كيفية التحكم في الميول الانتحارية

كيفية التحكم في الميول الانتحارية
Share this post with friends!

التحكم في الميول الانتحارية

إذا كنت منشغلًا بفكرة الانتحار، أو شخصك الطبيب بأن لديك ميولًا انتحارية، فهذا يعني أن عليك الانتباه إلى العلامات التحذيرية التي تُصيبك.

كأن تفكر في الطريقة التي تنتحر بها، أو في الحياة إذا كنت غير موجود بها، وزيادة انغماسك بهذا التفكير سيزيد من حدة ميولك.

إذا كنت أنت صاحب الأفكار الانتحارية، أو أي شخص تعرفه، فهذا المقال موجه لك، وتذكر أن تعاملك المبكر مع هذه الأفكار يُقلل من حدتها.

أعراض الميول الانتحارية

تشمل علامات امتلاكك أو امتلاك شخص ما لميول انتحارية الآتي:

  • التصريح اللفظي بأنك تتمنى لو أنك لم تكن على قيد الحياة، أو أنك لم تولد، أو حتى التفكير بأن أصدقائك وعائلتك سيكونون أفضل من دونك.
  • تجنب التواصل مع الآخرين والرغبة في الابتعاد.
  • البحث عن طرق للانتحار.
  • إيذاء النفس بإدراك أن هذه الأفعال مؤذية للنفس أم لا.
  • القلق والانزعاج من أمور بسيطة لا تستحق القلق.
  • معاملة الناس وكأنك لن تراهم مرة أخرى.
  • الرغبة في التخلي عن ممتلكاتك.

إذا كنت تُفكر بمعظم هذه الأفكار أو تعرف شخصًا يُفكر بها فتواصل مباشرة مع المختصين للتعامل مع الأمر.

عوامل خطر زيادة الأفكار الانتحارية

تزداد نسبًا الانتحار في العالم بأكمله، وإذا انتحر فرد في عائلة ما، فإن احتمالية الانتحار في العائلة ذاتها تزداد.

يُمكن أن تكون لديك ميول انتحارية إذا كنت تعاني من الآتي:

  • الحزن.
  • اكتئاب ما بعد الصدمة.
  • تحديات وصراعات صعبة.
  • الاكتئاب.
  • الإصابة باضطراب عقلي أو حالة إجهاد حادة.
  • الإصابة بألم مزمن أو حالة طبية أخرى صعبة تجعلك تصل لحالة اليأس.
  • محاولة انتحار سابقة.
  • تعاطي المخدرات أو الكحول.

كما يُساعد طلب المساعدة  المبكر على تخفيف حدة الأفكار الانتحارية وعلاجها.

التفكير السلبي في الانتحار

التفكير السلبي في الانتحار هو مصطلح يعني الرغبة في الموت ولكن عدم وجود خطة معينة للانتحار.

في هذه الحالة يبدأ الشخص برؤية تخيلات للموت خلال النوم، كأن يرى أنه تعرض لحادث مميت، أو يعتقد بأن العالم سيكون أفضل بدونه.

يقود التفكير السلبي للانتحار في حال عدم علاجه إلى الإصابة بالميول الانتحارية، ثم يجعل الشخص أكثر عرضة لوضع نفسه في طريق الأذى.

حتى لو بدا لك التفكير السلبي في الانتحار مجرد تفكير عابر في البداية، ولكن التحول من التفكير إلى التنفيذ يُمكن أن يحدث فجأة، ولذلك يجب الاهتمام بمجرد التفكير والتواصل مع المختصين.

وهذا يعني أنه قد يعترف شخص برغبته في الموت، ولكنه يُنكر أن لديه أي ميول انتحارية، ولكن العلامات التحذيرية تبدأ حين يبدأ الشخص بالتخلي عن ممتلكاته والتعامل مع أحبائه وكأنه لن يراهم مجددًا.

كما يُمكن أن تؤدي الضغوطات الإضافية مثل وفاة أحد الأحباء، الطلاق أو فقدان الوظيفة إلى زيادة أفكار اليأس أو انعدام القيمة.

لا يستطيع أي شخص في العالم توقع المستقبل بنسبة 100%، ولا أحد يعلم إذا كان شخص ما سيُنهي حياته أم لا، حتى الأطباء المدربين والخبراء لا يُمكنهم التنبؤ تمامًا بمن سينتحر ومتى، ولهذا السبب يجب أخذ العلامات التحذيرية للميول الانتحارية على محمل الجد.

علاقة الأدوية بالتفكير الانتحاري

ربط الباحثون بين بعض الأدوية وتطور الميول الانتحارية، مثل مضادات الاكتئاب وخصوصًا في الأسابيع الأولى من تناول بعض الأدوية، أو بعد تغيير جرعة الأدوية.

كما يزداد خطر هذا التأثير عند الأطفال والمراهقين، ومن الجدير بالذكر أن الدراسات في هذا الشأن لا تزال متذبذبة.

إذا زادت أفكارك الانتحارية بعد تناولك مضادات الاكتئاب فاتصل بطبيبك على الفور، وهذا ليعمل معك على خطة لتعديل خطة علاجك.

تشخيص الميول الانتحارية

إذا كنت تُعاني من الاكتئاب ولديك ميول انتحارية اطلب المساعدة الطبية على الفور، وعندما ترى الطبيب المختص، سيطرح عليك بعض الأشئلة لتقييم حالتك وشدتها، وفيما يلي بعض الأسئلة التي يُمكن أن يطرحها عليك:

  • منذ متى وأنت تُفكر في الانتحار؟
  • هل لديك تاريخ مرضي من الاكتئاب؟
  • إلى أي مدى وصلت أفكارك الانتحارية؟
  • هل وضعت خطة ما متعلقة بميولك الانتحارية؟
  • هل تتناول أي أدوية، وما هي؟
  • هل تتعاطى الكحول أو المخدرات، وكم مرة؟

كما يلجأ بعض الأطباء لمنحك استبيان لتملأه، وسينظر الطبيب إلى إجاباتك لتقييم صحتك النفسية ووضع خطة العلاج الملائمة.

كيفية التحكم في الميول الانتحارية

سيُعالج الطبيب الميول الانتحارية وفق شدتها، فإذا كانت نتيجة الإصابة بالاكتئاب يُمكن أن يضف الطبيب لك مضادات الاكتئاب أو الأدوية المضادة للقلق، كما يُمكن أن يضع خطة علاجية لك بالتعاون مع مستشار نفسي للقيام بالعلاج النفسي الغير دوائي.

كما يُمكنك سؤال طبيبك عن طرق الحصول على دعم إضافي، ويُمكن أن يدلك الطبيب على مجموعات دعم تُعاني من ميولك الانتحارية ذاتها.

إذا كانت ميولك ناتجة عن إدمان الكحول أو المخدرات سيُساعدك الطبيب على العثور على مجموعات دعم ومؤسسات لمساعدتك على التخلص من الإدمان.

إذا كنت تُعاني من ميل شديد نحو الانتحار، قد يطلب الطبيب منك البقاء في منشأة لعلاج المرضى داخل المستشفى، وهذا لتلقي خطة العلاج بداخل المستشفى مع تقييد وصولك للعناصر التي يُمكن أن تستخدمها للانتحار.

يُمكنك مساعدة نفسك على علاج اكتئابك أو ميولك الانتحارية بتكوين شبكة قوية من الأصدقاء مع التقرب لأفراد العائلة، وهذا لأن تحدثك معهم عن التحديات التي تواجهها سيُخفف عليك الكثير.

يُمكن أيضًا لبعض التغييرات في نمط حياتك أن تقدم لك دعمًا إضافيًا، على سبيل المثال ممارسة التمارين الرياضية أو السير في أماكن مطلة على مناظر طبيعية، وهذا من شأنه تحفيز المشاعر الإيجابية.

تأكد من طلب المساعدة عند حاجتك إليها، وتأكد بأنه لا بأس بطلب المساعدة من الأشخاص القادرين على مساعدتك.

كيفية منع الميول الانتحارية

إذا كنت تعرف مسببات الاكتئاب والميول الانتحارية، فأفضل طريقة لتجنب الإصابة بها هو تجنب هذه المسببات، وفيما يلي مجموعة من النصائح لمساعدتك على وقاية نفسك من الميول الانتحارية:

  • ما هي المواقف التي تزيد من شعورك بالإرهاق، وكيف تتعامل معها؟
  • احتفظ بدفتر لليوميات لمساعدتك على فهم مشاعرك بكتابتها وبالتالي تحسين قدرتك على إدارة مشاعرك.
  • ابحث عن طرق لتخفيف التوتر، مثل القيام بممارسة التمارين الرياضية، اليوغا أو التحدث مع صديق.
  • أطلب المساعدة بمجرد أن تُلاحظ أي علامات تحذيرية أو علامات تدل على بداية الإصابة بالاكتئاب.

تذكر أنك لست وحدك، احتفظ بأرقام الهيئات المختصة بمنع الانتحار في بلدك، وتواصل معهم بمجرد ملاحظتك أي علامة تحذيرية في نفسك أو في شخص مقرب بالنسبة لك.(1)

حكم الانتحار في الاسلام

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( مَن تردّى من جبل فقَتَلَ نفسه فهو في نار جهنم يتردى منه خالداً مخلداً فيها أبداً، ومَن تحسَّى سمّاً فقتل نفسه فسمُّه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومَن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً) رواه البخاري ومسلم.

يعني هذا الحديث أن كل من انتحر بطريقة، سينتحر بمثلها في نار جهنم، وهذا لأن الحياة هي دار ابتلاء.

لست وحدك مصاب بابتلاء ما، ولكن البعض لا يُظهرون بلاءهم، والبعض الآخر ابتلائهم بعدم علمهم.

لكل شخص في الحياة ضغوطات تُصيبه دون غيره، والجميع يشعر بالألم، وفي الإسلام، صبرك على هذا الابتلاء سيمنحك أجرًا عظيمًا عند الله.(2)

والله أعلم.

المراجع:

  1. https://www.healthline.com/health/suicidal-ideation
  2. https://islamqa.info/ar/answers/111938/حكم-الانتحار-بسبب-الاكتىاب
0 thoughts