السعادة في النفس
السعادة هي حالة نسبية تختلف باختلاف قدرات الفرد ودوافعه وامكانياته، هل السعادة جسدية أم نفسية أم روحية؟ كل إنسان يرنو لتحقيق شيء من منظوره ومفهومه الذي يخضع لمعتقدات ومؤثرات بيئية واجتماعية وعقدية ويعتقد أنها تحقق له السعادة المثلى.
فقد يرى الفقير أن السعادة في امتلاك المال والثروة، والمريض يرى أنها في الصحة، وآخر يرى أنها في النجاح الدنيوي على المستوى الشخصي أو الجماعي، وإنسان آخر يرى السعادة فى العبادة وحب الله والتقرب إليه طاعة وامتثالًا.
والفرد نفسه حالة متغيرة الأطوار والأحوال ويخضع لمؤثرات آنية أو طويلة المدى تنفعل بها مشاعره الذاتية المنشأ أو خارجية التوجيه والتأثر فيحصل الفرد على ما يلائمه ويحقق له مشاعر السعادة، والسعادة نوعان قصير المدى ولحظي الشعور أو طويل المدى ممتد التأثير.
والمشاعروعلم النفس الإيجابي يركز على ما هو أبعد من الصحة النفسية بمفهومها التقليدي فهو معني بتحسين الأداء النفسي الوظيفي، أي يهتم بماهية السعادة ومحفزاتها والتي تتمثل في كيفية عيش الإنسان حياة مُرضية لذاته مشبعة لجميع رغباته ملبية جميع احتياجاته عضوية أو نفسية وتحقق ما تصبو إليه نفسه في أهدافه وطموحاته وتوظيف قدراته وملكاته وبذلك يرتوي بمشاعر الثقة والسعادة والرضا النفسي عن الذات وينعكس أيضًا تعاملًا مع الآخرين.
الشعور بالسعادة النفسية والتعبير عنها يتباين ما بين الأفراد ويختلف من ثقافة لأخرى وبين مرحلة عمرية وأخرى، وتتنوع مصادر السعادة فتعريف السعادة هى انفعال وجداني إيجابي يحول الإنسان الوصول إليه باعتباره من الغايات النفسية التي تشعر الفرد بالرضى والمتعة والأمل والفرحة الوجدانية وترتسم على صفحة وملامح الإنسان.
ويركز علماء النفس الغربيين على عنصر المادة السائد لديهم فى تحليل مصادر السعادة لديهم دون أدنى إشارة إلى السعادة الروحية الإيمانية التي هي جوهر ومنبع كل سعادة قد يشعر بها البشر، وتعريف مفهوم السعادة في منهج الله هو شعور داخلي يحسه الإنسان فى وجدانه يتمثل في سكينة النفس، وطمأنينة القلب، وانشراح الصدر، وراحة الضمير وهدوء البال، وهو ثمرة لاستواء سبيل حركة حياته واستقامة سلوكه الظاهر والباطن والموجه والمدفوع بقوة الإيمان.
إن السعادة في منظور منهج الله ليست قاصرة على الجانب المادي فقط، وإن كانت الأسباب المادية من عناصر السعادة، ذلك أن الجانب المادي وسيلة وليس غاية في ذاته، إن أهم بواعث السعادة هو الإيمان والعمل الصالح! هل من مدع غير ذلك، فلا باعث لسعادة في النفس غير الإيمان بالله، وهذا شعور ينتفى وجوده في نفس الكافر، وتحدث السعادة بالإيمان من عدة جوانب:
- إن الإنسان الذي يؤمن بالله تعالى وحده لا شريك له إيمانًا كاملًا صافيًا من جميع الشوائب، يكون مطمئن القلب هادي النفس ولا يكون قلقًا متبرمًا من الحياة، بل يكون راضيًا بما قدر الله له شاكرًا للخير صابرًا على البلاء.
- إن خضوع وطاعة وأمتثال المؤمن لله تعالى يقوده إلى الراحة النفسية التي هي دافع وصمام أمان للنفس تهديه للتمسك بغاية وجوده وهو عبادة الله وأن للحياة معنى وغاية يسعى لتحقيقها، قال الله تعالى: {ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُوٓاْ إِيمَٰنَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ (82)} سورة الأنعام.
- إن الإيمان يجعل الإنسان صاحب مبدأ يسعى لتحقيقه فتكون حياته تحمل معنى ساميًا نبيلًا يدفعه إلى العمل والجهاد في سبيله، وبذلك يبتعد عن حياة الأنانية الضيقة، وتكون حياته للعمل الصالح وعبادة ربه.
- إن الإيمان سببًا لجلب السعادة وهو سبب لدفع موانعها، لأن المؤمن يعلم أنه مبتلى في حياته وأن هذه الابتلاءات تعد من أسباب الممارسة الإيمانية، فتترسخ لديه المعاني الشاحذة لثقته النفسية المتمثلة في الصبر والعزم والثقة بالله والتوكل عليه والاستغاثة به والخوف منه، وهذه المعاني تُعد من أقوى بواعث تحقيق الغايات الحياتية النبيلة وتحمل الابتلاءات المعاشية كما قال الله تعالى: {وَلَا تَهِنُواْ فِى ٱبْتِغَآءِ ٱلْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (102)} سورة النساء.
- إن الإيمان يدفع النفس للتحلي بالأخلاق الفاضلة التي تحثه على الإحسان إلى الخَلق والبر والتقوى والعمل الصالح، وهذا هو السعادة بأسمى معانيها وأجل صورها، لذلك أهتم منهج الله بالناحية الأخلاقية وتربيتها وترسيخها بالنفس أيما اهتمام، قال الله تعالى في وصف الرسول صلى الله عليه وسلم: {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍۢ (4)} سورة القلم، وقال تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍۢ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ ٱلْقَلْبِ لَٱنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَٱعْفُ عَنْهُمْ وَٱسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِى ٱلْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُتَوَكِّلِينَ (159)} سورة آل عمران، وقال تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُحِلُّواْ شَعَٰٓئِرَ ٱللَّهِ وَلَا ٱلشَّهْرَ ٱلْحَرَامَ وَلَا ٱلْهَدْىَ وَلَا ٱلْقَلَٰٓئِدَ وَلَآ ءَآمِّينَ ٱلْبَيْتَ ٱلْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَٰنًا ۚ وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَٱصْطَادُواْ ۚ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَـَٔانُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ ۘ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلْبِرِّ وَٱلتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلْإِثْمِ وَٱلْعُدْوَٰنِ ۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ۖ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ(2)} سورة المائدة، وقال تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35)} سورة فصلت، وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ: “إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق” رواه أحمد، عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: “مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم مثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسّهر والحمّىّّ” رواه مسلم.
أعظم ما تكون السعادة بالإكثار من ذكر الله تعالى والشعور بمعيته دائمًَا والاطمئنان لولايته: إن الإنسان يكون رضاه بمتعلقه بحسب ذلك المتعلق به وعظمته في نفس المتعلق، والله تعالى هو أعظم من يطمئن له القلب وينشرح بذكره الصدر، لأنه ملاذ المؤمن في جلب ما ينفعه ودفع ما يضره.
وهذه الأذكار تربط المؤمن بخالقه فيتجاوز بذلك الأسباب إلى مسببها فلا يبالغ في التأثر بها فلا تؤثر فيه إلا بالقدر الذي لا يعكر عليه صفوه، كما أنه لا يستعظمها فيجاوز بها أقدارها إذ لا تعدو أن تكون أسبابًا لا تأثير لها بذواتها، وإنما أثرها بقدر الله تعالى. قال الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)} سورة الرعد.
الصحة النفسية والسعادة في منهج الله:
قد يغفل كثير من الناس عن أهمية الصحة النفسية أو يغفلون عن السبيل لرعايتها، والحفاظ عليها مع أنها ركن أساسي في تحقيق السعادة، لذلك حرص منهج الله على تربية النفس الفاضلة وتزكيتها بالخصال النبيلة، فكان أهم ما سعي إليه هو تكوين النفس السوية المطمئنة الواثقة. وقوام استواء النفس يكون بالإيمان ثم بالتحلي بالأخلاق الفاضلة والابتعاد عن الصفات الذميمة، قال الله تعالى: {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِۦٓ أَزْوَٰجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ۚ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ (131)} سورة طه.
وأقول هنا بيقين راسخ أن الحقيقة الوحيدة المتفردة في المعنى فى هذا الكون هي غاية خلق الإنسان وهي عبادة الله وليس هناك من غاية أخرى لوجود الإنسان، وفيها تكمن كل سعادة الإنسان على وجه الأرض، فالله خلق بني آدم كي يعبدوه ويوحدوه، والعبادة أسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه لذلك جمع الله السعادة كلها في عبادته.
إنّ من فطنة الإنسان أن يجتهد في حياته ويحقق غاية وجوده وخلقه فعليه أن يصرف كل حركة حياته لتلك الغاية السامية فيتقرّب من الله، وأنه هو الركن الشديد والمأوى لمن أراد معونةً أو عطاء أو قضاء حاجة، وتلك من مقاصد العبادة بعد الطاعة والأمتثال وأداء الفرائض، ولقد جعل الله بينه وبين الإنسان حبلاً موصولاً لمن أراد التمسك به.
أداء العبادات تشرح القلب وتطمئن النفس به ويهدأ البال وترتسم ملامح الرضى على الوجه وتسكن الطمئنية فى القلب وتتوهج صفحة الذات بالوقار وتلك هي علامات وملامح السعادة التى تتحقق في النفس.
فالمقرّبون هم أهل الجنة في الآخرة وينعمون في رضوان الله سبحانه ومحبته وقربه، هل هناك سعادة أعظم من ذلك يا من تتباهون بسعادة الدنيا وزخرفها وهي فانية وأنتم زائلون .
تتحقق السعادة بمعيّة الله وهى معيّة عامّة تتحقق للناس كافة، سواء منهم الكافر والمؤمن، الفاجر والعابد، يقول الله تعالى: {هُوَ ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ فِى سِتَّةِ أَيَّامٍۢ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ ۚ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِى ٱلْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا ۖ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ ۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4)} سورة الحديد.
المعية العامة هى معيّة الإحاطة والمراقبة، والعلم، فالله تعالى يعلم حال الناس في كل زمان ومكان، ويعلم سرّهم وجهرهم ونجواهم ويعلم ما تخفى الصدور، والنفس البشرية ليست في خلوة أو يحجبها ستر عن خالقها فهو بين يدي قبضة مالكة قادرة عالمة، قبضة الله عالم الغيب والشهادة.
وهناك معيّة خاصة تحيط بالمؤمنين دون غيرهم، فهو معهم ينصرهم ويؤيّدهم ويحميهم. وتتحقق معيّة الله لعباده إذا أطاعوه وتركوا معصيته، وإذا أقبلوا عليه واستغاثوا به وتوكلوا عليه. عن أبي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما ، فقال : “يا غلام ، إني أُعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سأَلت فاسأَل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعـوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء ، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف” رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح.
من كان حافظاً لحدود الله مراعياً حقوقه فإنه يجد الله تعالى معه في سائر أحواله، والله تعالى يقول: {إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّٱلَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ (128)} سورة النحل، ومن كان الله معه فهي السعادة التامة ولا سعادة غيرها بالقطع واليقين.
عباد الله، السعادة ليست في متاع الحياة الدنيا ولا تكمن في الثروات والمال والأولاد كل ذلك متاع الغرور، السعادة ولا تكون فى جاه أو سلطان فكل من عليها فان ولن يبقى إلا وجه الله ذو الجلال والأكرام.
عباد الله لا أحد يجلب السعادة الحقيقية إلا الله!! فأين أنتم من الله؟ أين أنتم من السعادة بالقرب من الله؟ أين أنتم من معية الله؟ أين أنتم من حب الله؟ أين أنتم من حسن الظن بالله؟ أين أنتم من عبادة الله وطاعته والتقرب إليه؟ أين أنتم من ذكر الله “أَلَا بِذِكْرِ ٱللَّهِ تَطْمَئِنُّ ٱلْقُلُوبُ“؟ أين أنتم من الدعاء لله (مخ العبادة)؟ أين أنتم من الله؟ أين أنتم من الله؟ إلى متى سوف تغفلون عن الله؟ وأنتم تعلمون أن مصيركم إلى الله وإليه ترجعون، فلما البعد عن الله لم تغفلون عن عبادته وهي غاية وجودكم؟ قتل الإنسان ما أكفره!
كل يوم ترون الموت بأعينكم ولا تتعظ قلوبكم وتجاهرون بمعصية الله جهارًا نهارًا ودون رادع أو واعز وتبحثون عن السعادة في طرق الضلال وبين ركام وحطام الدنيا الفانية الزائلة؟ تبحثون عن السعادة فى مواخير الفساد والرذيلة وتنسون يومًا ترجعون فيه إلى الله تحملون أوزاركم على كواهلكم تئنون وتلهثون ومفزوعون من هول الخطب ومن عذاب النار المآل والمصير؟
يا ابن آدم أنت لا شيء أمام عظمة الله وقدرته فلم التكبر والتفاخر، وتغفل وتعاند وتنسى وتتجاهل ويغلبك الكبر والعجب ويضلك الغرور وتأخذك العزة بالإثم وتصبح الدنيا أكبر همك ومبلغ علمك وتتوه بغرورك في بيداء زخرفها ومتاعها وتجعلها هي السعادة وهي الهناء وهي دار البقاء بغباء مطبق وبجهل مكين؟ يا ابن آدم الدنيا لا سعادة فيها فأي سعادة تلك الفانية يا ابن آدم الدنيا دار ابتلاء؟
أنا أقسم بالله العظيم وكلي يقين وإيمان راسخ أنّ من شعر بالسعادة مع الله سوف تكون كل سعادة في الدنيا هباء وفناء، فلا سعادة إلا مع الله لا سعادة إلا مع الله.