معلومات عن متلازمة الرأس المنفجر

[faharasbio]

معلومات عن متلازمة الرأس المنفجر

يخلد الإنسان الطبيعي إلى النوم بعدَ نهارٍ طويل مليءٍ بالعمل الشاق والمتعب حتى يرتاح جسدياً ونفسياً ويستعيد طاقته لليوم التالي، ولكن ليسَ جميع الأفراد كذلك، فالبعض منهم يُعاني منَ الأرق الليلي الذي يُسبب لهُ صعوبة بالغة في النوم، والبعض الآخر يُعاني منَ التفكير المفرط الذي يُسبب لهُ تأنيب الضمير في بعض الأحيان وتحليل كل تفصيلٍ صغير في حياته ممّا يُعيق نومه ويُلاحظ أنهُ يستيقظ منهكاً ويحتاج إلى ساعاتٍ أكثر منَ النوم، وأيضاً البعض الآخر يُطلقون على أنفسهم ببومة الليل، وهم الذينَ يقلبون ليلهم إلى نهار والعكس كذلك وغالباً يتمتّعون بطاقةٍ عالية في الليل وبالتعب في النهار.

ومنَ الجدير بالذكر، أنَ هذه الاضطرابات الخاصة بالنوم لا بدَّ أنكَ سمعتَ عنها من قبل أو أغلبها رافقكَ وتخلصتً منها بطرقٍ بسيطة، ولكن هل تعلم أنهُ توجد متلازمة أخرى تحدث أثناءَ النوم؟ إنها متلازمة {الرأس المنفجر EHS} وهيَ منَ المتلازمات المرعبة والمخيفة للغاية والتي تدعو المُصابين بها إلى الجنون والهلوسة، فما هيَ متلازمة الرأس المنفجر؟ وما هيَ أعراضها؟ أسبابها؟ وطرق علاجها؟

ما المقصود بمتلازمة الرأس المنفجر EHS؟

إنَ هذه المتلازمة تُسمى بمتلازمة الرأس المنفجر Exploding Head Syndrome، أثناءَ سماع اسمها ستُلاحظ أنها مؤلمة جداً كونها تُسبب انفجار في الرأس، ولكنها على العكس من ذلك فلا يشعر المُصاب بأي ألمٍ في رأسه، فعندما يكون نائماً أو على وشك الاستيقاظ يسمع أصواتاً داخلية مرعبة للغاية، فلا يُمكن لأي إنسانٍ آخر أن يسمعها حتى ولو كانَ بجانبه، وتتمثل هذه الأصوات في {انفجار قنابل، انفجار ألعاب نارية، إطلاق نار، اصطدام، ضرباتٍ صاعقة} وغيرها منَ الأصوات التي تحدث بشكلٍ مفاجئ، فالجسم ينتفض بسرعة منها لأنهُ يكون في حالةٍ منَ الاسترخاء والهدوء وعندما يسمعها يستيقظ فجأة ويشعر بالذعر والرعب والقلق منها.

ونوّد الإشارة، أنَ الأمر لا يقتصر عندَ أغلب المُصابين على سماع الأصوات فقط، بل البعض منهم أشاروا أنهم يُلاحظون أضواءً عالية تقترب من أعينهم ولذلك تنتفض عضلاتهم ويقلقون، وهذه المتلازمة تُؤثر على نفسية المريض بشكلٍ كبير، فيبدأ بالتفكير بأوهامٍ غير موجودة ويخلق في رأسه قصصاً غير واقعية يُقنع نفسه بها، وهذه المتلازمة تنتمي إلى الباراسومنيا التي تضمّ عدّة اضطراباتٍ تحدث أثناءَ نوم الإنسان مثل {الكابوس، المشي أو الأكل أثناءَ فترة النوم، الذعر وشلل النوم}.

وعلينا بالذكر، أنَ هذه المتلازمة ليست لها أي آثارٍ جانبية على المدى البعيد إلّا أنها تزيد من حالة الأرق الليلي والخوف منَ النوم، وتُصاب فئة النساء بشكلٍ أكبر منَ الرجال بهذه المتلازمة وتُؤثر عليهنَ ومنَ الشائع أن يُصاب بهِ الأفراد ذو العمر المتوسط أي في حوالي الخمسين، ويُصاب بهِ فئة الشباب أيضاً ولكن بحالاتٍ أقل.

ما هيَ أعراض متلازمة الرأس المنفجر EHS؟

بالتأكيد توجد عدّة أعراض تحدث أثناءَ الإصابة بهذه المتلازمة، ومنها:

  • الهلاوس السمعية.
  • الشعور بالذعر والخوف.
  • صعوبة العودة إلى النوم.
  • التفكير الدائم بالأصوات المسموعة.
  • الشعور بالحزن لأنَ الأفراد القريبون منَ المريض لا يُصدّقونه في أغلب الأحيان.
  • حدوث تشنجاتٍ عضلية.
  • زيادة دقات القلب.
  • التعرّق المفرط.
  • الشعور بالصداع.
  • الشعور بالتعب والإرهاق الجسدي بعدَ الاستيقاظ.

ما هيَ أسباب الإصابة بمتلازمة الرأس المنفجر EHS؟

بالرغم من عدم التوّصل إلى سببٍ حقيقي ورئيسي للإصابة بهذه المتلازمة، إلّا أنَ الأطباء والباحثون كشفوا لنا عن عدّة عواملٍ تُسهم في زيادة خطر الإصابة بها، وتتمثل في:

  • الشعور بالضغط النفسي: قد يعود سبب الإصابة بمتلازمة الرأس المنفجر أنَ الإنسان يتعرّض خلالَ حياته للكثير منَ الضغوطات اليومية والمشاغل التي تدعو للشعور بالقلق والتوتر والكبت الداخلي، وقد تظهر هذه المشاعر على هيئة أصوات وهلاوس داخل الرأس بشكلٍ يُخيف الفرد.
  • اضطراب الأذن الداخلية: أيضاً واحدة من أهم العوامل فاضطراب الأذن الداخلية أو اختلال عملها بشكلٍ سليم، يُؤدي إلى سماع الكثير منَ الهلاوس والأصوات الصاخبة التي تكاد أن تُفجر الرأس من شدّة حدّتها وعلوّ صوتها.
  • منَ المُمكن لبعض نوبات الفصوص المتواجدة في الدماغ أن تُؤثر على عمل المشاعر عندَ الإنسان وبالتالي تُؤدي لسماعه أصوات غير موجودة أو وهمية فقط.
  • النشاط الدماغي الزائد: والذي يحدث ما بينَ مرحلتي اليقظة والنوم في آنٍ معاً، فالخلل في هذا النشاط لهُ دور كبير في الإصابة بمتلازمة الرأس المنفجر.

ما هيَ طرق علاج متلازمة الرأس المنفجر EHS؟

لأنَ السبب الرئيسي لم يتم تحديده بعد، فالعلاج أيضاً لا يقتصر على شيءٍ واحدٍ فحسب، بل توجد عدّة خيارات أمامَ الطبيب للسيطرة على أعراض هذه المتلازمة، ومن طرق العلاج الشائعة:

  • التشخيص: في البداية على كل إنسان مُصاب بهذه المتلازمة ويسمع أصواتاً غريبة تُعيق نومه الطبيعي عليه التوّجه إلى الطبيب المختص للكشف عن حالته، وفي هذه الحالة سيعمل الطبيب على إجراء الفحوصات اللازمة والحديث معَ المُصاب عن عاداته اليومية التي يتّبعها ومنَ المُمكن أن يُحوّله إلى طبيبٍ مختص بعلاج اضطرابات النوم.
  • تغيير الروتين: كما ذكرنا في الأعلى أنَ التوتر والضغط يُسبب هذه المشكلة، ولذلك يعمل الطبيب على تغيير روتين المريض من خلال وضع جدول لهُ يتضمّن أوقات ترفيه واستراحة واعتناء بالذات، ويُبعد عنه جميع المشتتات التي تدعو للتوتر والقلق.
  • تقنيات التنفس والاسترخاء: أيضاً منَ العلاجات الفعّالة جداً للتخفيف منَ الضغط والإرهاق عن المُصاب، فيقوم الطبيب باستدعاء أخصائي رياضي ليُساعد المُصاب على كيفية ضبط أعصابه وأداء التمارين التي تُفرّغ من طاقته وخاصةً الاسترخاء في الطبيعة والتنفس بطريقةٍ صحيحة، فهذه الحيلة ستجعل الفرد يطمئن ويبتعد عن الوساوس والتفكير بالأصوات مرةً أخرى.
  • الأدوية: إذا كانت حالة الفرد متفاقمة، فسيقوم الطبيب بوصف بعض الأدوية التي تُساعد الإنسان على النوم بشكلٍ أفضل كالمهدئات ومضادّات القلق والاكتئاب.
  • الانتظام في النوم: سيُوّجه الطبيب بعض النصائح للمريض ومنها أن يُنهي واجباته بأكملها في النهار، وخلالَ المساء يجب عليهِ أخذ دوش حمام دافء وقراءة كتابٍ مفضلٍ له أو احتساء مشروبه الخاص أو الاستمتاع بالتأمل في الطبيعة أو المشي معَ صديق، فهذه الخطوات ستزيد من حاجة الفرد للنوم العميق ليلاً وتُزيل عنهُ هذه الأوهام.

لا يُمكن وصف صعوبة هذه المتلازمة، صحيح أنها لا تتضمّن أيّة آلامٍ أو آثارٍ جانبية ولكنها مخيفة جداً، فهل لكَ أن تتخيل أنكَ تستيقظ في منتصف الليل وينتفض جسدك بسبب صوتٍ مرعبٍ قد سمعته داخل رأسك ولم يسمعه إنسان غيرك؟ بالتأكيد شعرتَ بالخوف الآن منَ التخيل فقط، لذلك علينا إدراك هذه المتلازمة وعدم الاستهانة بالمُصابين بها ومساعدتهم على تخطيها وتقديم يد العون لهم.

{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.

[ppc_referral_link]