ما هو اضطراب الوسواس القهري؛ هو اضطراب نفسي شائع يصيب عددًا قليلًا من الأشخاص بدرجات متفاوتة من الشدة. يمكن أن يتطلب العلاج النفسي الهدوء والراحة والابتعاد عن مصادر التوتر والقلق، في حين يمكن أن يتطلب العلاج الطبي تدخلاً للحد من تطور المرض وأعراضه المزاجية والجسدية. سنوضح في الفقرات التالية أهم المعلومات حول أسبابه وأعراضه ومضاعفاته بالتفصيل والعلاجات المتاحة لمساعدة المرضى على الحد من أعراض المرض.
ما هو اضطراب الوسواس القهري
اضطراب الوسواس القهري (OCD) هو مجموعة من المخاوف والأفكار الخيالية، والتي تعرف أحيانًا باسم “الهواجس”. يتمثل المرض في الثقة المفرطة في أي فعل يقوم به المريض، وتولد الرغبة الملحة في تكرار نفس السلوكيات مرارًا وتكرارًا. وتؤدي هذه السلوكيات المتكررة بشكل قهري إلى إحداث أذى نفسي وانزعاج شديد. عندما يحاول المريض تجاهل هذا الشعور باضطراب الوسواس القهري هذا يجعله يشعر بمزيد من الحزن ، ثم يقوم بعمله مرة أخرى من أجل تخفيف هذا التوتر ، رغم أن تكرار السلوك يتطلب مجهودًا ، لكنه لا يجد لنفسه أي حل آخر.
من أشهر مظاهر الاضطراب الخاص بالوسواس القهري غسل اليدين بشكل متكرر وملحوظ خوفًا من الإصابة بالجراثيم ، وتكرار العمل عدة مرات خوفًا من أنه لم يتم القيام به على أكمل وجه دون سبب لذلك والخوف طوال الوقت من الإصابة بالأمراض ما إلى ذلك.
“اقرأ أيضاً: أعراض اضطراب الوسواس القهري وأسبابه وعوامل الخطر“
أسباب اضطراب الوسواس القهري
لا يوجد سبب محدد وواضح لاضطراب الوسواس القهري، لكن العلماء أشاروا إلى أن ظهور المرض قد يكون راجعاً إلى أحد الأسباب التالية:
- أسباب بيولوجية:
تحدث نتيجة التأثير على واحد أو أكثر من المركبات الكيميائية التي تتحكم في الحالة المزاجية والنفسية للإنسان.
- العوامل البيئية:
تحدث نتيجة التعرض للعدوى أو الالتهاب الذي يؤدي إلى شعور المريض بالوسواس والقلق لفترة طويلة.
- عوامل وراثية:
حيث قد يرث الطفل هذا المرض من أحد الوالدين، خاصة إذا كان الوسواس القهري مرضًا شائعًا في نفس العائلة.
“اطلع على: كيف أتخلص من اضطراب الوسواس القهري والخوف؟“
أعراض الوسواس القهري
أهم أعراض التي تظهر على المصابين باضطراب الوسواس القهري هو الشعور المتكرر بهواجس ومخاوف لا أساس لها من الصحة، مثل ما يلي:
- الخوف طوال الوقت من الإصابة بالأمراض والجراثيم.
- تكرار نفس الشيء مرات ومرات دون مبرر.
- الخوف من ارتكاب الأخطاء.
- المطالبة بالمثالية والنظام والقوالب النمطية في كل شيء.
- الخوف من إيذاء النفس أو الآخرين.
- الرغبة في تناول أنواع معينة فقط من الطعام بترتيب ثابت لا يتغير.
- الخوف من التعرض لمواقف محرجة غير مناسبة خاصة أمام الآخرين.
- الخوف من الشعور بالذنب.
- حاجة مبالغ فيها للدقة والتنظيم خوفا من انتقاد الآخرين.
- الهوس والتشكيك في أمور المعتقدات الدينية.
“قد يهمك أيضاً: هل الإفراط في التفكير مرض عقلي؟“
عوامل إضطراب الوسواس القهري
قد يتعرض أي شخص لاضطراب الوسواس القهري، لكن هناك بعض المجموعات التي تكون أكثر عرضة للإصابة بالمرض من غيرها مثل:
- انتشار المرض في أكثر من فرد من الأسرة.
- الحياة في جو مليء بالتعب والتوتر والضغط النفسي والجسدي.
- التعرض لصدمة نفسية قوية وشديدة أو بعض الأحداث الصادمة الأخرى.
- الإصابة بأي أمراض نفسية أخرى خاصة الاكتئاب.
- إذا كانت الأم تعاني من اضطراب الوسواس القهري فقد يزداد المرض بعد الحمل والولادة.
“اقرأ أيضاً: كيف أعرف أنني مريض نفسيًا؟ الفرق بين المرض العقلي والمرض العقلي”
مضاعفات اضطراب الوسواس القهري
قد يؤدي تطور الوسواس القهري والفشل في الحصول على الرعاية الطبية اللازمة إلى المضاعفات التالية:
- التأثير السلبي على المريض في العلاقات الاجتماعية مع من حوله.
- عدم القدرة أو الرغبة في الذهاب إلى المدرسة (School) أو الجامعة أو العمل.
- تطور الحالة النفسية الاكتئابية والإصابة بأمراض عقلية أخرى أكثر خطورة.
- المعاناة من بعض الاضطرابات والأفكار الشاذة والتفكير الدائم في الموت والتخلص من الحياة بالانتحار.
- الإصابة بالإجهاد والأمراض الجسدية ذلك نتيجة تكرار بعض التصرفات والسلوكيات الناتجة عن اضطراب الوسواس القهري.
“اطلع على: ما هو مرض انفصام الشخصية؟ أشد أنواع الفصام وأشهر أعراضه“
علاج اضطراب الوسواس القهري
يوجد أكثر من خطة وطريقة لعلاج الوسواس القهري وذلك من خلال معرفة ماهية اضطراب الوسواس القهري والبدء في علاجه مباشرة من خلال أي من الطرق العلاجية التالية:
العلاج النفسي
العلاج النفسي هو الأهم لأنه يساعدة المريض على التغلب على أعراض وتأثير الوسواس القهري على حالته النفسية، وذلك من خلال استخدام طريقة “كشف الاستجابة ومنعها” ووضع المريض في بعض المواقف التي يعاني منها نتيجة الوسواس القهري ومنعه من القيام بالسلوكيات المتكررة والمزعجة التي يعتاد عليها. تُعد هذه الطريقة أحد أفضل العلاجات لاضطراب الوسواس القهري في مراحله الأولى، ويختلف مدى استجابة المريض للعلاج بناءً على حالته الفردية.
العلاج الدوائي
يمكن الاعتماد على العلاج الدوائي إذا رأى الطبيب أن العلاج النفسي وحده غير مجدي، فقد يلجأ هنا إلى استخدام بعض أنواع الأدوية المضادة للاكتئاب، وقد يحتاج إلى بعض المهدئات والأدوية التي تساعد في التغلب على مشاعر القلق والتوتر.
بشكل عام ، من الضروري مراجعة الطبيب أولاً لتحديد خطة العلاج المناسبة للمريض وتحديد ما إذا كان بحاجة إلى علاج نفسي أو دوائي، أو علاج نفسي ودوائي.
نصائح لمرضى الوسواس
هناك بعض النصائح المفيدة لمرضى الوسواس القهري يجب اتباعها، سنعرفك على أبرز 7 نصائح للمصابين به وهي كالتالي:
- يجب على المريض عدم استخدام أي من الأدوية لعلاج إضطراب الوسواس القهري أو الاكتئاب أو غيره من الأمراض إلا بعد استشارة طبيب نفسي.
- احصل على قسط كافٍ من النوم كل يوم خلال ساعات الليل، وحاول تناول طعامًا صحيًا.
- يجب عدم الإقلاع عن أي من علاجات اضطراب الوسواس القهري أو المهدئات إلا بعد مراجعة الطبيب المعالج حتى يتوقف العلاج تدريجياً ولا يؤثر على الصحة.
- لا ينبغي للمريض أن يحتفظ بمشاعره في الداخل، بل يجب أن يفرغ الألم والأحزان التي تدور في ذهنه على المقربين منه، أو يقوم بكتابة مشاعره التي تغزو روحه على الورق.
- قضاء وقت أطول مع الأصدقاء والعائلة والأقارب من أجل الترفيه عن نفسك قدر الإمكان، ومقاومة الرغبة في العزلة الاجتماعية قدر الإمكان أيضًا.
- التخلي عن الصور النمطية والرغبة في المثالية الفائقة في كل شيء، وإهمال الشعور بالرغبة في تكرار أي سلوك أو نشاط.
- مارس الرياضة، لأنها تساعد في تعزيز الصحة والترفيه.
“قد يهمك أيضاً: دليل للتعامل مع مرضى التوحد في خطوات بسيطة“
ختاماً، بعد أن تعرفنا على أسباب وأعراض ومضاعفات اضطراب الوسواس القهري وطرق العلاج النفسي والدوائي لهذا المرض، يجب الإشارة إلى أهمية ملاحظة أي تغيرات في الصحة النفسية لدى أي فرد من أفراد الأسرة وتقديم الرعاية والاهتمام النفسي والصحي والغذائي اللازم له. ذلك بهدف الحد من تطور الحالة المرضية وتفادي اللجوء إلى التدخل الطبي والنفسي والدوائي إذا تطلب الأمر.