فوائد الشمس على صحتك العقلية

[faharasbio]

فوائد الشمس على صحتك العقلية

التعرض للشمس في التاريخ

قد نسمع في بعض الأحيان أن التعرض المباشر لأشعة الشمس خطير ويزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد، حروق الشمس والشيخوخة المبكرة، ولكن عليك أن تُدرك أن التعرض للشمس في الوقت المناسب سيعود عليك بفوائد مذهلة.

ابتداء من صحة العظام والجسم وصولًا إلى الوقاية من الاكتئاب، الحزن والاضطرابات العاطفية الموسمية، لا يمكنك تصديق فوائد الشمس على صحتك العقلية وصحتك العامة.

دائمًا ما اعتدنا على إمضاء الكثير من الوقت في الهواء الطلق تحت أشعة الشمس، وهذا للحصول على ما يكفي من أشعة الشمس ليحولها الجلد إلى فيتامين د، وتستعين أجسادنا بهذا الفيتامين للعديد من الوظائف الحيوية، وتُخزن المتبقي منه في دهون الجسم.

امتدحت الكثير من الثقافات الشمس، باعتبارها تجلب الحياة والصحة الجيدة، كما واستخدمت حمامات الشمس لتعزيز الصحة وعلاج العديد من الأمراض كالسل وأمراض الجلد الأخرى.

بعد الثورة الصناعية بدأ العديد من الأشخاص يقضون أوقاتهم في داخل المباني، كالمصانع، المكاتب أو حتى الفصول الدراسية والمنزل بالنسبة للأطفال.

علاوة على ذلك ازداد معدل التلوث، وبالتالي تم حجب المزيد من أشعة الشمس، وبذلك انخفضت نسبة التعرض الطبيعي لأشعة الشمس، وأصبح نقص فيتامين د في الجسم من الحالات الشائعة لدى الأطفال.

ثم ظهرت أمراض مثل الكساح، وهو مرض يُصيب الأطفال في الغالب ثم البالغين نتيجة الانخفاض الشديد في مستوى فيتامين د في أجسادهم.

بدأ حينها الأطباء بالبحث عن حلول للوقاية من مرض الكساح والشفاء منه، ووجد أن الحل الأمثل هو التعرض الكافي للشمس، ثم تناول فيتامين د كمكمل غذائي والمصابيح الشمسية.

لهذا في هذا المقال سنتطرق إلى فوائد الشمس على صحتك العقلية وصحتك العامة، والوقت الأمثل للتعرض للشمس وكيفية الوقاية من أضرارها.

فوائد الشمس على صحتك العامة

في الحقيقة وفي الآونة الأخيرة ازدادت الأدلة العلمية على أهمية التعرض للشمس بقدر المعقول، فكما ذكر أعلاه هناك رابط بين انخفاض نسبة فيتامين د في الدم وبين زيادة نسبة الإصابة بالأمراض.

لا تقوم أجسادنا بالبناء الضوئي كالنباتات، ولكنها تعتمد على ضوء الشمس الكافي لتقوم بالوظائف الحيوية بكفاءة، بما في ذلك وظائف القلب، الأوعية الدموية، المناعة، الجهاز التنفسي والجهاز الهيكلي.

ما زالت هذه الأبحاث قيد الدراسة ولكن نتائجها الأولية تُشير إلى أن لضوء الشمس أثر فعال في الوقاية من هشاشة العظام، أمراض القلب، الأوعية الدموية، مشاكل التنفس، الالتهابات، السكري وبعض أنواع السرطان.

فوائد الشمس على صحتك العقلية

في الحقيقة هذه الفقرة هي التي دفعتنا لكتابة هذا المقال، وهي العثور على رابط قوي بين نقص فيتامين د وبين زيادة خطر الإصابة بالمشاكل العقلية والنفسية المختلفة.

علاوة على ما سبق يزداد معدل الإصابة بنقص فيتامين د في الدول البعيدة عن خط الاستواء، وهذا لأن هذه المناطق تتعرض لأشعة الشمس المباشرة بدرجة أقل من غيرها، بالإضافة إلى أن ساعات النهار بها أقل بكثير وخصوصًا في الشتاء.

الاكتئاب

يعتبر الاكتئاب من أكثر المشاكل النفسية شيوعًا، ويصيب أكثر من 7% من الأمريكيين كل عام، علاوة على أنه يُصيب أكثر من 121 مليون شخص حول العالم.

يُجري الأطباء العديد من الدراسات لتحديد أسباب الاكتئاب وكيفية علاجه، وفي مجموعة ممتازة من هذه الدراسات وُجد أن لانخفاض فيتامين د في الدم دور هام في الإصابة بالاكتئاب.

بالتالي يمكن للتعرض الكافي لأشعة الشمس والحصول على فيتامين د من خلال الطعام أو المكملات الغذائية يمكنه بالفعل أن يُقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب.

يعود السبب في ذلك إلى أن لفيتامين د دور هام في تنظيم السيروتونين والكالسيوم.

تُشير بعض الدراسات أيضًا إلى وجود علاقة بين نقص فيتامين د في الدم وبين زيادة خطر الإصابة باضطراب طيف التوحد، اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط والعديد من الاضطرابات النفسية الأخرى التي تصيب الأطفال.

لهذا السبب من المهم حصول المرأة الحامل والأطفال على كميات كافية من فيتامين د، وهذا لتجنب الإصابة ببعض الأمراض المزمنة.

العلاج بالضوء

العلاج بالضوء هو أحد وسائل العلاج التي تتضمن التعرض اليومي لجرعات من الضوء الصناعي المكثف، وهذا يعتبر من العلاجات الشائعة للاضطرابات العاطفية الموسمية.

ثبت أيضًا كنتيجة لبعض الدراسات أن العلاج بالضوء فعال لعلاج أِكال أخرى من الاكتئاب غير الموسمي، بما يتضمن الاكتئاب الشديد والاضطراب ثنائي القطب.

انفصام الشخصية

انفصام الشخصية هي حالة صحية عقلية خطيرة تجعل الشخص غير متصل بالواقع، ويُعاني من أعراض كالهلوسة والأوهام، وهذا ما يؤثر بالسلب على طريقة تفكيره وتصرفه.

اكتشف الباحثون أن المصابين بالفصام لديهم مستويات أقل من فيتامين د، ومن المُرجح أنهم غالبًا لا يقضون الوقت الكافي تحت أشعة الشمس.

بالإضافة إلى ذلك اكتشفت دراسات أخرى أن التعرض الغير كافي للشمس وانخفاض مستويات فيتامين د يمكن أن يكونا من الأسباب الرئيسية المؤدية للفصام عند التقدم في السن.

التعرض للشمس وفيروس كورونا

تخيل معي أن في عام 2020م أجريت دراسة على العلاقة بين نقص فيتامين د، وبين زيادة معدل الإصابة بعدوى حادة في الجهاز التنفسي بما فيها كوفيد 19 أو ما يُعرف في الوقت الحالي باسم فيروس كورونا.

علاوة على ذلك تؤكد الدراسة على ضرورة تناول مكملات فيتامين د الغذائية لدى المصابين بالفصام، وهذا لمنع إصابتهم بمضاعفات خطيرة نتيجة فيروس كورونا.

الاضطرابات العاطفية الموسمية

الاضطرابات العاطفية الموسمية هي نوع من اكتئاب المزاج المرتبط بتغيرات الفصول، وغالبًا ما يحدث في فصل الشتاء ويُطلق عليه حينها اسم الاكتئاب الشتوي.

يمكن أيضًا أن يُصاب البعض باكتئاب الصيف، على الرغم من أنه أقل شيوعًا، ولأشعة الشمس دور رئيسي في هذه الاضطرابات.

ثبت أيضًا أن نقص مستوى فيتامين د في الدم يؤثر على تنظيم ناقل عصبي يُطلق عليه اسم السيروتونين، وهو مادة كيميائية مسؤولة عن تنظيم المزاج ودورة النوم في الدماغ.

اضطرابات الأكل والشهية

لاحظ الباحثون أن نسبة الإصابة باضطرابات الأكل تزداد في أشهر الخريف والشتاء، ولوحظ أن السبب في ذلك هو نقصان فترة النهار وتقليل الفترة التي يتعرض فيها الجسم إلى الشمس، وبالتالي نقص في فيتامين د.

أُجريت مراجعة في عام 2016م، ووجدت أن العلاج بالضوء يمكن أن يكون فعالًا لدعم المصابين باضطرابات الأكل، وخصوصًا اضطرابات الإفراط في تناول الطعام والأكل الليلي.

قد يهمك: التسمم الشمسي {أعراضه، أسبابه وعلاجه}

مصادر فيتامين د

بما أن أهم فوائد الشمس على صحتك العقلية تكمن في تحفيز إنتاج فيتامين د في الجسم، فإن علينا البحث أيضًا في أفضل مصادر فيتامين د الأخرى.

من المهم أن تتعرض باستمرار لأشعة الشمس، ولكن عليك تجنب الإصابة بضربات الشمس وحروق الشمس، وهذا لتجنب زيادة نسبة الإصابة بسرطان الجلد.

وفق آخر التقديرات يحصل معظم الأشخاص حول العالم على 90% من فيتامين د من أشعة الشمس، ولهذا السبب تعد الشمس من أهم مصادر هذا الفيتامين.

لكننا لا ننكر أن بعض الظروف يمكن أن تُصعب علينا اكتساب أشعة الشمس كظروف العمل، المناخ والمنطقة الجغرافية التي تعيش بها.

لذلك يمكنك في هذه الحالة التحدث إلى طبيبك للبحث في أفضل المكملات الغذائية التي يمكنك تناولها.

فيما يلي أيضًا أفضل المصادر الغذائية لفيتامين د:

  • صفار البيض.
  • الكبد.
  • الأسماك المالحة والدهنية كالسردين، السلمون والماكريل.
  • اللحم الأحمر.

في النهاية، تأكد من تعرضك بشكل معتدل لأشعة الشمس، ولا تتناول فيتامين د بدون استشارة طبية، وهذا لتقي نفسك من خطر الإصابة بتسمم نتيجة زيادة نسبة فيتامين د في جسدك.

اقرأ أيضًا: أثر غذائك على دماغك: كيف يؤثر طعامك على صحتك العقلية؟

المرجع:

[ppc_referral_link]