اكتئاب عيد الميلاد: الأعراض، الأسباب والعلاج

اكتئاب عيد الميلاد الأعراض الأسباب والعلاج
Share this post with friends!

يا للهول! اليوم عيد ميلادك، لا بدّ أنك تتذكر هذا التاريخ المميز، فقد أنجبت والدتك إنساناً مميزاً على هذه الحياة، ولكن لحظة، ما هي مشاعرك في هذا اليوم؟ هل أنت سعيد أم حزين؟ متفائل أم متشائم بالعام الجديد؟

من المعروف أن أغلب البشر يستمتعون بقدوم يوم ميلادهم، فيحتفلون به مع أفراد عائلتهم وأصدقائهم ويشعرون بالاهتمام والحب تجاههم، ويتّخذون وعوداً وأهدافاً جديدة بهدف تحقيقها في العام القادم، ولكن للأسف، لا يشعر جميع البشر بالسعادة في يوم ميلادهم، حتّى أن بعضهم يصاب بحالة نفسية سيئة يطلق عليها اكتئاب عيد الميلاد.

ويعدّ اكتئاب عيد الميلاد أحد أنواع الاكتئاب الشائعة في عالمنا، حيث يصيب أي إنسان مهما كان عمره، ويسيطر عليه لعدّة أيام، فيتشبث في غرفته وينعزل على نفسه لتجاهل يوم مولده، ولذلك ما هي أعراض اكتئاب عيد الميلاد؟ وما هي أسباب الإصابة به؟ وطرق علاجه؟

لماذا اشعر بالحزن في يوم ميلادي؟

ما هي أعراض اكتئاب عيد الميلاد؟

توجد عدّة علامات تظهر على المصاب بهذه المشكلة:

  • الشعور بخوف من المستقبل.
  • الانعزال في الغرفة والنوم في الفراش طيلة اليوم.
  • الانزعاج من تدخل الأصدقاء أو العائلة في تحضير أي مفاجأة للمصاب.
  • زيادة هرمونات التوتر والحزن.
  • الشعور بإحباط ويأس من الحياة.
  • عدم القدرة على التفكير بأي جانب إيجابي.
  • تغيّر الحالة المزاجية نحو الأسوأ.
  • التفكير بالأحداث الماضية والخذلان والأحلام الضائعة.
  • حدوث أرق ليلي واضطرابات في الشهيّة.
  • الشعور بألم في عضلات الجسد والرأس.

ما هي أبرز أسباب اكتئاب عيد الميلاد؟

حسناً، إنه أمر غريب للغاية أن يشعر الإنسان بالحزن في يوم سعيد، ولكن توجد عدّة عوامل مؤثرة تتسبب في زيادة إصابته، مثل:

  • الخوف من العمر: يُعتبر أحد الأسباب الأساسية للإصابة بهذا النوع من الاكتئاب، لأن الإنسان في مرحلة شبابه، قد يضع قائمة أهداف غير واقعية مثل الحصول على منزل وسيارة وعمل دائم وراحة نفسية وزواج وإنجاب أطفال.

وعندما يصل لمنتصف الثلاثين ولم يحقق أي هدف منهم، يشعر بأنه عاجز عن تحقيقهم في المستقبل، وبأنه يتقدّم في السن دون أي فائدة، ففقدان الإنجاز والفشل المستمر يؤدي للشعور بالحزن على العمر الضائع.

  • ربط يوم الميلاد بذكرى سيئة: إذا تعرّض الإنسان في مرحلة مبكّرة من عمره إلى صدمة قوية، فلا يستطيع نسيانها بسهولة، وخاصة في مثل هذا اليوم المميز، على سبيل المثال توفي والد الطفل في يوم ميلاده، أصيب الطفل بحادث، تعرّض منزله للسرقة أو أي حدث آخر، ممّا يؤدي لشعوره بالتوتر والخوف وعدم الانجذاب للاحتفال بهذا اليوم لأنه غير مرتبط بذكرى سعيدة.
  • الإهمال والوحدة: أغلب الأشخاص لا يحتفلون بسبب شعورهم بالوحدة، وخاصةً الإهمال من قبل والديهم، فالإنسان مهما تقدّم في السن، فهو بحاجة للحب والعناية، وإذا شعر بأن يوم ميلاده لا يهمّ أي أحد، ينعزل على نفسه ويزداد شعوره بالكآبة.
  • توقعات غير حقيقية: يتوقع الفرد حدوث أي مفاجأة من والديه أو شريك حياته أو أصدقائه، ويخطط في عقله للاحتفال بيوم ميلاده، ولكنه يصدم بالواقع ويلاحظ أن هؤلاء الأشخاص غير مبالين بهذا اليوم، ممّا يشعره بالوحدة والخيبة.
  • الخوف من المستقبل: يصاب بعض الأفراد باكتئاب عيد الميلاد بسبب خوفهم الدائم من الأحداث القادمة، فيشعرون بالقلق حيال فقدان وظيفتهم أو موت أحد أقربائهم أو خوفهم من الموت والفشل.

كما أن بعض الفتيات تصاب باكتئاب عيد الميلاد إذا لم تكن متزوجة أو لديها أطفال، فتشعر بالخوف من تقدّم العمر بها دون تكوين عائلة صغيرة، وخاصةً بسبب ضغط المجتمع عليها.

ما هي طرق علاج اكتئاب عيد الميلاد؟

إذا لاحظت إصابتك بهذا الاضطراب أو إصابة أحد أفراد عائلتك به، فيمكنك اتّباع هذه الخطوات لتخفيف المشاعر السلبية في هذا اليوم، مثل:

  • تعرّف على ذاتك الداخلية: قبل قدوم يوم ميلادك عليك الجلوس مع نفسك في مكان تحبّه، ومن ثم التفكير بالأشياء التي تسعى لتحقيقها والتي فشلت بها، وابدأ بتدوين إنجازاتك في الماضي مهما كانت بسيطة، وتعلّم من أي تجربة فشل مررت بها.

ومن ثم ابدأ بالتخطيط للعام الجديد، ولكن بشرط أن تضع أهداف صغيرة يمكنك تحقيقها، بالإضافة لإدراك أن الله سبحانه وتعالى لا يختار لك إلّا الخير، فكل التجارب الماضية ليست من نصيبك.

  • تجنب مقارنة نفسك بالآخرين: من أسباب اكتئاب عيد الميلاد هي مقارنة الإنسان بأخيه الإنسان، مثل المقارنة بالزواج والمال والحظ، فهذه المقارنات لا توّلد إلّا الشحنات السلبية واليأس.

دعك من الآخرين ولا تلتفت لهم، ركزّ على نفسك فقط، وقارن نفسك بنفسك في الماضي، فبإمكانك اجتياز خطوات كبيرة من أهدافك إذا لم تقارن نفسك بالآخرين.

  • توكل على الله: لن يصيبنا إلّا ما كتبه الله لنا، فالله سبحانه وتعالى خلق البشر على هذه الأرض للعبادة والطاعة والتعلم، وعندما تشعر بالكآبة أو الخوف، ستلاحظ بعد عدّة سنوات أنك أهدرت أوقاتك في مشاعر غير حقيقية.

فعليك إدراك أن كل إنسان منّا نصيبه الموت، فهل يستوجب التفكير به طوال الوقت؟ بالتأكيد لا، يجب الاستمتاع بالحياة والنعم التي أنعم الله بها علينا، واستغلال أوقاتك في الطاعة والخير لزيادة شعورك بالسعادة والرضا.

  • أسعد نفسك بنفسك: هل أنت وحيد؟ هل أصدقائك وأفراد عائلتك مهملين معك؟ لا بأس، لا تشعر بالألم أو الخيبة منهم، بإمكانك إسعاد نفسك بطرق مختلفة مثل الذهاب إلى مكان جميل، مشاهدة فيلم في السينما، شراء هدية تحبّها أو تناول وجبتك المفضلة. فهذه الطرق تساعدك على زيادة ثقتك بنفسك، لأن بناء سعادتك على الآخرين لن يجدي نفعاً.
  • تقدير قيمة نفسك: عليك تحرير ذاتك الداخلية من أعباء الماضي، فإذا واجهت حدث مؤلم في السابق، لن يتكرّر هذا الحدث ذاته في يوم ميلادك القادم، فالحدث انتهى، وبالرغم من أن الندبة القاسية ما زالت في عقلك، إلّا أنك تستطيع التحرر منها.

فعليك التفكير بهذا اليوم المميز وتقدير قيمتك، فأنت إنسان تستحق الحب من نفسك وتستحق مشاعر الإيجابية والفرح، لذلك لا تدع الوساوس والقلق يسيطر عليك ويسترجع ذكريات الماضي الأليمة.

في الحقيقة لم يتم الاعتراف باكتئاب عيد الميلاد ضمن الأمراض أو الاضطرابات العقلية والنفسية، ولكن أثره السلبي على حياة الإنسان قد يسبب له نوبات من الألم والأذى النفسي والحزن، لذلك ابدأ من نفسك أولاً وحاول الاحتفال بعيد  ميلاد أي شخص قريب منك، حتى لو بكلمة بسيطة أو هدية رمزية، فإنها تعني له الكثير.

{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.

0 thoughts