ما هي أبرز 7 فوائد للصيام؟
إن الصيام هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وصيام رمضان هو فرض علينا، ولا يخفى على أحد الفوائد الروحية التي تعود علينا من الصيام.
في هذا المقال سنتطرق إلى الجانب الجسدي والفيزيائي من فوائد الصيام مما أثبتته العلوم والدراسات في السنوات الأخيرة.
هذه الفوائد عديدة ومتنوعة وسنحاول التركيز على أهمها وفيما يلي في الفقرات الآتية أهم ٧ فوائد صحية للصيام:
تعزيز التحكم في نسبة السكر
أثبتت دراسات عديدة أن الصيام من شأنه أن يحسن من التحكم في نسبة السكر في الدم، وهذا ما يعني أن الصيام له تأثير ايجابي على الناس عامة ومرضى السكري خاصة.
في الحقيقة أجريت دراسة على ١٠ أشخاص كانت نتيجتها أن الصيام يؤدي إلى خفض مستويات السكر في الدم.
بحثت دراسات أخرى في كيفية تأثير الصيام على نسبة السكر في الدم، فأظهرت هذه الدراسات أن للصوم القدرة على خفض مقاومة الأنسولين.
يعني خفض مقاومة الأنسولين زيادة حساسية الجسم للأنسولين بحيث يستفيد الجسم بشكل ممتاز من الأنسولين الموجود فيه، وبالتالي نقل الجلوكوز من الدم إلى الخلايا بكفاءة أكبر.
هذين الأثرين الناتجين عن الصيام يمكن لهما أن يحافظا على نسبة السكر في دمك ثابتة وهذا ما سقيك من ارتفاع وانخفاض نسب السكر في الدم بشكل مفاجئ، حيث إن كلاهما يتسببان بأخطار حقيقية للجسم.
علاج الالتهابات
رغم أن الالتهابات هي نتيجة طبيعية لعمل النظام المناعي في الجسم، لكن الالتهابات المزمنة يمكن أن يكون لها أثار سلبية حقيقية على صحتنا.
يُعبر الجسم عن إصابته بعدوى بكتيرية، فطرية أو فيروسية بالإصابة بالالتهابات، والتي تدل على أن أجسادنا تُكافح العدوى وتُحاول القضاء عليها.
حيث أثبتت العديد من الدراسات أن الالتهابات المزمنة يمكنها أن تؤدي مع الوقت إلى الإصابة بأمراض مزمنة متنوعة مثل أمراض القلب، ويمكن حتى أن تؤدي إلى الإصابة بالسرطان.
كما أظهرت نتائج العديد من الدراسات أن الصيام يقلل من مستويات الالتهابات، أجريت إحداهن على ٥٠ شخص، وأظهرت النتائج تراجعًا واضحا للالتهابات في الجسم عند الصيام لمدة شهر كامل.
هذا بالضبط هو ما أمرنا به ديننا الإسلامي، وهو صيام شهر رمضان المبارك كاملًا، وهذا يعني تقليل نسبة الالتهاب في الجسم بشكل ملحوظ.
تعزيز صحة القلب
ويُساهم الصيام في تعزيز صحة القلب عن طريق تحسين ضغط الدم والكولسترول، حيث تعتبر أمراض القلب واحدة من أكثر أسباب الوفاة شيوعًا حول العالم، بنسبة تصل إلى ٣١.٥% من عدد الموتى في العالم.
أفضل علاج لمحاربة أمراض القلب والتعايش معها يتضمن تقليل الأضرار إلى أقصى الحدود عن طريق تغيير النظام الغذائي وإتباع نظام غذائي صحي.
أثبتت دراسة صغيرة أن الصيام يُمكن أن يؤدي إلى خفض مستويات الكولسترول بنسبة ٢٥% والدهون الثلاثية بنسبة ٣٢% لدى العديد من مرضى القلب.
أجريت دراسة من نوع آخر على أشخاص يعانون من السمنة، وأسفرت نتائج الدراسة عن تحسن كبير في الحالة الصحية للمشاركين.
حيث أظهرت النتائج انخفاضًا ملحوظًا في ضغط الدم، نسبة الدهون الثلاثية في الدم وانخفاض نسبة الكولسترول أيضًا.
المساعدة في خفض الوزن والتخلص من الدهون الزائدة
يسعى العديد من الأشخاص إلى خسارة الوزن الزائد والتخلص من الدهون، وربما حاول معظمهم طوال العام دون جدوى.
صيام شهر رمضان هو فرصة للمساعدة على إنقاص الوزن، فخلال صيام شهر رمضان المبارك تنخفض كمية الطعام الذي نتناوله عن بقية العام.
بالطبع علينا التنبيه من بعض العادات السيئة التي يتبعها البعض خلال شهر رمضان المبارك، كالإسراف في الطعام أو المبالغة في صنع وتناول الحلويات يوميًا في رمضان.
بمجرد ابتعادك عن الحلويات والمأكولات المصنعة ومحاولة الحد من تناولها سيكون له نتائج ايجابية بحق.
وبالتالي ستتمكن من خفض وزنك مع الاستفادة من فوائد الصيام المتعددة الروحية والبدنية.
كما أن الصيام سيزيد من نسبة حرق جسمك للدهون كما أنه يقلل من نسبة السعرات الحرارية التي يحتاجها جسمك وهذه كلها عوامل تساعد على فقدان الوزن الزائد خلال شهر رمضان المبارك.
اقرأ أيضًا: 8 نصائح لتجنب زيادة الوزن في رمضان
زيادة هرمون النمو بشكل طبيعي وزيادة القوة العضلية
هرمون النمو HGH هو نوع من أنواع هرمونات البروتين الأساسية لصحة الإنسان، والعديد من الدراسات الكبيرة أثبتت دور هذا الهرمون في تحفيز النمو، زيادة نسبة حرق الدهون، فقدان الوزن وزيادة القوة العضلية للإنسان.
في الجهة الأخرى أثبتت دراسات أخرى أن الصيام من شأنه أن يزيد في نسبة وكفاءة هرمون النمو.
وهذا يعني أن الصيام هو طريقة طبيعية وصحية ١٠٠% لتعزيز نمو الجسم وتحسين العديد من جوانب الصحة العامة.
غالبًا ما تُعالج المشاكل في هرمون النمو بالأدوية وحدها، ولكن النتائج الواعدة لهذه الدراسات تُظهر لنا بعض الطرق الطبيعية التي يمكن أن تُسرع وتيرة العلاج.
كما أن من فوائد الصيام تأخير علامات الشيخوخة، حيث أقيمت دراسات على فئات حيوانية فقط حتى الآن، وأسفرت الدراسات عن نتائج مبهرة وصلت إلى زيادة ما يقارب ٨٠% من عمر الحيوانات المختبرة.
لكن لم تُجرَ هذه الدراسات حتى الآن على البشر، وهذا يعني أن العلاقة بين الصيام وتأخير علامات الشيخوخة لا تزال بحاجة إلى المزيد من البحث لإثباتها على الإنسان.
محاربة مرض السرطان
أظهرت النتائج الأولية لبعض الدراسات أن الصيام يمكن أن يساعد في محاربة مرض السرطان والوقاية منه.
حيث تم إجراء دراسة حول الفئران لكونها هي صاحبة التركيبة الجسمية الأكثر شبهًا بجسم الإنسان من الناحية الفسيولوجية.
لوحظ في نتائج هذه الدراسة أن للصيام أثر ملحوظ في إيقاف نمو الورم السرطاني، وأظهرت دراسات أخرى نتيجة مفادها أن الصيام له أثر مشابه لأثر العلاج الكيميائي في الفعالية في تأخير تطور وتشكل السرطان.
لكن لسوء الحظ هذه النتائج لا تزال محصورة على الحيوانات، وهذا يعني الحاجة لدراسات أكثر على جسم الإنسان لمعرفة أثر الصيام على نمو الخلايا السرطانية.
المساعدة على اكتساب المزيد من العادات الصحية
الصيام يعلم الإنسان كيفية التحكم في نفسه والتغلب عليها، فإجبار نفسك على التحكم في وقت تناولك للطعام والشرب سيؤدي إلى تعلمك كيفية التحكم في شهيتك ومحاولة كبح جماحها وتناول ما يحتاجه جسدك فقط دون شراهة.
بالتالي تنخفض نسبة السعرات الحرارية التي تتناولها، وهذا ما سيمكنك من إتباع حميتك الغذائية، إنقاص وزنك وتحسين صحتك العامة حتى بعد انتهاء شهر رمضان.
بالإضافة إلى ذلك، يُعد الصوم الدواء لداء الإدمان، حيث أكدت العديد من الدراسات والأبحاث فعالية الصوم في التغلب على مشاكل الإدمان على النيكوتين والكافيين وغيرهما.
في النهاية، كانت هذه أبرز فوائد الصيام على الصحة البدنية، ناهيك عن فوائد الصيام النفسية والروحية.
ولا تزال الدراسات العلمية مستمرة في إجراء العديد من التجارب للبحث أكثر في أسرار الصيام ودراسة مدى تأثيره على صحة أجسامنا.
تحرير: بيلسان عماد
