التريبوفوبيا.. رهاب النخاريب أو الخوف من الثقوب

[faharasbio]

التريبوفوبيا.. رهاب النخاريب أو الخوف من الثقوب

يُعدّ الخوف واحداً من أكثر المشاعر التي تُواجه الإنسان في حياته، فلا يُمكن لأي فرد أن يتحلّى بالشجاعة الكاملة ولا يخاف من شيء، فكل فردٍ منّا يشعر برهابٍ أو اشمئزاز أو خوف تجاهَ شيء معين مثل {الحشرات، الحيوانات، الظلام} أو بعض أنواع الرهاب الغريبة مثل الخوف المرتفعات والأماكن المغلقة والدماء وغيرها العديد، ومشاعر الخوف تكون حقيقية وواقعية بحيث تدفع الإنسان إلى الابتعاد عن المثير أو الهرب منه، وقد يتفاقم الأمر إلى التفكير بهِ طوالَ الوقت وتأثيره على الحياة اليومية والاجتماعية.

ومنَ الجدير بالذكر، أنهُ من أغرب أنواع الرهاب المتواجدة في عالمنا بنسبة 16% هوَ رهاب النخاريب أو الثقوب {التريبوفوبيا}، فهل لكَ أن تتخيل بعض الأشخاص يشعرون بالذعر والخوف منَ الثقوب؟ أي ثقوبٍ يُلاحظونها مثل ثقوب الإسفنج أو المسامات بعدَ الاطلاع عليها بالمجهر أو ثقوب خلية النحل، بالرغم من أنَ البعض يُلاحظ أنها طبيعية ولا تدعو للخوف، إلّا أنَ المُصابين بهذه الفوبيا يُعانون منها، ولذلك ما المقصود بالتريبوفوبيا {رهاب النخاريب}؟ وما هيَ أعراضه؟ أسبابه؟ وطرق علاجه المتعددة؟

ما المقصود بالتريبوفوبيا {رهاب النخاريب} TrypoPhobia؟

تمَ الانتباه إلى هذه الظاهرة بشكلٍ دقيق خلالَ عام 2005، فازداد أعداد الأشخاص الذينَ يشعرون بالرهاب تجاهَ الثقوب، فبعضهم ينفر منها وبعضهم ينكمش على ذاته ويُغلق عينيه لتجنب النظر إليها، ويُقصد بالتريبوفوبيا أنها خوف شديد منَ العجينة الفقاعية أو أي مثيرٍ خارجي يحتوي على ثقوب.

علاوة على ذلك، لم يعترف الأطباء النفسيين بهذه الظاهرة على أنها مرض أو اضطراب نفسي، ولكنها ليست نادرة فالآلاف حولَ العالم مُصابين بها ومنَ المُمكن أن تكون أنتَ عزيزي القارئ واحداً منهم، ويُمكنكَ ملاحظة ذلك من خلال الاقتراب أو تصفح صور خلايا النحل والإسفنج المليء بالثقوب أو الفراولة والرمان والفقاعات، فإذا شعرتَ بالقشعريرة والاشمئزاز، فمنَ المتوقع أنكَ مُصاباً بها.

ما هيَ أعراض التريبوفوبيا {رهاب النخاريب}؟

توجد عدّة علاماتٍ وأعراض تظهر على الفرد المُصاب بهذا الرهاب، مثل:

  • الشعور بالقشعريرة ورجفان الجسم أثناءَ التعرّض للمثير الخارجي.
  • الشعور بخوفٍ وازدياد دقات القلب.
  • الشعور بعدم الارتياح ومحاولة الهرب أو تغطية العينين.
  • التقزز الدائم منَ الفراولة أو الرمان أو الفواكه والأطعمة التي تحتوي على ثقوب.
  • التعرّق في اليدين والجبهة.
  • الإصابة بحكة خفيفة في الجسم.
  • الحاجة إلى القيء والشعور بالغثيان.

ما هيَ أبرز أسباب الإصابة بالتريبوفوبيا {رهاب النخاريب}؟

بالرغم منَ السبب المحيّر لهذا الرهاب، إلّا أنهُ توجد عدة عوامل تُسهم في إصابة الفرد بهِ، ومن هذه العوامل:

  • الخوف منَ الأمراض: لا بدَّ أنكَ تتساءل ما علاقة الأمراض المعدية برهاب النخاريب؟ والجواب هوَ أنَ عدد منَ الباحثين استجوبوا بعض المُصابين ولاحظوا أنهم يُعانون من قلقٍ حادّ تجاهَ الأمراض المعدية، ومن وجهة نظرهم أنَ أي شيءٍ يحتوي على ثقوب لهُ علاقة بآثار الإصابات على الجسد، ولذلك ينفرون منها ويُحاولون إبعادها عنهم.
  • الخوف منَ الحيوانات: منَ المُمكن أنَ أغلب المُصابين بهذا الرهاب يُعانون من خوفٍ شديد تجاهَ الحيوانات السامّة، وأثناءَ رؤيتهم لخلايا النحل يشعرون بالتقزز منها، وإذا لاحظوا أي نوعٍ منَ الحيوانات يحتوي جلده على ثقوب يُحاولون الابتعاد عنه.
  • الاضطرابات النفسية: أيضاً منَ الأسباب المؤدية للإصابة برهاب النخاريب، فعندما يُصاب الفرد بنوعٍ من اضطرابات القلق أو الوسواس القهري أو الاكتئاب، تزداد خطر إصابته بهذه الفوبيا.

ما هيَ طرق علاج التريبوفوبيا {رهاب النخاريب}؟

إذا كنتَ تُعاني من خوفٍ شديد تجاهَ الثقوب أو أحد أفراد عائلتك يُعاني منه، فيجب اتباع هذه الخطوات الآتية التي تُساعد في العلاج:

  • العلاج السلوكي المعرفي: في البداية يجب البحث عن طبيبٍ نفسي مختص من أجل الحصول على موعد لزيارته والبدء بالحديث معه عن المخاوف التي تُصيبك تجاهَ الثقوب، ومن هنا سيعمل الطبيب على إيجاد عدّة وسائل لمساعدتك على الاسترخاء وإرخاء عضلاتك والدخول لعقلك الباطن وتغيير هذه الأفكار تجاهَ الثقوب بأنها لا تُؤذي ومنظرها طبيعي ولا تستدعي الخوف منها.
  • العلاج بالتعرّض: يُفضّل أن يكون هذا العلاج على يد مختص من أجل عدم تفاقم حالة المريض، فيجب تشجيعه ومساعدته على تحمل الثقوب لمدة قصيرة كمرحلة أولى، ومن ثمَ تعريضه تدريجياً لها وكُلّما يشعر بأعراضٍ مخيفة أو مقززة، سيكون الطبيب بجانبه ويُعيد إليه الكلام الإيجابي عن أنها ليست مخيفة ولا تستدعي القلق، وبعدّة جلساتٍ متتالية سيُلاحظ المُصاب الفرق في نفسيته وحالته تجاهَ الثقوب.
  • المهدئات: إذا كانَ المُصاب يُعاني من نوبات هلع أو خوفِ شديد وتفكيرٍ بالثقوب بشكلٍ يُؤثر على نومه وحياته، فمنَ المُمكن أن يصف لهُ الطبيب المهدئات أو مضادّات للأرق والاكتئاب مثل السيرترالين إذا كانت حالته النفسية غير مستقرة.
  • تجنب مسببات التوتر: سينصحكَ الطبيب بتجنب أي نوعٍ منَ العادات التي تزيد من مستويات التوتر لديك مثل {الاعتماد على الوجبات السريعة، استهلاك الكافيين والكحوليات، التدخين بشراهة، الضغط النفسي} ويجب اعتماد نمط حياة صحيّ قائم على التأمل والاسترخاء والحصول على عدد ساعات نوم كافية، بالإضافة لتفريغ طاقتك بإحدى الهوايات والأنشطة التي تحبها.

إنَ الإصابة برهاب النخاريب أمر لا يدعو للقلق، ولكن الاستمرار في مشاعر الخوف والرهاب تجاهه قد تُسبب للفرد آثاراً سلبية على صحتّه الجسدية والنفسية، ومنَ الأفضل أن تتم استشارة الطبيب ومساعدة المريض على اجتياز هذه الحالة دونَ السخرية منه، لأنهُ للأسف بعض الأصدقاء أو الأقرباء لا يأخذون الخوف تجاهَ الثقوب الإسفنجية أو الفقاعات على محمل الجد، ويبدؤون بإزعاج المريض عن طريق تعريضه لها بشكلٍ مفاجئ، وهذا الأسلوب يُدّمر المُصاب بدلاً من أن يُعالجه.

{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.

[ppc_referral_link]