متلازمة ليما: الأعراض والأسباب

متلازمة ليما: الأعراض والأسباب
Share this post with friends!

إن كلمة متلازمة لا تقتصر على الأمراض الجسدية بل هي تتضمن أيضًا أمراض نفسية حيث تعددت الاضطرابات والمتلازمات النفسية على مر العصور ونجد منها أنواع شائعة وأخرى نادرة.

تعد متلازمة ليما نوع نادر ومعقد نسبيًا من المتلازمات نكتشف من خلالها كمية الأسرار التي يخفيها الإنسان عن  من حوله.

تعتبر متلازمة ليما نقيض متلازمة ستوكهولم التي تتميز بتعلق الرهينة بخاطفها.

سنتعرف في هذه المقالة على متلازمة ليما وأعراضها وسماتها الخاصة.

تعريف متلازمة ليما

يمكن أن نقوم بتعريفها على أنها حالة شفقة وتعاطف تظهر من قبل الخاطف أو الجاني تجاه رهينته وتبدو على هيئة تعاطف كبير مع الضحية لدرجة الحرص على إبعاد كل سوء عنها.

نتيجة ذلك تنشأ رابطة إيجابية بين الرهينة والجاني وتنتهي غالبًا بقيام الجاني بإطلاق سراح الرهينة في ظاهرة غريبة جدًا.

يجدر بنا أن نذكر أن ما يحدث في هذه المتلازمة هو نفسه الذي يحدث في متلازمة ستوكهولم ولكن بتبديل الأدوار بين الجاني والضحية.

في متلازمة ستوكهولم نجد أن الرهينة تقع في حب خاطفها بينما في ليما يتعاطف الخاطف مع رهينته لدرجة أنه يطلق سراحها.

تعتبر متلازمة نادرة جدًا لذلك لا تتوفر معلومات لدراستها بشكل كافي.

قصة متلازمة ليما

تم إعطاء هذه المتلازمة الاسم في عام 1996 عندما قامت مجموعة توباك أمارو الثورية حفل كبير في السفارة اليابانية ليما وهي عاصمة البيرو.

خلال هذا الحفل تم أسر عدد كبير من الشخصيات الهامة وذلك بهدف أن تقوم الحكومة بإطلاق سراح المساجين.

استمرت علمية الأسر أسبوع كامل حتى قام الثوريون بشكل مفاجئ بإخلاء سبيل نصف الرهائن بشكل عشوائي.

بعد مدة تم اقتحام السفارة من قبل الحكومة البيروفية وقضوا على الثوريين كلهم والملفت للنظر أنه لم يتم إيذاء الرهائن أبدًا بل كانت المعاملة ودية ولطيفة حسب ما تم تداوله.

من ذلك الوقت تم إطلاق اسم ليما على هذه المتلازمة لكل من يعامل ضحاياه بشكل لطيف وذلك نسبة لمكان اكتشافها الأول.

تفسير متلازمة ليما

من أهم التفسيرات المنطقية لهذه المتلازمة أن الإنسان يمتلك بالفطرة غزيرة تعاطفية كبيرة مع من حوله من البشر لذلك تتولد عندما يلاحظ الإنسان عجز وسوء حالة الشخص الموجود أمامه.

تكون هذه التغيرات ملاحظة بشكل أكبر عندما تكون الضحية امرأة أو طفل صغير أو رجل مسن بموقف صعب كهذا، لذلك يشعر الخاطف بالتعاطف الشديد وقد يقع في حب الرهينة أحيانًا.

نجد أيضًا أنه في أغلب الأحيان قد يشعر الإنسان بالذنب تجاه من رهنه ويرى بأنه لا ذنب له نهائيًا بكل ما يحدث وهو ما جرى بين مجموعة السياسيين والمسلحين في ليما.

من الممكن أن المسلحين قد شعروا بأن السياسيين أشخاص رفيعي المستوى ولا يستحقون معاملة سيئة نهائيًا مع وجود فرق كبير في المكانة بينهما.

من التفسيرات الشائعة جدًا أنه كلما ازدادت فترة بقاء شخص مع شخص آخر فإن التعلق بينهما يزداد تدريجيًا وأيضًا فإن الاهتمام يظهر جليًا بصورة أكبر مع التآلف والمحبة والاهتمامات المشتركة.

تأخذ العلاقة خط مستقيم من التطور حتى تصبح علاقة صداقة في النهاية.

قد يهمك: ما هي متلازمة ريت: الأسباب والأعراض

أعراض متلازمة ليما

نلاحظ مجموعة من الأعراض والتصرفات التي تظهر على الجاني تجاه الأسير وهي كالتالي:

  • محاولة التقرب من الأسير والتحدث معه بشكل متكرر.
  • تعاطف تام مع الأسير.
  • الاهتمام بصحة الأسير البدنية والجسدية.
  • محاولة تقديم الأدوية والرعاية الطبية للأسير عند الحاجة.
  • تلبية كل مطالبه ومعاملته كأنه شخص حر والحرص على كونه مرتاح بشكل دائم.
  • حماية الأسير من أي أذى أو أي مكروه.
  • تقديم كل الطعام الصحي والشهي للأسير.
  • مشاركة الأسير بعض القصص والأسرار الشخصية.
  • وجود علاقة صداقة قوية بين الخاطف والأسير.
  • محاولة تهدئة الأسير بجمل مسالمة ولطيفة مثل لا تقلق كل شيء سيكون على ما يرام أو لا تخف لن أقوم بإيذائك.
  • التحدث في الاهتمامات والقصص الشخصية والأسرار الخاصة.
  • الخوف المستمر والدائم على الضحية بأن يصيبها أي مكروه.
  • قد ينتهي الأمر في بعض الأحيان بقيام الجاني بإطلاق سراح الضحية.

صفات الشخص المُعرض لمتلازمة ليما

من أهم الصفات التي يتميز بها مرضى المتلازمة هي:

  • عدائية كبيرة في التصرفات خلال بداية القيام بالخطف.
  • غالبًا ما يكونون بسن صغير من المراهقين والشباب.
  • لا يمتلكون أي تاريخ إجرامي سابق.
  • تكون غالبًا المحاولة الأولى للخطف لديهم.
  • لا يمتلكون أي خبرة في أساليب القتل والخطف والأنشطة الإجرامية الأخرى.
  • لا يمتلكون أي دافع معين للاختطاف أي لا يوجد نية لإيذاء أحد.
  • يشعر غالبًا هؤلاء الأشخاص بالندم والذنب بسرعة حتى لو أظهروا الكثير من العدائية في بداية الخطف.
  • ليس من الضروري نهائيًا أن يكون الخاطف شخصية معادية للمجتمع.

أسباب متلازمة ليما

يوجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى جعل الخاطف في حالة ألطف مع الضحية، والطريقة هي:

  • من المحتمل أن يكون الخاطف مجبر على القيام بذلك من قبل عصابة ولا يريد القيام به لوجود العديد من الأسباب.
  • يوجد العديد من الأسباب التي من خلالها تحدث عملية الخطف، مثل الحاجة إلى المال، أو وجود العديد من المشاكل النفسية واضطراب في الشخصية ووجود عدوانية تجاه الأخرين، ولكن في النهاية يدرك الخاطف خطأه ويتراجع عنه.
  • احتمال التعاطف مع الضحية في حال كانت أمراة كبيرة جدًا وتكون أكبر من نسبة التعاطف إذا كان الضحية رجل.
  • معرفة حجم العقوبة التي تترتب على الخاطف وأنه لا يوجد فرصة للهروب.
  • الشعور بالذنب والخوف والتوتر بعد القيام بجريمة خطف.
  • تكون نسبة إطلاق سراح الضحية كبيرة عندما يكون الخاطف يتعرض لهذا الموقف لأول مرة ولا يوجد لديه خبرة.
  • ومن الممكن أيضًا إطلاق سراح الضحية نتيجة حدوث نزاع بين أفراد العصابة نتيجة اختلاف في الرأي.

اقرأ أيضًا: ما هي متلازمة إدوارد: الأسباب والأعراض

0 thoughts