مرض ألبينو.. المهق أو البرص “أعداء الشمس”

مرض ألبينو
شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

مرض ألبينو.. المهق أو البرص “أعداء الشمس”

هل يوجد أي إنسانٍ على وجه الأرض عدو لضوء الشمس؟ بالتأكيد لا لأنَ هذا الضوء نعمة منَ الله سبحانه وتعالى ومفيد جداً لأجسادنا وحالتنا النفسية، ولكن تمَ اكتشاف مرض يُصيب الأطفال بكثرة يُسمى ألبينو وأطلقَ عليه البعض أعداء الشمس، فأثناءَ ملاحظتهم للوهلة الأولى ستنصدم من جاذبيتهم باللون الأبيض كونهم يملكون شعر وحواجب ورموش وبشرة بيضاء جداً، وهيَ منَ الحالات الوراثية التي تُصيب نسبة منَ البشر.

ومنَ الجدير بالذكر، أنَ صبغة الميلانين مهمة جداً كونها طبيعية يتم إنتاجها من قِبَل خلايا عديدة في الجسم ومهمتها الأساسية هيَ منح لون مميز للشعر والرموش والجلد، فتبدأ منَ اللون الأبيض وتتدرج إلى الحنطي والأسمر الفاتح والأسمر الداكن، فالإنسان الذي يتميز بلونٍ داكنٍ في بشرته قد تكون صبغة الميلانين متزايدة أكثرَ من غيره ذوي البشرة الفاتحة.

ونوّد الإشارة، أنَ لصبغة الميلانين أنواعٍ عديدة مثل {الميلانين العصبي} خاص بالألوان الداخلية لأجزاء الجسد و {الفيوميلانين} مسؤول عن اللون في الشفاه والحلمات الصدرية و {الميلانين السوي} مسؤول عن الجلد والعينين والشعر.

ويُعتبر مرض ألبينو أو يُطلق عليه المهق أو البرص أو أعداء الشمس ناتج عن مشاكلٍ يُسببها خلل في هذه الصبغة، ولكن للأسف معظم الأشخاص لا يعلمون السبب الكامن وراءَ حدوثه ويتنمرون على الأفراد الذينَ يتميزون بالمهق، ولذلك ما المقصود بمرض ألبينو {أعداء الشمس}؟ وما هيَ أعراضه؟ أسباب حدوثه؟ وطرق علاجاته المتعددة؟

ما المقصود بمرض ألبينو {أعداء الشمس}؟

يُعدّ هذا المرض عبارة عن اضطرابٍ خلقي يحدث لنسبة قليلة منَ البشر، ويُمكن ملاحظته عليهم أثناءَ النظر إلى رموشهم وشعرهم المميز بلونٍ أبيضٍ ناصع، ويُمكن أن يحدث لأي إنسانٍ على وجه الأرض فهوَ غير محدود بعرقٍ أو فئةٍ واحدة.

علاوة على ذلك، يعتبر البعض أنَ مرض ألبينو أو المهق معدٍ ويبتعدون عن الفرد المُصاب وأحياناً يعزلونه عن الآخرين وخاصةً في العصور القديمة، ولكنهُ على العكس من ذلك لا ينتقل لفردٍ آخر لأنهُ متواجد في المُصاب منذُ ولادته.

بالإضافة إلى وجود أنواعٍ عديدة منَ المهق مثل {المهق العيني الجلدي} الذي ينقسم لموجبٍ وسالبٍ، فالموجب يزداد في المناطق الأفريقية حيثُ يتميز الفرد بلون شعر أصفر وقزحية سوداء فاتحة، وسالبٍ بحيث تكون قزحيته شفافة وشعره أبيض ناصع.

والنوع الثاني {المهق العيني} يُؤثر بنسبةٍ كبيرة على العينين ويُحدث مشاكل بها، {والمهق المتصل باضطراباتٍ عديدة مثل متلازمة شدياق هيجاشي}.

قد يهمك: التسمم الشمسي {أعراضه، أسبابه وعلاجه}

ما هيَ أعراض مرض ألبينو {أعداء الشمس}؟

إنَ المُصابين بمرض البرص تظهر عليهم عدّة علامات ويُواجهون مشكلاتٍ عديدة مثل:

  • التمتّع بلونٍ فاتحٍ جداً في الشعر مثل الأبيض الناصع أو الأصفر الفاتح.
  • اختلاف لون الجلد لديهم عن الآخرين حيثُ يتميزون بالبياض الشديد معَ الشعر الأبيض في الجسم.
  • ظهور نمش خفيف على الوجه.
  • ظهور بقع وردية اللون على شكل شاماتٍ صغيرة.
  • الإصابة بطول النظر أو قصره.
  • عدم القدرة في النظر إلى الضوء بسبب الحساسية منه.
  • الإصابة برأرأة في العينين.
  • عدم القدرة في الخروج نهاراً بسبب زيادة خطر تعرّضهم للحروق الشمسية أكثرَ من غيرهم.
  • الإصابة بالحول في أغلب الحالات.

ما هيَ أبرز أسباب الإصابة بمرض ألبينو {أعداء الشمس}؟

بالتأكيد لمرض البرص سبب رئيسي يُؤثر على الفرد أثناءَ ولادته ويُؤدي لإصابته بهِ مثل:

  • طفرة جينية: توجد عدّة جيناتٍ مسؤولة عن إنتاج الميلانين عندَ كل إنسانٍ منّا، وعندما يحدث أي خللٍ أو طفرةٍ بها يُؤدي إلى غياب هذه الصبغة وانعدامها بشكلٍ كلّي أو جزئي على بعض أجزاء الجسم فقط.

ويُعتبر أمر وراثي حيثُ يُصيب النساء والرجال في آنٍ معاً، ولكن في بعض الحالات لا يُعاني الوالدين منَ المهق ولكن إصابة الطفل بهِ تأتي من طفرةٍ في إحدى الجينات المسؤولة عن هذه الصبغة.

ما هيَ طرق علاج مرض ألبينو {أعداء الشمس}؟

في البداية يجب على الفرد المُصاب بالمهق أن يتوّجه إلى الطبيب المختص من أجل تشخيص حالته عن طريق إجراء فحص خاص بالعينين وفحص سريري كامل، ومن ثمَ توجد عدّة علاجات تُخفف من أعراضه مثل:

  • الابتعاد عن أشعة الشمس الحامية: للأسف تمَ تسمية المُصابين بأعداء الشمس لأنها تُسبب لهم الألم والحروق وأحياناً سرطان الجلد بنسبةٍ كبيرة، ومن هنا سينصحك الطبيب بالبقاء في مكانٍ بارد صيفاً خلالَ النهار وتجنب الخروج في أوقات الذروة وقضاء أنشطتك وأعمالك في مكانٍ منعزل عن الحرارة.
  • التقيّد بالنظارات: قد يضطر المُصاب أن يخرج في بداية النهار ولكن يجب شراء نظارات شمسية أصلية لحماية العينين معَ ضرورة ارتداء ملابس فضفاضة وقطنية صيفاً من أجل حماية الجلد وارتداء قبعة مدورة أيضاً، بالإضافة لضرورة وضع عامل حماية على الوجه مثل واقي الشمس أو الوشاح.
  • استشارة طبيب العيون: إذا كنتَ تُعاني من قصر النظر أو طوله أو مشكلة مثل الحول، يُنصح باستشارة طبيب مختص بالعينين لمعالجة هذه المشكلة واستخدام نظارة طبيّة في المنزل لتوضيح الرؤية.
  • استشارة طبيب جلدية: يجب على المُصاب أن يطمئن على حالته الجلدية عندَ طبيبٍ مختص كل فترة من أجل الكشف عن أي سرطانٍ مبكّر أو معالجة أي مشاكلٍ بها.
  • العلاج الضوئي معَ السورالين: في بعض الحالات يقوم الطبيب بهذا الإجراء العلاجي من خلال استخدام مادة السورالين معَ العلاج الضوئي من أجل استعادة لون الجلد ولكنهُ يحتاج لوقت وصبر فقد يصل إلى حوالي سنة كاملة معَ إجرائه مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع الواحد.
  • كريم مضادّ للالتهاب: بالرغم من عدم تواجد أي نوعٍ منَ العلاج السحري مثل الأدوية لهذا المرض، إلّا أنَ كريم كورتيكوستيرويد قد يُسهم في استعادة اللون الطبيعي للجلد إذا تمَ الكشف عن مرض ألبينو في مرحلةٍ مبكّرة.

هل تعلم أنهُ تمَ اعتبار 13 يونيو من كل عام هوَ يوم عالمي للمُصابين بالألبينو من أجل توعية الأفراد بهذا المرض وكيفية التعامل معه؟ للأسف لأنَ بعض المُصابين يشعرون بحالةٍ نفسية سيئة ومتدهورة بسبب التنمر المتزايد عليهم.

وعلينا الذكر أنهُ ظهرت عدّة خرافات وأساطير عنهم مثل {شرب دماء المُصابين يمنح الفرد قوّة} ولكنها أسطورة غير صحيحة لأنهم بشر مثلنا ولا يختلفون عنا إلّا بنقص صبغة الميلانين لديهم، كما أنهُ توجد أسطورة أخرى تقول {المُصابين بالألبينو أغبياء} ولكنها أيضاً خرافة لا يجب تصديقها، لأنَ المُصابين لديهم عقل مثلنا ويعملون ويدرسون ويطمحون للوصول إلى أهدافهم.

{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.

‫0 تعليق