ما هي متلازمة الاستذئاب السريري؟

ما هي متلازمة الاستذئاب السريري؟
شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

ما هي متلازمة الاستذئاب السريري؟

يُصاب الجنس البشري بالكثير منَ المتلازمات والأمراض والاضطرابات التي تُؤثر على عمل حياته وتُعيقه عن ممارسة أنشطته اليومية، بحيث يعمل الأطباء والخبراء على دراسة كل ظاهرة تُصيب الإنسان من أجل توضيحها لهُ والسعي إلى البحث عن حلولٍ لها لتجنب تأثيرها على عمل الدماغ.

ومنَ الجدير بالذكر، أنَ عالمنا مليء بالغرائب والعجائب التي تدفعنا كل مرة إلى البحث عن أعجوبةٍ فريدة وتقديمها لزيادة وعي الناس بها وبخطورتها، وتوجد متلازمة مختلفة عن كل المتلازمات، تُعتبر صعبة جداً وتحتاج لعلاجٍ كبير من أجل التخلص منها.

فهل لكَ أن تتخيل تحوّلك إلى حيوان أو حشرة بشكلٍ مفاجئ؟ لا تشعر بالغرابة أبداً فبعض الأشخاص المُصابين بالفصام أو الذينَ يتعاطون الكحوليات والمخدرات بشكلٍ مستمر، قد يشعروا بتحوّلهم إلى حيوان مثل الذئب أو الصرصار، ويُؤمنون بهذه الفكرة ويُحاولون تصديقها بأنهم ليسوا منَ الجنس البشري على الإطلاق، ولذلك ما هيَ متلازمة الاستذئاب السريري؟ وما هيَ أعراضها؟ أسبابها؟ وطرق علاجها؟

ما المقصود بمتلازمة الاستذئاب السريري؟

يُقصد بهذه المتلازمة الغريبة أنها إحدى الاضطرابات التي تُصيب الإنسان وتجعلهُ يشعر بأنهُ كائن يختلف عن الآخرين من حوله ولا يُشبههم، فيعتقد تارةً أنهُ يُشبه الذئب وتارةً أخرى أنهُ مسخ صغير وتارةً أنهُ حشرة نادرة أو أي كائنٍ غير بشري يُفكّر بهِ ويجذبهُ إلى أفكاره التي تتكوّن بطريقةٍ وهمية عن نفسه.

ونوّد الإشارة، أنهُ قد يتفاقم الأمر معهم ويبدؤون بارتداء زي الكلب أو الذئب ويُهملون شعرهم وأظافرهم ويُشاركون في الكثير منَ العروض المختلفة، ولكنهم يتعرّضون للتعذيب النفسي وأحياناً الجسدي من قِبَل من حولهم، كونهم لا يفهمون طبيعة هذا المرض فيعتقدون أنهُ يسعى لأن يكون جرو حتى يُنفذّ أوامر الآخرين.

بالإضافة، أنَ هؤلاء الأفراد انتشروا كثيراً في الآونة الأخيرة، وبعضهم لهُ حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي فيُقدّموا أنفسهم على أنهم كائناتٍ لا تُشبه البشر، ومتلازمة الاستذئاب السريري نادرة الحدوث ولكنها متواجدة في عالمنا وتكون ناتجة عن الأوهام والتخيلات التي تُرافق أمراض الصرع أو بعض الاضطرابات النفسية المعقدة.

ما هيَ أعراض متلازمة الاستذئاب السريري؟

توجد عدّة علاماتٍ وأعراض يُمكن أن تظهر على المُصاب بمتلازمة الاستذئاب السريري، وتتمثل في:

  • الأوهام والتخيلات بأنهُ لا يُشبه البشر.
  • الأوهام بأنَ الجسد يحتوي على وبرٍ كثيف يُشبه وبر الذئاب أو الكلاب.
  • الاعتقاد بأنهُ يمتلك قوّة خارقة أو قادر على الطيران.
  • أحياناً يتم تقليد الحيوان الذي يعتقد الفرد أنهُ يُشبهه.
  • محاكاة تصرفات الحيوانات وأفعالهم وأصواتهم أيضاً.

ما هيَ أسباب الإصابة بمتلازمة الاستذئاب السريري؟

بالتأكيد بعدَ اكتشاف هذه المتلازمة بواسطة الطبيب الإغريقي مارسيلوس، تمت دراسة العوامل والأسباب التي يُمكن أن تُؤثر على تفكير الشخص وتُحوّله إلى تفكيرٍ غير طبيعي، ومن هذه الأسباب:

  • الإصابة بالاكتئاب: هل تعلم أنَ الشعور بالاكتئاب دونَ علاجه يُمكن أن يُحوّل تفكير الإنسان إلى استقبال أفكارٍ غير طبيعية تُسيطر عليه وتجعلهُ في حالة هذيان مستمر بها؟ فخلالَ عام 2010 توّجهت سيدة لبنانية إلى مستشفى من أجل إخبار الأطباء بأنها غير بشرية وبأنها عبارة عن أفعى سامة تُسبب الأذى.

وعندما حاولَ الأطباء التقرّب منها ووصف الدواء من أجل تخفيف أوهامها، رفضت رفضاً قاطعاً باستهلاكه لأنها تعتقد أنَ الأفاعي ليست بحاجة إلى الدواء، ولكن معَ إصرار الأطباء تمَ التخفيف من حالتها فيما بعد.

  • الاضطرابات المزاجية: قد يُسبب الإصابة ببعض الاضطرابات التي تُرافق الحالة المزاجية عندَ الإنسان نشوء أفكارٍ وهمية ليسَ لها أي صلةٍ بالواقع الحقيقي، فيعتقد الشخص أنهُ إحدى الكائنات الفضائية أو الحيوانية ويبدأ بمحاكاة تصرفاتهم دونَ أي وعيٍ منه.
  • مرض الصرع: إنَ الصرع عبارة عن اضطرابٍ يحدث ضمنَ الجهاز العصبي المركزي بحيث يُؤثر على عمل الدماغ بطريقةٍ طبيعية، فيشعر المُصاب من خلاله بفقدان إدراكه لمن حوله وشعوره بالقلق والخوف والارتباك والتفكير بأشياء غير حقيقية، ومن هذه الأشياء هيَ تحوّله إلى كائنٍ غير بشري وزرع هذه الفكرة داخل الرأس والعمل على إثباتها للآخرين من حوله.
  • تعاطي الكحوليات والمخدرات: إنَ استهلاك هذه المواد غير الصحيّة والتي تُسبب تلف في الجسم والعقل البشري، قد يُؤثر على الدماغ وأفكاره ويجعل الفرد في حالةٍ غير مستقرة نفسياً وفكرياً، كونهُ يعتقد أنهُ حيوان أو مستذئب يعيش بينَ البشر، ويُفكّر أنَ مكانه ليسَ هنا بل الغابة أو الأدغال أو الأماكن التي يعيش بها الحيوان الذي يتخيله عن نفسه.

ما هيَ طرق علاج متلازمة الاستذئاب السريري؟

بالرغم من ندرة هذه المتلازمة،، ولكن توجد عدّة علاجاتٍ تُسهم في التخفيف من أعراضها والقضاء على هذه الأفكار الوهمية، وتتمثل في:

  • العلاج السلوكي المعرفي: في البداية عندما تُلاحظ أنَ أحد أفراد أسرتك أو أقربائك يُعاني من هذه الأفكار المخيفة عن نفسه، يجب عرضه على الطبيب المختص الذي يُسهم في علاج أفكاره والعمل على تغييرها واستبدالها بأفكارٍ إيجابية عن النفس.

فالمعالج في هذه الحالة سيجلس معَ المُصاب ويدرس حالته النفسية ويبدأ خطواته العلاجية معه في زرع أفكارٍ تزيد منَ الثقة بالنفس وتُؤكد أنهُ كائن بشري وأنَ هذه الأوهام ما هيَ إلّا أفكارٍ تُراود الذهن ويجب التخلص منها.

  • وصف الأدوية: إذا كانَ الفرد يُعاني من اضطرابات الشخصية أو اضطراباتٍ نفسية يجب إيجاد حلول للاضطراب الذي يُعاني منه، ويتم ذلك عن طريق وصف الأدوية التي تُساعد في الشفاء وتُخفف من حدّة الأفكار التشاؤمية عن النفس مثل مضادّات الاكتئاب، أو أخذ خطواتٍ علاجية للتخفيف من استهلاك الكحوليات تدريجياً للوصول إلى قناعة تامة بالابتعاد عنها كونها مؤذية.
  • الدعم النفسي والأسري: للأسف مجتمعاتنا لا تتقبل الاختلاف وتُعامل الفرد الذي يُفكّر بأنهُ حيوان معاملة سيئة ويعتقدون أنهُ يُريد ذلك من أجل الوصول إلى غايته وإشباع رغباته، ولكن بعض الحالات تستدعي العلاج النفسي والجلوس معَ المُصاب من أجل تخفيف الأفكار الوهمية وعدم السماح لها بالسيطرة عليه.

فعندما يُلاحظ المريض أنَ الأفراد من حوله يُحبونه ويمتدحونه ويُحاولون إبراز أجمل ما لديه، ستقلّ أفكاره السوداوية عن نفسه ويتراجع عنها مقارنةً بالفرد المُصاب المهمل من قِبَل الآخرين ولا يتلّقى الدعم.

تجتاج عالمنا الكثير منَ الاضطرابات والأمراض التي لم تُكتشف بعد والتي اكتشفت ولكن علاجها لم يتواجد بعد، فالإنسان معرّض للإصابة بأي نوعٍ منَ المشكلات والاضطرابات سواءً كانت شخصية أو نفسية، ودورنا الرئيسي في هذه الحالة أن نبدأ بتثقيف أنفسنا حولَ كل مرض وكيفية التعامل معهُ بدلاً منَ الاستهزاء بحالة المريض أو التنمر عليه والتسبب بأذى نفسي له.

{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.

‫0 تعليق