دعاء الاستفتاح: حكمه والصيغ الواردة فيه

دعاء الاستفتاح حكمه والصيغ الواردة فيه
شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

ما هو دعاء الاستفتاح

دعاء الاستفتاح هو الدعاء الذي نستفتح به الصلاة سواء كانت صلاة مفروضة أو صلاة نافلة، ويقرأ دعاء الاستفتاح ما بين النية والتكبير للصلاة وبين سورة الفاتحة، وهو ليس واجبًا في الصلاة، فعند نسيانه لا تبطل الصلاة وتكون صحيحة بإذن الله.

يمكن قراءة دعاء الاستفتاح بأكثر من صيغة وجميعها مأخوذة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن الأفضل أن يحفظ المسلم جميع هذه الصيغ، ويقرأ واحدًا منها في كل صلاة، لأن تكرار نفس الصيغة بشكل دائم يصبح عادة.

حكم دعاء الاستفتاح

دعاء الاستفتاح سنة مستحبة وليست فرضًا، والصلاة من دونها صحيحة، فإذا نسي المصلي أن يبدأ صلاته بدعاء الاستفتاح فلا حرج عليه، وللدعاء أكثر من صيغة، ويقال سرًا لا جهرًا، وتعتبر جميع أدعية الاستفتاح الواردة عن النبي محمد عليه الصلاة والسلام والتي تقرأ في الصلاة التي فيها ركوع وسجود بعد التكبير، هي سنة مستحبة.

الدليل على كونه ليس واجبًا هو أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يردده في صلاته، ولم يعلمه لأحدٍ من أصحابه، ولكن أبو هريرة سأله عما يقرأه في صلاته بعد التكبير، فأجابه بأنه يقرأ دعاء الاستفتاح وعلمه إياه، ولو كان واجبًا لعلمه لأصحابه دون أن يسألوه ذلك.

في حال صلاة الجماعة، ولم يدرك المصلي الصلاة من أولها، فإنه يقرأ دعاء الاستفتاح قبل البدء بالصلاة إذا لم يخشى أن يفوته الركوع الأول، أما إذا كان يخشى ذلك فلا يقرأه ولا حرج عليه في ذلك.

ترى بعض المذاهب أنه يمكن قراءة دعاء الاستفتاح قبل التكبير والدخول في الصلاة.

صيغ دعاء الاستفتاح

  • عن عاصم بن حُميد، قال: سألت عائشة رضي الله عنها، بماذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفتح قيام الليل؟

قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكبر عشرًا، ويحمد عشرًا، ويسبح عشرًا، ويهلل عشرًا، ويستغفر عشرًا، ويقول: اللهم اغفر لي واهدني، وارزقني وعافني، أعوذ بالله من ضيق المقام يوم القيامة.

  • عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استفتح الصلاة، قال: سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك.
  • عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسكت بين التكبير وبين القراءة إسكاتةً، قال أحسبه قال: هُنيةً، فقلت: بأبي وأمي يا رسول الله، إسكاتك بين التكبير والقراءة ما تقول؟ قال: اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد.
  • عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال أن الرسول عليه الصلاة والسلام إذا قام إلى الصلاة قال: وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا، وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّ صَلَاتِي، وَنُسُكِي، وَمَحْيَايَ، وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لَا شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، اللهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ رَبِّي، وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ، أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ.
  • اللهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وَإِسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ، فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ.
  • اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، وَلَكَ الحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، وَلَكَ الحَمْدُ أَنْتَ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، أَنْتَ الحَقُّ، وَوَعْدُكَ الحَقُّ، وَقَوْلُكَ الحَقُّ، وَلِقَاؤُكَ الحَقُّ، وَالجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، أَنْتَ إِلَهِي لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ.
  • الحمد لله حمداً كثيراً طيباً خالياً من الرياء والسمعة اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك.

فضل دعاء الاستفتاح

هناك العديد من الفوائد لدعاء الاستفتاح، ومن أهمها:

  • من أهم فوائده أن المصلي يناجي ربه قبل البدء بالصلاة تمهيدًا لعبادة الصلاة المفروضة.
  • يزيد من الخشوع، فهو يطرد الشيطان ويساعد في التركيز أثناء الصلاة.
  • بدء الصلاة بالثناء على الله عز وجل وتعظيم الخالق وتأكيد العبودية لله تعالى.
  • البدء بالتسبيح والتذكير بنعم الله تعالى الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى.
  • الاعتراف بالذنوب وإظهار ضعف العبد أمام الله تعالى.
  • توحيد الله تعالى والاعتراف بإيمان العبد.
  • استغفار العبد للذنوب التي يرتكبها كل يوم.
  • التذكير بالآخرة وقيام الساعة والجنة والنار.
  • اتباع سنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام.

آداب دعاء الاستفتاح

دعاء الاستفتاح كغيره من الأدعية التي يجب اتباع آداب الدعاء فيها، والتي هي:

  • اليقين باستجابة الدعاء وإخلاص النية لله تعالى.
  • بدء الدعاء بالحمد والثناء على الله تعالى والصلاة على رسول الله تعالى.
  • استقبال القبلة ورفع اليدين نحو السماء وطلب المغفرة من الله تعالى.
  • الإلحاح في الدعاء واتباع إحدى الصيغ التي كان الرسول الكريم يستفتح بها صلاته لأنه بعيدة عن التكلف والتعابير السيئة.
  • عدم ذكر ما يغضب الله تعالى في الدعاء كالدعاء بالفتن وقطع الأرحام وغيرها.

وهكذا نجد أن دعاء الاستفتاح هو سنة مستحبة في الصلاة أسوة بسنة نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام، ويعتبر مهمًا في الصلاة نظرًا لفوائده العديدة على المسلم، ولكنه سنة مستحبة وليس واجبًا.

‫0 تعليق