في الآونة الأخيرة زادت مصادر النفايات وقد ازدادت تراكماتها بشكل واضح وهذا ما أدى لظهور الحاجة لأساليب وطرق جديدة تساعد في التخلص منها أو على الأقل القليل منها.
سنتحدث في هذا المقال عن طرق التخلص من النفايات الصلبة.
النفايات الصلبة وتصنيفها
المقصود بالنفايات الصلبة هو كل المواد التي نريد التخلص منها وتحويلها لمواد صالحة لإعادة الاستخدام مجددًا بعد أن يتم تجميعها ومعالجتها بصورة صحيحة ونقلها لأماكن استخدامها.
نستطيع تصنيف النفايات الصلبة كما يلي:
- النفايات المنزلية الصلبة: وهي تعرف على أنها مجموعة مخلفات ناتجة عن الفنادق والمنازل والمطاعم.
- نفايات صناعية صلبة: وهي عبارة عن المواد الناتجة عن ممارسات صناعية ضمن المعامل وفضلات الصناعات الكيميائية وصناعات المعادن ومحطات توليد الطاقة الكهربائية.
- النفايات الزراعية الصلبة: هي عبارة عن مخلفات وفضلات ناتجة عن أنشطة زراعية وحيوانية ونباتية وأيضًا أوساخ المسالخ.
- النفايات التي تنتج عن معالجات المياه: تكون عبارة عن مواد عضوية وأيضًا مواد غير عضوية تمزج بنسبة عالية من المياه بعد إتمام معالجة المياه العادمة.
طرق التخلص من النفايات الصلبة
سنقدم لكم في الفقرات التالية، أهم طرق التخلص من النفايات الصلبة:
طريقة الطمر الصحي
يتم تطبيق هذه الطريقة من خلال اتباع الخطوات التالية:
- وضع كل النفايات ضمن حفر كبيرة تتضمن تربة رملية أو طينية.
- عزل كل جوانب الحفرة وقاعدتها عنما يجاورها من الصخور والتربة المجاورة لها بواسطة الإسمنت والبلاستيك بهدف منع تسرب السوائل الراشحة الناتجة عن بقايا النفايات إلى مخزون المياه الجوفية.
- يتم الاحتفاظ بكل غاز الميثان المتشكل بعد حدوث عملية التحلل اللاهوائي لبقايا الفضلات العضوية ضمن أسطوانات خاصة لإعادة استخدامه بتوليد الطاقة الكهربائية.
على الرغم من أن هذه الطريقة تعد طريقة هامة جدًا في التخلص من النفايات إلا أنها قد تسبب حدوث انفجارات قوية في مواقع الطمر بالتالي ستحدث مشكلة ضمن المادة العازلة وستترسب الملوثات بكل أنواعها للمياه الجوفية.
طريقة الدفن العشوائي
يتم في هذه الطريقة وضع كل النفايات في حفر أرضية ولكن بدون إجراء الخطوات الضرورية لمعالجة المواد الكيميائية السامة وفصلها بشكل صحيح مع استرجاع ما يمكن إعادة استخدامه.
لا تعد من الطرق الصحيحة وذلك لأنها مخالفة لأسس التنمية المستدامة وبنفس الوقت تعد سبب رئيسي في تلوث المياه الجوفية بسبب تسرب السوائل الناتجة عن التحلل اللاهوائي لباطن الأرض.
لا ننسى أن الهواء يتلوث أيضًا بعد انطلاق الغازات السامة الضارة وأهمها غاز الميتان وغاز ثاني أكسيد الكربون.
طريقة الحرق العشوائي
في بعض الحالات يتم اللجوء لحرق النفايات ضمن مناطق غير مهيأة بشكل صحيح وبالتالي تكون النتيجة الكثير من التلوث الهوائي بسبب انطلاق غازات سامة وخطيرة جدًا وأهمها غاز الدايوكسين.
بالإضافة لذلك فإن الرماد الذي ينتج عن عملية الاحتراق يحتوي على مواد سامة جدًا تعد ضارة بشكل كبير للماء والنباتات والتربة.
هناك ما يسمى بعملية الحرق الصحي والترميد حيث أنه يتم فيها حرق النفايات ضمن أفران خاصة وعند درجات حرارة تتراوح ما بين ال900 وحتى ال2000 درجة مئوية.
تتم هذه العملية بشكل متواصل وبدون أي توقف وبنفس الوقت يستفاد منها في توليد الطاقة الكهربائية وأيضًا في التدفئة المركزية، حيث يتم استغلال الطاقة الحرارية الناتجة عن الاحتراق في تسخين الأنابيب المغذية لشبكات التدفئة المركزية.
تعد مفيدة أيضًا في إنتاج الكثير من بخار الماء الذي يساهم بشكل غير مباشر في عملية إنتاج الطاقة الكهربائية.
على الرغم من الأهمية الكبيرة لحرق النفايات في المحافظة على البيئة إلا أنها تساهم بشكل أساسي في تلوث الهواء من خلال انطلاق الغازات السامة الناتجة عنها.
هناك بعض الأنواع من النفايات الصلبة التي يكون من الصعب حرقها لذلك يتم التخلص منها عبر اللجوء لطرق أخرى مثل دفنها بالإضافة لكمية الرماد الكبيرة التي تنتج عن عملية الاحتراق.
يمكن القول أن طريقة الطمر الصحي هي مكملة لطريقة الحر ق والترميد.
إنتاج الأسمدة من النفايات العضوية
يمكن أن نقوم باستغلال النفايات العضوية مثل بقايا الطعام والنبات بإنتاج أسمدة عضوية ومخصبات للتربة وهي عملية تسمى “كمبوست”.
تتم عملية تحلل النفايات بواسطة مجموعة من الكائنات الحية الدقيقة حيث تحولها لمركبات عضوية صغيرة تعد بديل للسماد الكيماوي المستخدم بعملية الزراعة.
إن الإجراء السابق يساهم بشكل كبير في تقليل النفايات المنزلية وفي توفير أسمدة طبيعية كبديل عن الأسمدة الكيميائية.
طريقة إعادة التدوير
إن من أكثر الطرق الفعالة للتخلص من النفايات هي القيام بإعادة تدوريها ومن ثم استخدامها كمواد أولية ضمن الصناعات المختلفة.
يمكن أن يتم إعادة تدوير النفايات الصناعية والنفايات المنزلية الناتجة عن المناطق السكنية مثل الأكياس والكرتون والمخلفات الغذائية، وذلك عن طريق معالجتها بعمليات صناعية كتمهيد لإعادة الاستخدام على شكل مواد خام لتصنيع منتجات جديدة.
كمثال على هذه العملية فإن إعادة تدوير طن واحد من الورق سوف يحمي 20 شجرة من القطع الجائر، لذلك يمكن القول إن إعادة استخدام المواد الورقية الموجودة في النفايات سيساهم بشكل كبير في التقليل من استهلاك الأشجار المقطوعة التي تستخدم في الصناعات الورقية.
دور التكنولوجيا في حل مشكلة النفايات
على الرغم من الجهود العظيمة التي تبذلها الدول لكي تتخلص من النفايات ولكي تقلل من تراكمها إلا أن لا يوجد أي حل جذري يساهم في إنهاء هذه المشكلة بشكل تام.
لهذا السبب ظهرت حاجات جديدة للاعتماد على التكنولوجيا الحديثة مثل الإنترنت وتقنيات الذكاء الصناعي مثل التقنية المعرفة باسم آلة إلى آلة.
ساهمت هذه التكنولوجيا الحديثة بدور كبير في التخلص من النفايات بطرق فعالة وصحيحة وسنوضع آلية عمل تقنية آلة لآلة.
تقوم بمراقبة كل مراحل تصنيع المنتج من الإنتاج وحتى الاستهلاك النهائي مع معرفة معدل الاستهلاك الخاص بكل مادة موجودة بالسوق، وبالتالي يتم تزويده بالكميات التي يحتاجها فقط بدون وجود أي زيادات.
بالنسبة لتقنيات الذكاء الصناعي مثل الروبوتات الذكية، فهي تقوم بفرز النفايات بهدف التخلص من كل نوع بطريقة تناسبه، وتقوم أيضًا بطحنها إلى أجزاء دقيقة بواسطة الروبوتات المجهرية.
فائدة أخرى للروبوتات الذكية وهي قيامها بفصل الخواص الفيزيائية والكيميائية للمواد وبالتالي يتم إنتاج مواد نقية جدًا يعاد استخدامها في الصناعات الدقيقة.