ولا ألف ليلة وليلة – الليلة الثامنة عشرة

ولا ألف ليلة وليلة
شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

ولا ألف ليلة وليلة – الليلة الثامنة عشرة

ضمن سلسلة قصص ولا ألف ليلة وليلة بالاشتراك مع الأديبة المصرية ربا أحمد

دخلت شهرزاد إلى القاعة لتجد شهريار ينتظرها على
أحر من الجمر، متشوقًا لسماع حكايتها ومعرفة قصة
الشيخ والديك.

عندما اقتربت، أشار إليها إشارة تخويف قائلًا:

ابدأي حكايتك الآن بلا إبطاء ولا تسويف.

أجابته بطاعة:

أمر مولاي .. . يحكى يا ملك الزمان
وسيد العصر والأوان . . أنه كان هناك شيخ كبير وقور
يدعى رضوان . . يعيش في قرية وادعة هانئة . .

وكان له جار طيب يدعى غسان . . عنده ديك دومًا غضبان . . يصيح
بلا وقت ولا ميعاد ودون استئذان؛ فيحرمه لذة النوم
والرقاد . . وكم عانى بسببه الأرق والسهاد . .

واتفق ذات يوم أن غسان ولد له ولد فأراد أن يصنع لجيرانه وليمة . . ذات
قدر وقيمة، فدعى جاره الشيخ رضوان إليها وتفتقت ذهن
الشيخ عن حيلة جهنمية يتخلص بها من الديك
وصياحه . . إذ اشترط على غسان أن يذبح الديك فلطالما
اشتهى ذلك اللحم، وأنه لن يحضر الوليمة إذ لم يكن الديك
يتسيد المائدة العظيمة …!

أسقط في يد غسان . . ووعده بذبح الديك
الغضبان . . وجعله طعامًا له والجيران …

وبعد الظهر، كان الشيخ رضوان يتصدر
الحضور . . ووجهه يفيض بالبشر والسرور؛ وأخيرًا
تخلص من ذلك الذي أرقه وأقلق نومه المبتور.

مد الشيخ يده ليتناول ورك الديك . . و يتشممه بتشف
كبير . . ولم يرعه إلا صوت مجموعة من الديكة
تصيح . . فنظر بهلع إلى غسان قائلًا: م .. .ما هذا؟ . . ماالذي
يحدث؟

سيدي الشيخ رضوان . . عندي من الديكة أربعة عشرة
ديكًا . . وكان هذا الديك الذي أمامك أقواها . . والمسيطر
عليها يمنعها من الصياح في وجوده وإلا ينتف
ريشها . . وعندما أصررت أن أذبح لك ديكًا اخترت أقوى
الديكة عندي لأذبحه وأكرمك به.

قهقه شهريار حتى استلقى على ظهره من شدة
الضحك، فغمزته شهرزاد بعينها قائلة:

وهذا ما حدث معك يا مولاي.

أطرق شهريار برهة ثم نادى بصوت عال:

يا مسرور.

ارتجفت شهرزاد وتوترت . . ودخل مسرور ثم انحنى
أمام الملك . . وكان يقبض على سيفه البتار فيثير بقلبها
القلق: أمر مولاي.

نظر شهريار إلى شهرزاد وهو يحادث مسرور:

اذهب إلى الخادم مسعود . . وقل له فليجعل ديكنا المدلل يعود.

تنفست شهرزاد الصعداء، وزال عن قلبها كل عناء،
فابتسم شهريار وقال:

والآن. يا شهرزادي الحسناء . . فلنكمل حكايتنا عن نوران و شعلان والفاتنة
قمر الزمان.

سمعًا وطاعة يا مولاي . . بلغني يا ملك الزمان . . أن
الأميرة مرجانة بقيت طوال الفترة المنصرمة قلقة
وحيرانة . . تود لو بإمكانها مساعدة نوران بعد أن علمت
كل ما يدبر له في الخفاء . .

فبعد أن غادرها أصفهان . . ذهبت بسرعة إلى الساحرة كهرمانة . . وقصت عليها كل ما
أخبرها به نوران عن قصته . . كما أخبرتها عن الشعور
المخيف الذي انتابها وقت كانت على وشك
الاختناق . . وبعدها لاحظت نظرات كهرمانة . . وملامح
وجهها التي لا تفسر . . ثم صوتها المخيف وهي تحادث
بلورتها السحرية …!

ما الذي يحدث يا كهرمانة؟ . . هل هناك بالفعل خطر
على نوران . . هل شعوري كان حقيقيًا؟!!.

أشاحت الساحرة كهرمانة عن بلورتها وفورًا
أجابتها: للأسف يا أميرة . . شعورك صادق وشكوكك في
محلها . . هناك بين الجمع رجلين . . هدفهما التخلص من
الأمير نوران . . والليلة بالذات قد بدأ مخططهما . . وسوف
يقع الأمير في فخهما.

يا إلهي !. . والعمل يا كهرمانة؟ . . لقد أنقذ نوران
حياتي . . ولابد أن أرد له الجميل . . سوف أصعد إليه لأنبهه
للأمر الخطير.

انتظري يا ابنة الملك . . فالشر إليه قد سبق . . ولابد من
التفكير مليًا . . فأنا لا أريد فقط أن أفشل مخططهما وأيضًا
لا أود له منهما الأذية.

وماذا بإمكانك لمساعدته يا كهرمانة؟!
اقتربت كهرمانة من الأميرة مرجانة . . ثم أسرت لها
ببعض كلمات جعلت ملامحها في حالة إشراق . . ثم أومأت
لها قبل أن تغادر بسعادة كهفها …!

هيا … أكملي يا شهرزاد.

كان الملك يقولها بصوت ناعس ومتعب؛ فاقتربت منه
شهرزاد مربتة على كفه المستقرة بجانبه . . ثم قبلت جبينه
هامسة:

فلتنم وترتاح يا زوجي الحبيب . . وفي الغد أكمل
لك ما حدث في البعيد والقريب.

غمغم شهريار بكلمات غير واضحة فابتسمت شهرزاد
وفكرت أن الفرصة أخيرًا أصبحت سانحة . . يمكنها مراقبة
الشروق في حديقتها الجميلة . . و هي تستمتع على
أرجوحتها الأثيرة

إقرأ أيضًا: الليلة الأولى من كتاب ولا ألف ليلة وليلة

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

منصة الكترونية لنشر المقالات باللغة العربية. يسعى موقع فنجان الى اثراء المحتوى العربي على الانترنت وتشجيع الناس على القراءة

‫0 تعليق