قال تعالى: (وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَىٰ وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا) سورة الفتح، الآية 26.
قال تعالى: (وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ) سورة النور، الآية 52.
تعريف التقوى
التقوى تعبد ووجل واستغفار وطاعة لله وسلام والتزام بالقيم والأخلاق في النفس، إنها مشعل النور في ظلام النفس ونبراس الهداية في عالم الضلال، هي رحمة من الله وتوفيق للعبد، بل هي الإيمان الراسخ في القلوب، ويقين تام في النفوس، وحق مبين في العقول إنها درجة إيمانية عالية ينالها الراسخون في العلم والخاشعون، فهي الواعظ حين تضل النفوس والموجه حين تتوه العقول وهي الخوف والرجاء والوجل عندما يشتد البلاء، تنقي النفس من شوائب الشر والإفك، حبل للنجاة في بحر الحياة الهادر.
التقوى طاقة إيمانية تستمد قوتها من مصدرها الآصيل، حين يعتصم بها المرء تشد الأزر وتشحذ الهمة وتحيل النفس إلى قوة حق تصارع الباطل وتنكر الكفر والفساد، وتأبى الذل والهوان، تتمسك بالأخلاق والقيم، تشفي النفوس من العلل والسقم، تحق الحق وتنتصر للخير إنها طاقة توجيهية قوية تحتاج إلى رسوخ يقين وتوكل على من هو على كل شيء قدير وعزم متين ولا بد لها من صبر وحلم وأناة وجلد ومثابرة في القول والفعل والسلوك، فأعبائها وتبعاتها جليلة كثيرة.