سيرة الصحابي الجليل عثمان بن عفان

سيرة الصحابي الجليل عثمان بن عفان
شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

نسب عثمان بن عفان

اسمه الكامل عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن لؤي بن غالب بن فهر العدوي القرشي، ووالدته هي أروى بنت كريز، وجدته هي توأم عبد الله بن عبد المطلب، وأما والدة جدته فهي فاطمة بنت عمرو جدة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.(١)

لقب وكنية عثمان بن عفان

لقب الصحابي الجليل عثمان بن عفان بذي النورين، وذلك بسبب زواجه ابنتي رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، حيث تزوج في المرة الأولى برقية رضي الله عنها، وبعد وفاتها تزوج أم كلثوم رضي الله عنها، وقال عبد الله بن عمر الجعفي: قال لي خالي حسين الجعفي: يا بني، أتدري لما سمي عثمان ذا النورين؟ قلت: لا أدري. قال: لم يجمع بين ابنتي نبي منذ خُلِق آدم إلى أن تقوم الساعة غير عثمان بن عفان، فلذلك سمي ذا النورين.

وكني عثمان بن عفان في الجاهلية بأبي عمرو، وعند إسلامه وزواجه برقية رضي الله عنها رُزِق بعبد الله، وذلك قبل الهجرة النبوية بسنتين، وأصبحت كنيته أبا عبد الله.(١

نشأة وإسلام عثمان بن عفان

نشأ عثمان بن عفان في الجاهلية وعرف عنه الثراء والحياء، وكان محبوبًا في قريش، وعرف عن عثمان بن عفان أنه لم يسجد لصنم قط، ولم يشرب الخمر، بالإضافة إلى أنه لم يقترف الفاحشة قط، وكان رضي الله علم على علم بعلوم العرب، مثل علم الأنساب والأمثال، واستطاع عثمان بن عفان وراثة تجارة والده، واختلط مع عدد من الرجال الغير العرب، وذلك صقل خبرته ومعرفته في الناس بشكل أكبر، وبعد إظهار أبو بكر الصديق لإسلامه، وقد كان أبو بكر الصديق من المحببين لقومه، وكان يجالس الناس ويدعو إلى الإسلام بلسان طيب حسن، وأسلم على يده عثمان بن عفان وعدد من الصحابة مثل الزبير بن العوام، وكان عمره قرابة ال٣٤ عامًا.(١)

صفات عثمان بن عفان

كان الصحابي الجليل عثمان بن عفان متوسط الطول، وأبيض اللون مع قليل من الإحمرار، بالإضافة إلى أنه كان كثير شعر الرأس واللحية، وعرفت عنه ابتسامته المريحة، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وقد هاجر اإلى الحبشة وإلى المدينة المنورة، وقام بعدد من الأعمال الفضيلة مثل تجهيز جيش العسرة، وعرف عنه شدة الحياء، حيث روى مسلم في صحيحه من حديث عائشة، قالت: كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مضطجعًا في بيتي، كاشفًا عن فخذيه، أو ساقيه، فاستأذن أبو بكر فأذن له، وهو على تلك الحال، فتحدث، ثم استأذن عمر فأذن له، وهو كذلك، فتحدث، ثم استأذن عثمان فجلس رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وسوَّى ثيابه، قال محمد: ولا أقول ذلك في يوم واحد، فدخل فتحدث، فلما خرج قالت عائشة: دخل أبو بكر فلم تهتش ولم تباله، ثم دخل عمر فلم تهتش له ولم تباله، ثم دخل عثمان فجلستَ وسوَّيت ثيابك؟! فقال: ((ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة؟!)).(٢)

خلافة عثمان بن عفان

بعد استشهاد الصحابي الجليل عمر بن الخطاب والذي لم يولي أحدًا الخلافة من بعده، ولكنه في الوقت ذاته حدد مجموعة من ستة من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم ليتشاوروا فيما بينهم فيما يخص الخلافة، وهم عثمان بن عفان، أبو عبيدة الجراح، الزبير بن العوام، علي بن أبي طالب، سعد بن أبي وقاص، عبد الرحمن بن عوف وطلحة بن عبيد الله، ورافقهم ابن عمر بن الخطاب عبد الله، وذلك لتوصية عمر بن الخطاب بوجوده ولكن عدم اختياره للخلافة في شيء، وفي النهاية اجتمعوا جميعهم على مبياعة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وبعد ذلك تم سؤال جميع سكان المدينة المنورة رجالًا ونساء، كبارًا أو صغارًا، فأجمع جميعهم على مبايعة عقمان بن عفان، وبذلك استلم الخلافة وكان ذلك في السنة الثالثة والعشرون بعد الهجرة.(٢)

أعمال عثمان بن عفان بعد الخلافة

استمرت خلافة الصحابي الجليل عثمان بن عفان لمدة اثني عشر سنة، ومن غير الصحيح ما عرف عن فترة خلافة عثمان بن عفان أنها مليئة بالإضطرابات وغيرها، حيث قام رضي الله عنه بعدد من الإنجازات العريقة منها: (٣)

  • سمح عثمان بن عفان للناس بامتلاك المباني وبناء القصور، ولكنه لم يغير في سياسة عمر بن الخطاب المالية.
  • أصدر كتابًا للأمصار يشرح به جميع سياساته الهامة والتي يتبعها في إدارة شؤون المسلمين، ومنها جمع الجزية من أهل الذمة دون ظلمهم، ومع إعطائهم كافة حقوقهم بكل رحمة.
  • فضل عثمان بن عفان حل الخصومات والصراعات بين المسلمين بنفسه، وذلك مع المشاورة مع عدد من الصحابة، وفي عهد عثمان بن عفان تم بناء أول دار للقضاء في الإسلام، وعين زيد بن ثابت، شريح القاضي، أبو الدرداء وأبي موسى الأشعري والذين تم اعتبارهم من أشهر وأفضل القضاة المسلمين.
  • قام رضي الله عنه بنسخ المصحف الشريف الذي جمعه أبو بكر الصديق ثماني نسخ، ووزعها على جميع المناطق وأمر بحرق كل النسخ الأخرى، وذلك بسبب خوفه من تحريف القرآن الكريم أو انتشار نسخ محرفة منه.
  • فتح في عهد عثمان بن عفان إفريقية، قبرص، سجستان، أرمينية، خرسان وكرمان.
  • تم إنشاء أول أسطول بحري إسلامي لحماية الشواطئ الإسلامية من الروم.

استشهاد عثمان بن عفان

في نهاية خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه بدأت فتنة بالظهور على يد عبد الله بن سبأ اليهودي، والذي أعلن إسلامه في عهد عثمان بن عفان لكن قام بإطلاق الإشاعات في كل مكان، ووصلت هذه الإشاعات إلى عثمان بن عفان، واجتمع عدد من المنافقين وحاصروا داره، وفي يوم الخميس في السابع عشر من شهر ذي الحجة في السنة الخامسة والثلاثون بعد الهجرة كان عثمان بن عفان صائمًا، ونتيجة لهذا الحصار لم يوجد في بيته ماء أو طعام، وأكمل الليل وهو صائم، وحاولت زوجنه نائلة بنت الفرافصة الحصول على القليل من الماء، وذهبت بها إلى عثمان بن عفان، ولكنه رفض شربها لأن وقت الفجر قد انتهى، ونوى صيام ذلك اليوم.

رأى عثمان بن عفان في نومه بعد هذا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وعلم أن وفاته اقتربت، وعندما استيقظ لبس رضي الله عنه السراويل لأول مرة في حياته، ولك لأنه كان يشعر بالخجل من أن تنكشف ساقه حين قتله، وطلب منه الصحابة السماح لهم بالدفاع عنه، لكنه أقسم على كل من له عليه حق أن يكف يده، وأعتق جميع غلمانه.

وبعد انتهاء عثمان بن عفان من صلاة نافلة وجلوسه لقراءة القرآن، خاف أصحاب الفتنة من وصول الجيوش الإسلامية من المدينة المنورة لحماية عثمان بن عفان، وقرروا حرق بيته وقتله، في البداية قام كنانة بن بشر التجيبي بحرق باب البيت، ثم أتى محمد بن أبي بكر وهو الصحابي الوحيد الذي شارك في هذه الفتنة، وأمسك بلحية عثمان بن عفان، فقال له رضي الله عنه: يا ابن أخي إنك أمسكت لحية كان أبوك يكرمها.

فرق قلب محمد بن أبي بكر، وتذكر والده أبي بكر الصديق، فبكى وترك عثمان بن عفان وهم بالإنصراف، دخل أصحاب الفتنة على عثمان بن عفان، وحاول محمد بن أبي بكر الدفاع عنه ولم يستطع، وشهدت على ذلك زوجة عثمان بن عفان، وقام كنانة بن بشر الملعون بقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه.(٤)

وصية عثمان بن عفان

بسم الله الرحمن الرحيم، عثمان بن عفان يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، وأن الجنة حق، وأن النار حق، وأن الله يبعث من في القبور، ليوم لا ريب فيه، إن الله لا يخلف الميعاد، عليها يحيى وعليها يموت، وعليها يبعث إن شاء الله تعالى.(٤)

المراجع:

١- قصة الإسلام – عثمان بن عفان

٢- الألوكة الشرعية – سيرة عثمان بن عفان

٣- سطور – بحث عن عثمان بن عفان

٤- قصة الإسلام – مقتل عثمان وفتنة أبدا

‫0 تعليق