متلازمة شاركو ويلبراند: الأعراض، الأسباب والعلاج

متلازمة شاركو ويلبراند
Share this post with friends!

متلازمة شاركو ويلبراند

عندما نخلد إلى النوم لا بد لنا من تكوين سلسلة من التخيلات على هيئة أحلام، قد تكون هذه الأحلام متماسكة أو متقاطعة تصف عدة أحداث ليس لها أي صلة ببعضها، ووصفها سيغموند فرويد على أنها عبارة عن وسيلة لإشباع رغبات الإنسان ودوافعه المكبوتة، ولكن هل لك أن تتخيل إصابة الإنسان بمتلازمة تعيقه عن تكوين أي صورة ذهنية أو حتى رؤية الأحلام؟

إنها متلازمة شاركو ويلبراند، وهي عبارة عن حالة عصبية تطرأ على الدماغ وتمنعه من استعادة أي صورة عقلية أو التخيل بها أو الحلم، فيصاب الدماغ البؤري بعمى إبصاري يؤثر على أداء عمله بطريقة سليمة، وبالفعل عمل على دراسة هذه الحالة هيرمان ويلبراند وجان شاركو، وتم وصفها بعد تدقيق الإصابة بها بأنها اضطراب في الخيال البصري مع الإصابة بعمى ذهني، فيفقد المصاب قدرته على استعادة أي نوع من الذكريات أو الصور.

ونود الإشارة، أنه تم تسجيل أول إصابة بهذه المتلازمة عام 1883، وبالرغم من أنها حالة نادرة إلا أنها تتسبب بتلف في الأعصاب الحسية، ولذلك ما هي أعراض متلازمة شاركو ويلبراند؟ وما هي أسباب الإصابة بها؟ وطرق علاجها؟

أعراض متلازمة شاركو ويلبراند

ما هي أعراض متلازمة شاركو ويلبراند؟

توجد عدة علامات تظهر على المصاب بهذه المتلازمة، مثل:

  • الإصابة بفقدان القدرة على التذكر الذهني.
  • مشاكل في الذاكرة البصرية.
  • عدم القدرة على الحلم أثناء النوم.

ما هي أبرز أسباب متلازمة شاركو ويلبراند؟

لا يمكن الاعتماد على سبب أساسي للإصابة بها، ولكن بعد دراسة عدة إصابات من قبل العلماء، تم التوصل إلى عوامل متعددة قد يكون لها أثر في إصابة الإنسان بهذه المتلازمة، أبرزها:

  • الإصابة بآفات في الدماغ: يمكن اكتشاف هذه الآفات عن طريق التصوير بالرنين المغناطيسي، وهي تنتج عن تعرض الدماغ لرض أو عيب خلقي، ولأن الدماغ يحتوي على أربعة فصوص وهي الفص الصدغي، الفص القذالي، الفص جبهي والفص الجداري، فإن تعرض الفص الصدغي للآفة له أثر على إصابة الفرد بشاركو ويلبراند.

وتنتج عادة هذه الآفات بسبب التاريخ العائلي أو الصدمات الدماغية أو الأورام والالتهابات وأمراض المناعة الذاتية.

  • الإصابة بورم في أنسجة المخ: تظهر بعض الأورام في القحف وتنجم عادة عن انقسام الخلايا بشكل غير طبيعي، وأثناء ظهور كتلة في ورم نسيج الدماغ فقد تؤثر على آلية عمله وتسبب تدهور للصور الذهنية وعدم القدرة على الاستذكار.

ما هي طرق تشخيص وعلاج متلازمة شاركو ويلبراند؟

لأنها متلازمة نادرة الحدوث لم يتم الاهتمام بها بالقدر الكاف، ولكن يقوم الطبيب بإجراء تصوير بالرنين المغناطيسي والتعرف على الإصابات التي تعرض لها دماغ المُصاب، ومن ثم يبدأ العلاج بشكل دقيق عن طريق الأدوية وتقليل الورم المنتشر في المخ، وبالتأكيد تختلف شدة المرض باختلاف شدة إصابات الدماغ، لذلك من الأفضل التحدث مع طبيبك على الفور.

كيفَ تحدث الأحلام في الدماغ؟

لا بد لك من معرفة مراحل حدوث الحلم وكيفية تأثير هذه المتلازمة بشكل سلبي عليها، فالحلم عبارة عن قصة قصيرة أو صور لأشخاص وأشياء يتم تكوينها داخل العقل خلال النوم فقط، ويستيقظ الفرد في اليوم التالي وقد يتذكر بعضاً منها، ولكن سرعان ما تتلاشى ويتم نسيانها للأبد بعد مرور عدة أيام.

وتنقسم مراحل تكوّن الأحلام إلى خلود الإنسان للنوم بعد شعوره بالتعب والنعاس، فيتراكم الأدينوسين الطبيعي خلال اليوم بأكمله، وينخفض ضغط الدم ويشعر الفرد بإجهاد وحاجة للراحة في ساعات الليل، ومن ثم يغمض عينيه لينتقل إلى مرحلة نوم حركة العين السريعة.

تحدث عادةً هذه المرحلة بعد مرور ساعة ونصف على النوم، وتستمر لحوالي ربع ساعة، وتتكرر بشكل تدريجي خلال النوم في الليلة الواحدة، لأن الدماغ في هذه الحالة يكون بأوج نشاطه، وعندما تنشط القشرة البصرية التي تتواجد خلف الدماغ، تبدأ الأحلام بالتكوين والظهور في النوم، وبعد عدة دقائق يقوم الدماغ بتحليل النشاطات التي يقوم بها ويقدمها في الحلم على شكل أحداث.

ومن الجدير بالذكر، أن القشرة المخية لها دور أساسي في محتوى الأحلام الذي يشاهده الإنسان بشكل يومي، وهذا ما ينقلنا إلى عدة حقائق غريبة عن عالم الأحلام، أبرزها أن الإنسان له القدرة في التحكم بأحلامه من خلال تغيير عاداته اليومية وبرمجة عقله والتفكير بأشياء يحبها لتقليل الكوابيس.

بالإضافة أن كل فرد منا ينسى 50% من الحلم فور استيقاظه، فلا يمكنه تذكر تفاصيله بشكل كامل، وبعد مرور حوالي خمس دقائق ينسى أكثر من 80% من الحلم، لذلك الكثير من الأشخاص لا يمكنهم تذكر أحلامهم.

وتوجد نسبة ما يقارب 15% من البشر يحلمون بأحداث مفعمة باللون الأسود والأبيض فقط، ومن المعروف أن الأحلام تؤثر على نفسية الإنسان إما بشكل إيجابي أو سلبي، فقد يستيقظ مذعوراً منها وخائفاً ويتجه لعالم تفسير الأحلام، أو يستيقظ مفعماً بالطاقة نظراً لإشباع حاجاته الفسيولوجية من خلالها.

وللأسف من يعاني من متلازمة شاركو ويلبراند، يفتقد للشعور بهذه الأحلام سواءً كانت إيجابية أو سلبية، وتؤثر على حياته اليومية فتجعله مشتت الانتباه ولا يتمكن من تذكر أي شيء في الماضي، وخاصةً فيما يتعلق بالصور الذهنية وصور الأحداث والأشخاص.

هل تؤثر متلازمة شاركو ويلبراند على نسبة كبيرة من مرضى تلف الدماغ؟

الجواب نسبةً للرئيس السابق لاتحاد طب الجهاز العصبي ماكدونالد كريتشلي، أنه لا يؤثر إلا بنسبة قليلة جداً على هؤلاء المرضى المصابين بهذه المشكلة في الدماغ.

لعل متلازمة شاركو ويلبراند معقدة قليلاً وتحتاج لدراسات واستنتاجات أكثر دقة فيما يخص العلاج، ولكن ما وصل إليه ويلبراند وشاركو أمر مذهل في اكتشافها وتشخيصها، ولذلك تمت تسميتها نسبةً إليهما.

{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.

0 thoughts