشرك بالتوحيد.
  • مرتكب الشرك الأصغر ينقص إيمانه بعكس الشرك الأكبر الذي لا يعد مرتكبه مؤمنًا.
  • صاحب الشرك الأصغر لا يخلد في النار، ويدخل الجنة بعد أن يحاسب على عمله، بعكس الشرك الأكبر الذي يخلد صاحبه في النار.

أنواع الشرك الأصغر

الرياء

يعتبر الرياء هو فعل ما يرضي الله بالظاهر فقط، والهدف منه في الحقيقة هو إرضاء الناس، والنيل على استحسانهم ومدحهم لهذا العمل، وعندها لا يكون عمله خالصًا لوجه الله تعالى، ومن الأمثلة على هذا النوع من الشرك: أن يصلي المسلم أمام الناس، ويحسن في أداء صلاته لينال إعجاب الناس من حوله، ويمدحون في صلاته، لذلك يجب على المسلم إخلاص النية لله تعالى في القول والفعل، والابتعاد عن الرياء لأنه محرم شرعًا.

الحلف بغير الله

لا يجب على المسلم الحلف بغير الله تعالى، والدليل على ذلك أن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه يحلف بأبيه فقال: (من كان حالفًا فليحف باللهِ أو ليصمت) رواه البخاري.

فكل نوع من أنواع الحلف بغير الله ممنوع شرعًا، كالحلف بالنبي عليه الصلاة والسلام، أو بالأولاد، أو بالمال، أو بالكعبة المشرفة، ونهانا الرسول الكريم عن هذا النوع من الحلف، واعتبره من الشرك بالله بقوله: (من حلف بغير الله فقد كفرَ أو أشركَ).

سب الدهر

يعتبر سب الدهر وسيلة للشرك الأكبر، لأن فيه اعتقاد واضح بأن الدهر هو الذي يتصرف في حياة الإنسان، لذلك يجب على المسلم عدم سب الدهر لأنه يعتبر سب لمسببه وهو الله والعياذ بالله، فالله تعالى هو الذي يخلق الأيام ويدبر الأمور جميعها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يَسُبُّ أحَدُكُمُ الدَّهْرَ، فإنَّ اللَّهَ هو الدَّهْرُ) رواه مسلم.

التكبر

يقصد بالتكبر هنا احتقار الناس، والتقليل من قدرهم وشأنهم، والترفع عنهم، وبمعنى آخر أن يرى الشخص نفسه متفضلًا على الناس، وأنه هو الأفضل بينهم، وقد نهانا رسول الله عليه الصلاة والسلام عن هذا بقوله: “وإنَّ اللَّهَ أَوْحَى إلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا حتَّى لا يَفْخَرَ أَحَدٌ علَى أَحَدٍ، وَلَا يَبْغِي أَحَدٌ علَى أَحَدٍ” رواه مسلم، وفي الحديث الشريف: “لا يزالُ الرجلُ يَذهب بنفسِه حتى يُكتَبَ في الجبَّارين فيُصيبُه ما أصابهم” رواه الترمذي، وفي قوله تعالى: {أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ} سورة الزمر، آية رقم 60.

التطير

يعرف التطير في الإسلام بالتشاؤم من حدث ما أو شيء ما، ويرجع سببه إلى ضعف الإيمان بالله تعالى، وعدم التوكل عليه في أمور الحياة، وقد نهانا الله تعالى ورسوله عن التطير في جميع الأمور، فعن عروة بن عامر -رضي الله عنه -قال: ذكرت الطيرة عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم -فقال: «أحسنها الفأل. ولا ترد مسلما فإذا رأى أحدكم ما يكره، فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك» رواه أبو داود.

الاستسقاء بالنجوم

الاستسقاء بالنجوم من العادات الجاهلية القديمة، فقد كان الناس قديمًا يعتقدون أن سبب نزول المطر يعود إلى سقوط نجوم معينة، أو طلب أشياء معينة من النجوم، لذلك يعتبر الاقتداء بالنجوم في هذه الأمور شرك، فالمطر بيد الله تعالى، ويجب شكر الله تعالى عليه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال: مطرنا بنوء حب الكذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب))، أخرجه مسلم.

حب الدنيا ونسيان الآخرة

وهي أن يقوم المسلم بأداء العبادات والفرائض طمعًا بكسب الرزق والخير في الدنيا مع نسيان ثواب الآخرة، وبهذا سيحصل على ثواب الأعمال التي قام بها، ولكن نيته ستقلل من ثوابها في الآخرة، وستقلل من شأنها.

عدم الاعتماد على الله تعالى

يجب على المسلم الاعتماد على الله تعالى أولًا في جميع أمور حياته، فإذا أخذ بالأسباب أولًا مع اعتقاده أن الله هو الموفق فقد وقع في الشرك الأصغر، كأن يعتمد في رزقه على عمله دون الاعتماد على الله أولًا، أو أن يطلب من أحد ما أن يدعو له بالرزق والصلاح والذرية الصالحة.

أن تجعل لله أندادًا

وهي ألا تقول كلمة لولا فلان، أو لولا هذا الشيء لحصل كذا، أو قول لولا الله وفلان لحصل كذا، فيجب عدم نسيان أن الله تعالى هو المسبب للأمور، كما يجب عدم نسب السبب إلى غير خالقه، قال الله تعالى: {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}، سورة البقرة، آية رقم 22.

إقرأ أيضًا: ما هي أمراض القلوب؟

وهكذا نجد أن الشرك الأصغر لا يتناقض مع أصل توحيد الله تعالى، ولكنه ينقص من إيمان المرء، وقد ذكرنا أنواع الشرك الأصغر لمحاولة تجنبها، ولابتغاء مرضاة الله تعالى في الدنيا والآخرة.

‫0 تعليق