صالة رياضية لحالتك النفسية، هل يمكن ذلك؟

[faharasbio]

صالة رياضية لحالتك النفسية، هل يمكن ذلك؟

خلال جائحة كورونا، كافح الكثيرين لتحسين حالتهم النفسية ورعاية أنفسهم، خصوصًا مع توقف الأعمال.

وفي الوقت الحالي على الرغم من عودة الحياة لطبيعتها تدريجيًا، ولكن أجسادنا وحالتنا النفسية أصيبت بالخمول، ولم نعد بنشاطنا السابق ذاته.

وفقًا للعديد من الدراسات، أظهر 4 أشخاص من بين كل 10 أشخاص أعراض الاكتئاب واضطرابات القلق خلال الوباء، وتستمر هذه النسبة بالارتفاع منذ عام 2019 حتى الآن.

ونشرت مجلة نيويورك تايمز مقالًا مفاده أن العاملين في مجال الصحة النفسية بأنفسهم كانوا يُواجهون صعوبة أيضًا في الحصول على المساعدة خلال فترة الجائحة.

تقول جيسي سبوساتو، قمت بتغيير معالجي النفسي بسبب مشاكل في التأمين، ثم غيرت معالجتي النفسية الجديدة بسبب أن مشكلاتي أثرت على حالتها النفسية، وحجزت الكثير من المواعيد الأخرى مع أطباء آخرين لكنني واجهت صعوبة في العثور على المعالج النفسي المناسب لي.

ثم قضيت وقتًا لا بأس به في البحث عن معالج نفسي على الإنترنت، أو مجموعات دعم، ربما يمكنني الموافقة على مدرب حياة أو مستشار يمكنني مقابلته.

كنت أفكر، عندما تتعب صحتنا البدنية، فنحن نذهب إلى النادي الرياضي ونمارس الرياضة لفترة لا بأس بها، لكن ماذا لو كان هناك نادٍ رياضي للصحة النفسية؟

هذا ما دفعني إلى فتح متصفح جوجل والبحث عن “نادٍ رياضي للصحة النفسية”، والصدمة تكمن في عثوري على نتائج حقيقية في هذا الصدد!

ما هي الصالة الرياضية لحالتك النفسية؟

ما المقصود في الصالة الرياضية للحالة النفسية؟

هل هو مكان تذهب إليه لتدريب عقلك؟ ولكن كيف، ولماذا؟

سنُحاول توضيح هذا المفهوم الجديد، الصالة الرياضية للحالة النفسية هي منشأة تُقدم دروس، جلسات دعم، تمارين وعلاجات مصممة لمساعدة العديد من الأشخاص على دعم ذواتهم نفسيًا.

يُمكن أن تُفتتح هذه الصالات الرياضية في أماكن مادية واضحة، ويُمكن أيضًا أن تُعقد افتراضيًا على الإنترنت خلال جائحة كورونا، وهذا للتعامل معًا دون أن نتسبب بالعدوى.

كما يُمكن أن تتضمن هذه الصالات الرياضية المميزة محتويات فيديو مسجلة سابقًا.

على الرغم من أن إجراءات وباء كورونا هي ما دفعتني للتفكير في هذه الصالات، ولكنها كانت موجودة قبل ذلك بحوالي خمس سنوات، وكان الرياضيين، المشاهير والعديد من الأشخاص العاديين يهتمون بها لرعاية حالتهم النفسية.

قالت جينيفر تيبلين مؤسسة ومديرة واحدة من هذه الصالات الرياضية:” كان العديد من الأشخاص يظنون أن الألعاب الرياضية للصحة العقلية تُنافس الأطباء النفسيين وتُعوض عنهم، ولكنها في الحقيقة تعمل معهم جنبًا إلى جنب.”

وتُضيف جينيفر:” هذه الصالات الرياضية ممتازة لشخص يخضع لعلاج فردي، ولكنه يُريد التأكد من سير خطة علاجه على الطريق الأمثل.”

كما تقول أخصائية الطب النفسي السريري ورئيسة قيم اللياقة العاطفية من إحدى صالات الصحة النفسية الدكتورة فانيتا ساندو:” تعمل الصالات الرياضية للصحة النفسية على دعم العلاج النفسي لدى الطبيب، فالاثنين يعملان معًا جنبًا إلى جنب”.

وتُضيف:” في صالاتنا الرياضية نُعلم المهارات الأساسية للياقة العاطفية واللازمة للحفاظ على حالتك النفسية في حياتك اليومية، لكن لا تعتبر صالتنا الرياضية بديلًا للعلاج النفسي لدى الطبيب”.

الأمر يُشبه زيادة الوزن، حيث تُخبرنا أخصائية التغذية بالنظام الغذائي الملائم لنا وفق طبيعة أجسادنا وقيمنا الصحية، ونذهب للصالات الرياضية لنمارس الرياضة البدنية وندعم خطتنا لإنقاص الوزن.

وتقول جيسي بعد دخولها لنادي Coa للصحة النفسية أنها كانت ترغب بالتعرف أكثر على طبيعة هذه النوادي الرياضية.

“شعرت حقًا بالالهام بعد ساعة من الأسئلة والأجوبة المتعلقة بالصداقة، حيث استمعت للعديد من النصائح القوية والتي اسخدمتها مباشرة في اليوم التالي، مثل نصيحة إرسال رسالة نصية إلى أصدقائي الذين لم أتواصل معهم منذ مدة طويلة، كما أنني شعرت بالراحة حين عرفت أنني واحدة من بين 49 شخص في هذه الصالة الرياضية، وجميعنا نشعر برغبة عارمة في أن نكون أصدقاءً أفضل”.

كما بدأت جيسي في برنامج مدته ثمانية أسابيع، على الرغم من شعورها بأن جدولها اليومي غير كافٍ، ولكنها شعرت برغبة في أن تلتزم في هذه المجموعة في الصالة الرياضية.

شعرت جيسي براحة عارمة عندما عبرت عن مشاعرها والمشكلات التي تواجهها كأم لأشخاص آخرين شاركوها المشكلات ذاتها واقترحوا لها بعض الحلول، ولكنها في نهاية اليوم غادرت وهي تشعر بأنها لا تزال بحاجة إلى معالج نفسي.

ينصحك معالج النفسي بالتحدث عن همومك لأشخاص آخرين، ومشاركة الآخرين حياتك وعدم الإنطواء وحدك، وهذا ما تقدمه الصالات الرياضية للصحة النفسية.

قد يهمك: دور الآباء في تثقيف أبنائهم عن الصحة النفسية

إيجابيات الصالة الرياضية لحالتك النفسية

أكبر الإيجابيات التي اكتشفتها جيسي في الصالة الرياضية للحالة النفسية هي المرونة.

حيث أن الاشتراك يدعم عدة حصص، ولهذه الحصص أوقات مختلفة، ويمكن أن تكون مرة في الأسبوع أو الشهر، فهذا ملائم لأصحاب الوقت الضيق.

يُمكن أن تكون هذه الصالات الرياضية غير متوفرة في العديد من الدول حول العالم، ولكن هناك الكثير من الخيارات التي يمكن اتباعها للتعويض عنها.

تقترح جيسي إنشاء فصول دعم افتراضية على الإنترنت، يجتمع فيها من يعاني من مشكلة ما، ويتبادلون فيما بينهم أطراف الحديث، فيستمع كل منهم للآخر، ويقترحون العديد من الحلول معًا.

كما يُمكن ممارسة التمارين الرياضية البدنية، فهي أيضًا تساهم بشكل كبير في تحسين الصحة النفسية.

من الجدير بالذكر، أن ما يصلح لشخص ما قد لا يصلح لشخص آخر، وتحاول هذه الصالات الرياضية الآن توفير العديد من المواعيد، مختلف الأسعار ومختلف الأفكار لتقديم الرعاية النفسية لكل من يحتاج إليها.

سلبيات الصالة الرياضية لحالتك النفسية

أبرز المشاكل المتعلقة بالصالات الرياضية لحالتك النفسية هي ذاتها المشاكل التي تُحيط موضوع الصحة النفسية.

يرفض العديد من الأشخاص العلاج النفسي بسبب وصمة العار والتكلفة العالية، ولكن ما هو إيجابي في هذه الصالات الرياضية هو معقولية أسعارها، فعلى سبيل المثال يُمكن أن تتراوح جلسة الطبيب النفسي ما بين 100 و200 دولار أمريكي.

بينما تصل تكلفة اشتراك الحصص في الصالات الرياضية النفسية إلى 30 دولار على الأكثر، وهذا يُمكن أن يقدم مساعدة ليست بالهينة.

وبالنسبة لمن يخشى من وصمة العار، يُمكن أن يكون من المقبول اجتماعيًا الاعتراف بأنه يشترك في دورة تدريبية أو سجل في فصل دراسي لتطوير ذاته بدلًا من البحث عن طبيب.

كما أن تكاليف الصالات الرياضية للصحة النفسية أو حتى البدنية لا تؤثر على إشتراك التأمين الخاص بك.

مجرد اتصال للتسجيل في حصة رياضية والاجتماع مع أشخاص يعانون من مشاكل مشابهة للتي تعاني منها، أو يمتلكون أهدافًا مشابهة لأهدافك.

وبذلك تعد الصالة الرياضية للصحة النفسية مكانًا ممتازًا لدعمك على التخلص من التوتر وتعلم مهارات التأقلم الرئيسية حتى قبل أن تتعرض لأزمة حياتية ما.

تقول الأخصائية تيبلن:” دائمًا ما أخبر الآخرين أن أفضل وقت للذهاب للصالة الرياضية للحالة النفسية هو عندما تقوم بأمر رائع، حيث تكون حالتك النفسية في أفضل حالاتها، وتكتسب معرفة كافية في الحصص الرياضية تُعينك على مواجهة أي مشكلة قد تتعرض لها في المستقبل؟

وتُضيف:” الاهتمام بالصحة النفسية وسيلة من وسائل الوقاية لا العلاج، فكلما اهتم الشخص بصحته النفسية بوقت أبكر كلما قلت حدة التحديات التي يتعرض لها”.

قبل 10 سنوات لم يكن الاهتمام بالصحة النفسية كما هو الآن، وبالتأكيد لن يبقى على حاله في المستقبل، وسيزداد الاهتمام وتنبثق حقبة جديدة في هذا المجال، وقد تكون الصالات الرياضية للصحة النفسية واحدة من بدايات هذه الحقبة الجديدة.

المرجع:

[ppc_referral_link]