دليلك إلى عمليات التجميل {الإيجابيات والسلبيات}
يسعى جميع الأفراد إلى الاهتمام بأنفسهم وبلباسهم ونظافتهم والاعتناء ببشرتهم وشعرهم من أجل الحصول على أبهى طلّة عندما يلتقون بالآخرين، ولكن في الآونة الأخيرة لم يقتصر الاهتمام على منتجات العناية الباهظة أو على اللباس المرتكز إلى الماركات العالمية من أجل زيادة الثقة بالنفس فقط، بل أصبحت عمليات التجميل ملجأً للكثير منَ الأشخاص الذينَ يُعانون منَ التنمر أو قلّة الثقة بأنفسهم وعدم رضاهم عن شكلهم الخارجي أو عن جزء معين من أجسادهم.
ومنَ الجدير بالذكر، أنَ عمليات التجميل موجودة منذ آلاف السنين، ولكن لم يتم الاهتمام بها بشكلٍ واسع إلّا في ظلّ عصرنا الحالي الذي يعتمد على شبكة الإنترنت والصور المزيفة للمشاهير والممثلين التي تأخذ منَ المثالية والكمال طابعاً مزيفاً يلعب في عقول المراهقين وفئة الشباب إلى تغيير أشكالهم عن طريق العمليات الجراحية ليُشبهوا أي مشهورٍ يعتقدون أنهُ خالٍ منَ العيوب، ولكن بالرغم من ذلك فإنَ العمليات التجميلية تأخذ عدّة اتجاهات منها {الإيجابي ومنها السلبي} وقد تحدث العديد منَ المضاعفات على حياة الإنسان وتُشكّل خطراً عليها، فما هيَ عمليات التجميل؟ وما هيَ أنواعها؟ إيجابياتها وسلبياتها على الأفراد؟
صديقي القارئ،، إذا كنتَ تبحث عن المثالية وتعتقد أنها تنحصر فقط في العمليات التجميلية،، نُقدّم لكَ في هذا المقال دليل شامل عن عمليات التجميل وأنواعها وإيجابياتها وسلبياتها في آنٍ معاً:
ما المقصود بعمليات التجميل؟
لا بدَّ أنكَ سمعتَ بالعمليات التجميلية من قبل؟ أو شاهدتَ العديد منَ الصور على تطبيق الانستجرام لمقارناتٍ مختلفة ما بينَ المشاهير قبل وبعد شهرتهم ولاحظتَ بعض الاختلافات في وجوههم وأجسادهم، أليسَ كذلك؟ إنَ العملية التجميلية هيَ عملية جراحية يتم إجرائها من قِبَل الطبيب المختص على الفرد ولهُ حرية الاختيار النابع من قرارٍ شخصي، فمنَ المُمكن أن يلجأ لتجميل أنفه إذا كانَ يُعاني من بعض المشكلات الصحيّة بهِ أو يلجأ لتجميله فقط لزيادة ثقته بنفسه وبجماله بالرغم من عدم تواجد أي عيبٍ بهِ.
وهكذا الحال بالنسبة لأجزاء الجسم الأخرى، فبعض الأفراد يُعانون منَ المشكلات الجسدية ويلجؤون إلى التجميل الجراحي لحلّها وهذا أمر طبيعي، والبعض الآخر مهووسون بالمثالية فيلجؤون إلى عمل أي عمليةٍ جراحية حتى ولو أنهم كانوا يتميزون بالجمال والصحة، والهَوَس التجميلي لا يقتصر على النساء فقط فحتى الرجال مؤخراً تُغريهم هذه العمليات للتغيير من أشكالهم وتحسين مظهرهم أمامَ الناس من حولهم.
ما هيَ أنواع عمليات التجميل؟
تتعدّد أنواع العمليات التجميلية، ويُمكن ذكرها في نوعين اثنين هما:
- عمليات التجميل الجراحية: إنَ هذه العمليات تستدعي التدخل الجراحي من قِبَل الأطباء المختصين، وتكون ضرورية ومهمة في حال وجود أي تشوّه في الجسم أو الوجه، وأحياناً تكون من دافع التجربة لإبراز الجمال والمفاتن ومن أبرزها {تجميل الأنف، شدّ الجفون، شدّ البطن، شدّ الوجه، حقن الدهون، تكبير أو تصغير الثديين، شدّ الأرجل والذراعين، شفط الدهون، عملية الذقن المزدوج} وغيرها العديد.
- عمليات التجميل غير الجراحية: وهيَ العمليات التي لا تستدعي أي تدخلٍ جراحي فقط وتُعتبر سهلة بسبب التقنيات المتطورة في عالم التجميل، ومن أبرزها {الفيلر، البوتوكس، النحت}.
ما هي إيجابيات عمليات التجميل؟
لا يُمكننا أن ننكر أهمية العمليات التجميلية في حياتنا، فقد أضافت الكثير منَ الجمال إلى بعض الأفراد، وتتميز بأنها:
تجميل العيوب والتشوّهات:
إنَ الفرد الذي يُعاني من مشكلة خلقية أو عيبٍ في جسده، منَ المُمكن أن يتعرّض لانتقاداتٍ لاذعة في المدرسة أو الجامعة أو حتى في الطريق، وقد ينعزل عن الآخرين ويبتعد عن أسرته ويكره مظهره بسبب التنمر القاسي منَ المحيط الخارجي، وبالفعل ساهمت العمليات التجميلية في حل أي مشكلة أو عيب وتعديله بطريقةٍ مذهلة وكأنهُ لم يتواجد أي تشوّهٍ من قبل، ممّا يُؤدي لاندفاع الفرد إلى حب الحياة أكثر والتخلي عن مظهره القديم الذي كانَ يُسبب لهُ الإحراج، ومن أمثلة هذه العيوب {الحروق، الندبات، تشوّهات ناتجة عن الحوادث}.
مفيدة للصحة الجسدية:
إنَ بعض العمليات عبارة عن كنزٍ ثمين ونعمة في عالمنا، فالأطباء الماهرين يسعون إلى تحديد المشكلة التي يُواجهها الفرد سواءً مشكلة تنفسية أو جسدية مثل الدهون المتزايدة في الجسم والتي تُعيق حياة الإنسان وتُؤدي لزيادة تعبه وكسله، فهذه العمليات لها دور فعّال في تحسين اللياقة والصحة، بالإضافة لتحسين مظهر الأنف بما يتناسب معَ الوجه فأحياناً يُسبب وجود عضمة بارزة في المنتصف إلى زيادة حجم الأنف وضيق التنفس أيضاً.
زيادة الثقة بالنفس:
بالرغم من أنَ هؤلاء الأفراد قد يسعون إلى المثالية أو محاكاة غيرهم في الأنف الصغير أو الشفاه الممتلئة أو الجسد النحيل أو الأثداء الكبيرة، إلّا أنَ هذه العمليات قد تُسهم في تحسين حياتهم ونفسيتهم وتزيد من عمق تواصلهم بالمحيط الخارجي، فبعض الشبان والشابات يخجلون منَ الخروج بسبب أنفهم الكبير أو شفاههم الرفيعة أو جسدهم الممتلئ، وعندما يُجرون هذه العملية يشعرون براحةٍ أكبر وتُزيل عنهم الوحدة والاكتئاب الذي عانوا منهُ طوالَ تلكَ الفترة.
ما هيَ سلبيات عمليات التجميل؟
الآن قد وصلنا إلى أبرز السلبيات والمضاعفات الخطرة التي تُحيط بالإنسان أثناءَ متابعة هذه العمليات دون وجود أي مشكلة حقيقية في مظهره، ومنها:
الهَوَس في الوصول إلى المثالية:
يوجد الكثير منَ الأفراد الذينَ استعرضناهم في مقالٍ سابقٍ لنا عن أغرب 7 أشخاص في العالم، أجروا عشرات العمليات التجميلية من أجل تغيير مظهرهم بأكمله والتشبه إما بكائناتٍ غريبة أو مشاهير، ومنَ المؤكد أنهُ يوجد غيرهم الكثير الذينَ يسعون لإجراء عملياتٍ متتالية من أجل الحصول على معايير الجمال المزيفة التي يُظهرها الإنترنت لنا.
نتائج غير مرضية:
بالرغم من ارتفاع ثمن هذه العمليات ودفع مبالغٍ باهظة عليها، إلّا أنَ النتيجة في بعض الأحيان تكون غير مرضية أو تُسبب عدّة تشوّهات تجعل منَ الصعب استرجاع الشكل القديم، بالإضافة للألم المُصاحب لها والإدمان عليها للحصول على النتيجة المطلوبة.
مضاعفات خطرة:
إذا لم يتم البحث بعنايةٍ فائقة عن أفضل المراكز وأفضل الأطباء المشرفين على هذه العملية، فمنَ المُمكن أن يتعرّض الإنسان لمضاعفاتٍ قد تودي بحياته أو تجعلهُ يدخل في حالةٍ نفسية صعبة جداً، ومن أبرز هذه المضاعفات {نزيف حادّ، الإصابة بالعدوى الناتجة عن عدم التعقيم الجيد للأدوات التي استخدمت، خلل في الأعصاب، التهابات حادّة} وغيرها منَ الأعراض الأخرى.
لا يوجد أجمل منَ الجمال الطبيعي الذي وهبنا الله إياه، ويجب على كلِ فردٍ منّا أن يُقدّر قيمة النعم المتواجدة في حياته ومن أهمها الصحة والخلقة التامة دون وجود أي عيوب، لذلك حاول أن تُحافظ على جمالك باتباع روتينات العناية والغذاء السليم والعادات الصحيّة التي تجعل ثقتك بنفسك عالية، وإذا كنتَ تُعاني من أي تشوّهاتٍ أو عيوب ولديكَ رهاب منَ الإجراءات الجراحية، حاول أن تتقبل نفسك وتحبها وتهتم بذاتك، وعليكَ أن تُرّسخ فكرة داخل عقلك وهيَ أنهُ لا يوجد أي إنسان على وجه الأرض كامل {فالكمال لله وحده}.
{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.