الفرق بين الرحمن والرحيم

[faharasbio]

الفرق بين الرحمن والرحيم تتمثل في أن اسم الرحمن أشد مبالغة من اسم الرحيم، فصفة الرحمن تعني الرحمة الشاملة لجميع خلق الله، في حين أن صفة الرحيم فتدل على الرحمة للمؤمنين، وذلك لقوله تعالى: (وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا) سورة الأحزاب، آية رقم 43. سنتكلم من خلال مقالنا على الفرق بين الرحمن والرحيم.

الرحمن والرحيم

إن أسماء الله تعالى كثيرة، ومن أشهرها اسمي الرحمن والرحيم، ويشتق هذان الاسمان من الرحمة بشكل عام، وتعني العطف، إلا أن الرحمن تدل على السعة والشمول لأن بناء فعلان أشد مبالغة من بناء فعيل، فاسم الرحمن ذو الرحمة الواسعة، ويدل على سعة رحمة الله تعالى، والرحيم ذو الرحمة الواصلة، ويدل على إيصالها لخلقه، ولذلك سنوضح الفرق بين الرحمن والرحيم.

“اقرأ أيضًا: الدعاء فضله شروطه وشروط استجابته

الفرق بين الرحمن والرحيم

على الرغم من ترافق كلمتي الرحمن والرحيم في كثير من الأحيان، إلا أنه توجد العديد من الفروقات بينهما، وإليكم 3 فروقات بين الرحمن والرحيم :

  • إن اسم الرحمن يدل على رحمة الله بجميع عباده في الدنيا، ورحمته بالمؤمنين في الآخرة، في حين أن الرحيم فهو الرحمة بالمؤمنين، وذلك لقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ) سورة البقرة، آية 143.
  • اسم الرحمن يدل على الصفة القائمة بالله تعالى، أي أن الرحمن هو الموصوف بالرحمة كما في قوله تعالى: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) سورة طه، آية رقم 5، أي أن الله تعالى قد وسعت رحمته كل شيء، فالعرش محيط بجميع المخلوقات، أما الرحيم فيدل على الرحمة الفعلية التي يرحم بها الله تعالى عباده المؤمنين، كما جاء في قول الله تعالى: (إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ) سورة التوبة، آية 117.
  • إن اسم الرحمن من أسماء الله التي لا يجوز لأي مخلوق أن يتسمى بها، وذلك لقوله تعالى: (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) سورة الإسراء، آية رقم 110، أما الرحيم فقد دعا الله تعالى عباده بالتحلي بها، ووصف بها نبيه الكريم عليه الصلاة والسلام، وذلك في قوله تعالى: (لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ) سورة التوبة، آية 128.

أنواع رحمة الله تعالى بعباده

أنواع رحمة الله تعالى بعباده

إن لرحمة الله تعالى بعباده نوعان، ومن أنواع رحمة الله تعالى بعباده:

رحمة عامة

وهي رحمة الله بجميع عباده من حيث إمدادهم بالنعم كالصحة، والطعام، والشراب، واللباس، والمأوى، والكثير من النعم التي لا تعد ولا تحصى، وذلك لقوله تعالى: (وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا) سورة غافر، آية رقم 7، ومن مظاهر رحمة الله تعالى العامة:

  • خلق الله تعالى الإنسان في أحسن تقويم، فوهبه العطايا والنعم الكثيرة، وميزه عن بقية خلقه بالعقل ليستطيع التمييز بين الخير والشر، وبين الخطأ والصواب.
  • سخر الله تعالى الكون لمصلحة الناس ليسهل عليهم كسب رزقهم، ويسهل لهم سبل العيش على الأرض.
  • أرسل الله تعالى الرسل والكتب السماوية إلى البشر لهدايتهم، وإرشادهم إلى طريق الخير في الدنيا والآخرة.
  • زرع الله تعالى في قلوب البشر الرحمة والمودة كرحمة الأم بابنها، ورحمة الولد بأهله.
  • إنزال الغيث ليروي ظمأ الإنسان والمزروعات، ويوفر لهم الطعام والشراب.

رحمة خاصة

وهي رحمة الله تعالى بعبادة المؤمنين المتمثلة في الدنيا بالهداية والتثبيت والنصر على الكافرين، والرزق والبركة في المال والأولاد، والصبر على الشدائد، ومغفرة الذنوب، ويرحمهم في الآخرة بالعفو عنهم، والفوز بالجنة، والنجاة من النار، ومن مظاهر رحمة الله تعالى بالمؤمنين:

  • منّ الله تعالى على المؤمنين بنعمة الإسلام، فأرسل عليهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم ليكون بمثابة رحمة لهم.
  • رحم الله تعالى المؤمنين بمغفرة الذنوب، وسهل عليهم طرق كسب الحسنات، وفتح لهم باب التوبة والاستغفار.
  • وعد الله تعالى المؤمنين بالفوز بالجنة في الآخرة لقاء أعمالهم الحسنة، وإخلاصهم لعبادة الله تعالى وحده.
  • سخر الله تعالى الملائكة ليستغفرو لأهل الأرض، ويدعوا لهم، ويشفعوا لهم عند الله ليدخلهم الجنة.

“شاهد أيضًا: الاستغفار دواء القلوب الشافي

أسباب رحمة الله بعباده

أسباب رحمة الله بعباده

يمكن للمؤمن استجلاب رحمة الله تعالى من خلال الأعمال الحسنة، وإليكم أسباب رحمة الله بعباده:

  • فعل ما يرضي الله، واجتناب غضبه، فالمحسنين هم أولى العباد برحمة الله تعالى، وذلك لقوله تعالى: (إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ) سورة الأعراف، آية رقم 56، كما أن فعل الخير والجهاد في سبيل الله يستجلب الرحمة، وذلك لقوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) سورة البقرة، آية رقم 218.
  • من الأمور التي تستجلب رحمة الله تعالى هي الإحسان إلى العباد، والرحمة بهم، وقراءة القرآن وتدبره، وذلك لقوله تعالى: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) سورة الأعراف، آية 204.
  • كما أن كثرة الاستغفار يستجلب رحمة الله تعالى، وذلك لقوله تعالى: (لَوْلا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) سورة النمل، آية رقم 46.

“قد يهمك أيضًا: ما هو المراد بذكر الله على كل أحيانه

فوائد الإيمان باسم الله الرحمن الرحيم

إن إيمان العبد باسم الله الرحمن الرحيم يعود عليه بالكثير من الفوائد، ومن فوائد الإيمان باسم الله الرحمن الرحيم:

  • زيادة تعلق العبد برحمة الله تعالى.
  • عدم اليأس من رحمة الله تعالى.
  • مغفرة الذنوب جميعها.
  • زرع الأمل في النفس.
  • حسن الظن بالله تعالى.
  • اليقين بالفرج بعد المصائب والشدائد.
  • الفوز بمحبة الله تعالى.
  • تفريج الكرب والهم.
  • قضاء الحوائج في الدنيا.

وهكذا نجد أن الرحمن والرحيم من صفات الله تعالى، وهي الأسماء التي نبدأ بها كل أعمالنا، فقبل القيام بأي شيء نقول (بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ)، أي أن الإنسان يتوكل على الله تعالى في كل أعماله وحياته بصفات الرحمن والرحيم، كما تمده بالقوة التي يستمدها من هذه الصفات، ولذلك قدمنا لكم الفرق بين الرحمن والرحيم لنتعرف معانيها ودلالاتها.

[ppc_referral_link]