الاجروفوبيا Agoraphobia؟
تتعدّد أنواع الفوبيا الموجودة في العالم، فبعض الأشخاص يخافون منَ الماء، وبعضهم منَ الصعود إلى الطائرة، وبعضهم الآخر منَ المرتفعات، وتطول القائمة وتختلف بينَ كل إنسانٍ وآخر، فالبشر بطبيعتهم يخافون من أي رد فعل أو مثيرٍ خارجي منَ المُمكن أن يُلحق بهم الضرر أو الأذى، ولكن هذا الخوف قد يتفاقم ويُصبح مرضاً معَ الأيام ويُسبب للمريض وللأشخاص من حوله القلق والريبة والتوتر الدائم، ومن أشهر أنواع الفوبيا وأكثرها تعقيداً هو رهاب الخلاء أو الاجروفوبيا، فما هي الاجروفوبيا؟ وما هي أعراضها؟ وأسبابها؟ وكيفية علاجها والتعايش معها؟
صديقي القارئ،، نُقدّم لكَ معلوماتٍ شاملة ومفيدة عن الاجروفوبيا التي تُصيب عدداً كبيراً منَ الأشخاص، وعن أعراضها والحلول التي تُساعد في التخفيف منها:
ما هي الاجروفوبيا Agoraphobia؟
قبلَ البدء بشرح الاجروفوبيا، علينا الذكر بأنَ كلمة Agora أصلها يوناني وترجمتها {ميدان} وPhobia تعني {الرهاب}، أي أنَ كلمة أجروفوبيا بمعناها العام {رهاب الخلاء، رهاب الميادين} قد يشعر الشخص بضيقٍ شديد وخوفٍ دائم أثناءَ تواجده في الأماكن العامة والمزدحمة ويشعر برغبةٍ شديدة في البكاء والهرب، فلا يُمكنهُ السيطرة على خوفه ومنَ المُمكن أن يُصاب بنوبة ذعر أو هلع إذا لم يستطع الخروج منَ المكان العام.
ومنَ الجدير بالذكر، أنَ هؤلاء الأشخاص يتجنبون الازدحام أو الركوب في المصعد معَ الأشخاص أو حتى ركوب الحافلات والاختلاط بأشخاصٍ غريبين، وهوَ نوع من أنواع القلق الرهابي الذي يحدث عادةً عند النساء بنسبة أكبر منَ الرجال وعند المراهقين بنسبة أكبر منَ الأطفال، ويُحاول الشخص تجنب الذهاب إلى مكانٍ لا يُمكنهُ فيه الوصول إلى طلب النجدة منَ الشرطة أو الآخرين، وتكون هذه المواقف مخيفة للبعض ولكنهم يُسيطرون عليها، أما البعض الآخر فقد يُسيطر على حياتهم هذا الخوف ويمنعهم منَ المكوث خارج المنزل وحدهم، ويُحاولون الاستعانة بأحد الأصدقاء للذهاب معهم ومرافقتهم حتى يشعروا بالاطمئنان.
علاوة على ذلك، إذا لم يتم السيطرة على الاجروفوبيا ومعالجتها في مراحلها الأولى، ستُؤثر على حياة الإنسان المُصاب بها وتمنعهُ من تحقيق أحلامه والسفر أو الذهاب لقضاء بعض الحاجات لأفراد أسرته، ومنَ المُمكن أن يزداد العلاج صعوبةً إذا تفاقمَ الشعور بالخوف ويُؤدي بدوره إلى تدهورٍ ملحوظٍ في صحة المريض.
ما هي أعراض الاجروفوبيا؟
توجد عدّة أعراض يُصاب بها الشخص أثناءَ تواجده في الأماكن المزدحمة والعامة، وتتمثل في:
- زيادة دقات القلب.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- الخوف والتوتر.
- القلق والتعرّق.
- الشعور بالتعب والدوار.
- تجنب الوقوف في الطوابير أو الأماكن المزدحمة.
- تجنب استخدام وسائل النقل العامة.
- تجنب الذهاب إلى السينما أو التسوّق.
- احمرار الوجه واليدين.
- نوبة هلع مفاجئة.
- الشعور بالضيق.
- التوقعات السيئة عن أنَ شيئاً ما سيحدث بعدَ قليل.
- الحاجة لطلب المساعدة.
- محاولة الهرب.
قد يهمك: معلومات عن رهاب اللمس الهافيوفوبيا
ما هي أسباب الاجروفوبيا؟
الإنسان لا يخاف بهذا الشكل الجنوني إلّا بعدَ تعرّضه لعدّة مواقف أو وجود عدّة أسباب تدفعه لتجنب الأماكن المزدحمة والأماكن العامة، ومن أهم هذه الأسباب:
- حادث قديم: منَ الأسباب المحتملة لخوف الشخص منَ الازدحام والأماكن العامة، هوَ حدوث إما جريمة أو حادثة مؤلمة أثّرت بهِ في الخارج، ولم يستطع أحد إنقاذه منها بالرغم منَ الازدحام المتواجد حوله، ومنَ المُمكن تعرّض الشخص لحادثة قتل أو تحرش أو إهانة، هوَ أو أحد أفراد عائلته، ممّا يجعلهُ يُصاب بالخوف والهلع أثناءَ التواجد وحده في هذه الأماكن.
- المواقف القاسية: منَ المحتمل أيضاً أن يكون أحد الوالدين أو الأقرباء قد قامَ بتعنيف الطفل في صغره والتقليل من قيمته، ومن ثمَ التنمر عليه أمامَ حشدٍ كبيرٍ من أصدقائه في المدرسة، وأثناءَ ضحك زملائه عليه قد توّلدَ لديه الشعور بالخوف منَ الأماكن العامة والازدحام، وذلكَ باعتقاده أنهم سيضحكون عليه أو يتنمرون.
- أسبابٍ وراثية: منَ المُمكن لبعض الجينات الوراثية أن تكون السبب المحتمل في خوف المريض منَ الأماكن العامة والمزدحمة، على سبيل المثال: أحد الوالدين كانَ يُعاني من اضطراب الهلع والاجروفوبيا فمنَ المحتمل أن تُصيب الابن أيضاً، أو مثالٍ آخر: أحد الوالدين يُظهر خوفه وتوّتره أمامَ أطفاله بشكلٍ مستمر أثناءَ تواجده في الميادين والازدحام، فستنتقل هذه العادة بشكلٍ تلقائي إلى الطفل وتظل عالقة في ذهنه حتى يتقدّم بهِ العمر، ومنَ الصعب علاجها في مراحلها المتزايدة، فالشعور بالخوف سيُؤثر على صحة المريض ويزيد من تدهورها.
اقرأ أيضًا: ما هي متلازمة الأكل الليلي؟
ما هو علاج الاجروفوبيا؟
منَ الصعب علاج اضطراب رهاب الميادين بليلةٍ وضحاها، فيحتاج المريض إلى عدّة علاجات سواءً نفسية أو من قِبَل طبيبٍ مختص، ويُمكن التخفيف من الاجروفوبيا والقضاء عليها تدريجياً من خلال:
- العلاج من قِبَل الطبيب النفسي: كخطوة أولى، عليكَ إقناع المريض بالذهاب إلى طبيبٍ مختص، فالطبيب سيقوم بتشخيص الحالة ومدى سيطرتها عليه، ومن ثمَ ينصح ببعض الأدوية {كمضادّات الاكتئاب، أدوية القلق} إذا كانَ يُعاني من نوباتٍ للهلع والاكتئاب من وضعه الحالي.
- العلاج بالكلام: هذا العلاج لا يعتمد على الطبيب حصراً فيُمكن التقرّب منَ المريض بعدّة حيل وأساليبٍ مختلفة، كالمفاجأة بشيءٍ يحبه، ومن ثمَ التقرّب منهُ والحديث عن نفسك أولاً حتى يشعر بالراحة والطمأنينة، ومن ثمَ البدء بطرح الأسئلة عليه بهدف التعرّف، ولا تُبيّن لهُ أنكَ تُريد معرفة أسباب رهاب الميادين أو رهاب الميادين لديه، ومن ثمَ ابدأ بالعلاج تدريجياً من خلال الذهاب معه إلى رحلة أو إلى حفلة لأحد الأصدقاء وعدم تركه وحيداً حتى لا يشعر بالتعب والضيق.
- تقنيات الاسترخاء: تُعدّ واحدة من أفضل العلاجات النفسية، فيُمكن للمريض اتباع تقنيات الاسترخاء يومياً في الطبيعة أو في الهواء الطلق، ومن ثمَ التفكير بطريقة إيجابية ومحاولة التخلص منَ الأفكار التشاؤمية، ويُفضّل أن يقوم بهذه التقنيات معَ أحد أصدقائه أو أفراد عائلته.
- تغيير نمط الحياة: إذا شعرتَ بأنَ أحد أولادك يُعاني من رهاب الميادين، حاول تغيير نمط الحياة والأسلوب الذي تتبعونه في المنزل، فحاول التقرّب من ولدك حتى ولو كانَ شاباً واستمع إليه، فمنَ المُمكن أنهُ بحاجة لبعض الدعم والشعور بالسند فقط ليُعالج مرضه، ومن ثمَ ابدأ بتنظيم رحلات معَ الأقرباء أو الأصدقاء لتغيير المزاج والاختلاط بالناس والتعوّد على هذا الأمر دونَ الشعور بالخوف.
- العلاج بالتعرّض: من أصعب أنواع العلاجات لرهاب الميادين، ولكن يُمكن النجاح أو الفشل بهِ على حسب الطريقة التي يتم اتباعها لعلاج الشخص الخائف، لذلك يُحاول الطبيب أو الشخص القريب منَ المريض أن يُعرّضه تدريجياً بحيلٍ مختلفة لأكثر الأماكن التي تُثير لديه شعور الرعب والخوف، ومن ثمَ مساعدته على الذهاب إليها مع وجود الدعم الكامل من قِبَل أصدقائه وأفراد عائلته، فالدعم والوقوف بجانب المريض سيُشجعه على عدم الخوف والاطمئنان وتقوية شخصيته كُلّما تذّكرَ هذا المكان أو ذهبَ إليه.
اقرأ أيضًا: ما هو اضطراب الهوس؟
يُعدّ الخوف أمر طبيعي جداً ولا يدعو للقلق، ولكن إذا شعرتَ بأنَ أحد من أفراد عائلتك أو أصدقائك يُعاني من أي نوعٍ منَ الرهاب وخاصةً الاجروفوبيا، حاول البقاء بجانبه ومساعدته في اتخاذ خطواته الأولى للعلاج النفسي، فلا تعلم مدى صعوبة الأمر عليهم وخاصةً إذا شعروا بأنَ لا أحد جانبهم، لذلك كن سنداً لهم وساعدهم في التغلب على خوفهم.
{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.