علامات تكشف الإصابة بمتلازمة بيتر بان
يُصاب الجنس البشري بالعديد منَ المشكلات والأمراض والمتلازمات التي تُؤثر على نمط حياته بشكلٍ عام وعلى سلوكياته وتعامله معَ الآخرين، ومنَ المعروف أنَ كل إنسان يمرّ بعدّة مراحل خلالَ حياته ما بينَ مرحلة الطفولة ومن ثمَ المراهقة والشباب، وعندما يصل الفرد إلى فوق 18 عاماً يحق لهُ العمل والاستقلالية والاعتماد على نفسه ومساعدة والديه دونَ أيّة عائق سواءً في الأعمال المنزلية أو في الخارج.
ومنَ الجدير بالذكر، أنهُ توجد متلازمة تُسمى {بيتر بان} يُقصد بها بأنَ الإنسان مهما تقدّمَ بهِ العمر يشعر بأنهُ ما يزال طفلاً صغيراً، فكم مرة صادفتَ شاباً في الثلاثين من عمره ولكن تصرفاته طفولية جداً وكأنهُ في عمر ال 14؟ فهذه المتلازمة تجعل الفرد يعتمد على والديه ومن حوله في تأمين متطلباته مثل {تحضير الطعام وتأمين المصروف} فوالديه أو أشقائه يعملون في الخارج وهوَ مستلقي على سريره يلعب على الإنترنت أو ألعاب الفيديو.
ونوّد الإشارة، أنَ هذا المصطلح تمَ إطلاقه من قِبَل دان كيلي وهوَ كاتب في مجال علم النفس بعدَ دراسته لهذه الظاهرة والتعمّق بها في عام 1983، وتُصيب متلازمة بيتر بان الذكور بشكلٍ أكبر منَ الإناث، أما عن سبب تسميته ببيتر بان، فكانَ بيتر شخصية خيالية مهمة في مسرحية تمَ عرضها سنة 1904 وتحوّلت فيما بعد إلى قصة مشهورة لطفل يرفض أن يكبر ويُصبح رجل يعتمد على نفسه، ولذلك ما هيَ أبرز 7 علامات تكشف الإصابة بمتلازمة بيتر بان؟
7 علامات تكشف الإصابة بمتلازمة بيتر بان
صديقي القارئ، إذا كنتَ من محبي التعرّف على متلازماتٍ غريبة ومتواجدة في عالمنا، نُقدّم لكَ في هذا المقال 7 علامات تكشف الإصابة بمتلازمة بيتر بان للتعرّف عليها:
انعدام المسؤولية:
بالتأكيد كل طفل يحتاج إلى الرعاية والحب والاهتمام من قِبَل والديه، ولأنهُ في عمرٍ صغير لا يُطلب منهُ إلّا الدراسة فقط، ولكن المُصاب بمتلازمة بيتر بان حتى بعدَ أن يصل إلى عمر العشرين مازال يُشبه الطفل الصغير، فيحتاج إلى والدته لإطعامه وغسل ملابسه وإلى والده لأخذ المصروف منه، فتكون مسؤوليته تجاهَ نفسه أو من حوله معدومة، فلا يقوم بأي عملٍ لتأسيس نفسه أو مساعدة والديه.
إلقاء اللوم على من حولهم:
إنَ المُصابين بمتلازمة بيتر بان لا يشعرون أنهم على خطأ حتى ولو كانوا كذلك، فعندما يُلقي أي أحد اللوم عليهم يبدؤون بالتهرّب وإظهار الوجه المليء بالطيبة والضعف أمامهم من أجل أن يتخلصوا من أخطائهم، وعندما يقعون في مأزق سببه أنهم متسرعون أو لا يُفكرون في خطواتهم يُلقون اللوم على والديهم أو مسؤوليهم في العمل.
لا يُعتمد عليه:
حتى لو أنَ المُصاب ببيتر بان قرّرَ الزواج أو الارتباط، فإياكِ الوثوق بهِ لأنكِ ستندمين بعدَ فوات الأوان، ففي البداية سيُبيّن لكِ أنهُ قادر على فعل أي شيء لإسعادك، ولكن بعدَ الوثوق بهِ ستكتشفين أنهُ لا يستطيع إدارة أموره بنفسه ولا يُمكن الاعتماد عليه في مسؤوليات الحياة وخاصةً الزواج، فستكونين أم وزوجة لهُ بسبب طلباته الزائدة، وعندما تطلبين منهُ القيام بأي مهمة يتصرف وكأنهُ لا يسمع أو غير مبالي.
مواجهة صعوبة في كل شيء:
يُمكن ملاحظة أنَ المُصاب بهذه المتلازمة لا يُمكنهُ الاستقرار في وظيفةٍ ثابتة، لأنهُ يتغيب بكثرة عن ساعات الدوام أو يلجأ للهروب قبلَ انتهاء العمل من أجل ممارسة ألعاب الفيديو أو التسلية على الإنترنت أو الدردشة معَ أصدقائه، بالإضافة إلى أنهُ دائم التوبيخ من قِبَل رؤسائه أو أساتذته في الجامعة لأنهُ لا يهتم بما يعمل ولا يصبّ تركيزه على المتواجد بينَ يديه.
الهروب منَ الأزمات:
هل تعلم أنَ المُصابين بهذه المتلازمة يُعانون منَ القلق الشديد؟ إنهم يخافون منَ التفكير في المستقبل أو من وفاة أحد المقربين لهم وخاصةً والديهم، فيشعرون بالخوف من فكرة الوحدة والاعتماد على النفس، ويُحاولون بأي طريقة تجنب الاختلاط بالبشر وقضاء وقتهم في التسلية حتى لا يقعون في أزمات أو مشاكل لا يُمكنهم حلّها، ويُفكّرون بإيجابية ويتغاضون عن أي موقفٍ سلبي حتى لا يُشعرهم بالخوف من فكرة المواجهة.
لا يحبون التغيير:
حياتهم كنز لهم بما فيها عاداتهم وسلوكياتهم وروتينهم اليومي، ففي بعض الأحيان يلجأ الأب إلى الجلوس معَ ولده المُصاب بهذه المتلازمة من أجل الحديث عن حياته ومساعدته على تغييرها والاعتماد على نفسه وإيجاد وظيفة له، ولكنهُ تلقائياً يتهرّب كونهُ يخاف من فكرة التغيير أو التجديد، ويُحاول أن يتمسك بسلوكياته حتى ولو أنها تقضي على شبابه، ففي وجهة نظره أنها السبيل الوحيد الذي يُحقق لهُ الطمأنينة والاستمتاع.
البحث عن الرعاية:
يُحاول المُصاب بمتلازمة بيتر بان أن يتمسك ويعتمد على أي إنسانٍ يهتم به، سواءً والدته أو شقيقته أو زوجته، فيُمكن ملاحظة أنَ المُصاب يكون شديد التعلق بشريكته ويخاف من فقدانها كونها تُؤمن لهُ احتياجاته وطلباته منَ الطعام والتنظيف والاهتمام بمسؤوليات المنزل، فأي شخصٍ يرعاه يُحاول استغلاله لصالحه من أجل زيادة شعوره بالراحة وعدم إلقاء المسؤوليات عليه.
قد يهمك: متلازمة مانشهاوزن {الاضطراب المفتعل}
ما هيَ أسباب الإصابة بمتلازمة بيتر بان؟
لا بدَّ أنكَ تتساءل عن السبب الكامن وراءَ هذه العقلية الطفولية عندَ المُصابين، ولكن توجد عدّة عوامل تُؤدي للإصابة بها مثل:
- الشعور باليأس في مرحلة الشباب: منَ المُمكن أنَ المُصاب لم تُرافقه هذه المتلازمة إلّا في وقتٍ متأخر، فعندما يسعى أي مراهق أو شاب في بداية حياته للاعتماد على نفسه، قد يُصدم بأنَ الحياة شاقة ومتعبة والحصول على وظيفة أمر يحتاج إلى الوقت والصبر، ومن هنا يلجأ الشاب إلى منزله ويُحاول الهروب من مواجهة المسؤولية أو التفكير المُرهق للنفس بالاعتماد على غيره.
- التربية: تُعتبر من أهم الأسباب التي تُؤدي للإصابة بمتلازمة بيتر بان، فعندما يشعر الوالدين بخوفٍ شديد على طفلهم بشكل مبالغ بهِ بحيث يمنعونه منَ الاختلاط بأشخاصٍ في الخارج ويُحاولون تقديم أي شيء له بسهولة، سيشعر الطفل عندما يبلغ بأنهُ ما يزال طفلاً ويُريد الاهتمام والرعاية.
إنهم أطفال في سن الثلاثين أو الأربعين، لا تشعر بالغرابة إذا صادفتَ هؤلاء الأشخاص لأنَ الأمر خارج عن سيطرتهم، وإذا كانَ أحد المقربين منكَ مُصاباً بمتلازمة بيتر بان، عليكَ مساعدته في الخضوع لجلساتٍ علاجية من أجل تغيير طريقة تفكيره وزيادة ثقته بنفسه في العمل وبأنهُ أصبحَ رجل، ومنَ الأفضل أن يقلّ الاهتمام بهِ من قِبَل والديه في منحه أي شيءٍ يُريده حتى لا يستمر طوالَ حياته كالطفل الصغير.
{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.