متلازمة نونان: الأعراض، الأسباب والعلاج

متلازمة نونان
شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

متلازمة نونان: الأعراض، الأسباب والعلاج

تشعر المرأة بالسعادة العارمة أثناءَ معرفة أنها حامل بمولودها الجديد، وتبدأ بوضع روتين يومي من أجل الاهتمام بصحتّها النفسية والجسدية لتكوين جنين سليم داخل رحمها، فتبدأ بتناول الأغذية الغنية بالفولات وفيتامين ب 6 والفواكه والخضار ومنتجات الألبان والحديد، وتُفرّغ طاقتها بالهواية المفضلة لديها وتُركز على تجنب إصابتها بالضغط أو الاكتئاب حتى لا تُؤثر على جنينها، كما أنها تبتعد عن العادات السيئة مثل التدخين والعصبية والكحوليات والمشروبات الغازية والسكريات.

ومنّ الجدير بالذكر، أنه لا يرتبط تكوين جنين سليم في بعض الأحيان بعادات المرأة الصحيّة، فمنَ المُمكن إصابته بمتلازمات أو اضطرابات عديدة ناتجة عن طفرة جينية أو عوامل وراثية، ومن أشهر هذه المتلازمات هيَ {متلازمة نونان} كونها مرض يُصيب الطفل أثناءَ ولادته ويجعلهُ مختلفاً عن الأطفال الآخرين، ويُؤثر على قلبه وأطرافه وطوله وشكل رأسه وملامحه.

ونوّد الإشارة، أنّ هذه المتلازمة لا تُؤثر على الشكل الخارجي للطفل فقط، ففي بعض الحالات تأثّر على أدائهم وأنشطتهم وإدراكهم أيضاً، ولذلك ما المقصود بمتلازمة نونان؟ وما هي أعراضها؟ أسباب حدوثها؟ وطرق تشخيصها وعلاجها؟

ما المقصود بمتلازمة نونان Noonan Syndrome؟

إنها إحدى الاضطرابات الجينية التي تُصيب الأطفال فورَ ولادتهم، بحيث تُؤثر على نموّهم الطبيعي كباقي الأطفال، فيُمكن ملاحظة أنّ العنق لديهم قصير جداً مقارنةً برأسهم الكبير، وفي حالاتٍ أخرى تُؤثر على صحة القلب وتتسبب بعيوب ومشاكل بهِ، كما أنها تُؤثر على الطول الطبيعي، فيبدو المُصابين أقصر بكثير ممّن في سنهم.

ما هي أعراض الإصابة بمتلازمة نونان؟

توجد عدّة علامات يُمكن ملاحظتها على الطفل لاكتشاف إصابته بهذه المتلازمة، مثل:

  • تواجد أذنان صغيرتان ذو شكلٍ مستدير ومنخفض.
  • عينان متباعدتان وعريضتان ولون حدقة العين شاحب.
  • وجود تجويف صغير ما بينَ الفم والأنف.
  • ظهور أسنان غير متناسقة وملتوية.
  • الإصابة بقصر القامة.
  • كبر حجم الجبهة.
  • أنف صغير منّ الأعلى وكبير منّ الأسفل.
  • الإصابة بضيق في صمام الرئة.
  • إصابة عضلة العينين بتشوّه.
  • عدم الرؤية الواضحة بسبب طول أو قصر النظر.
  • تضخم العضلة القلبية.
  • تشوّه في العمود الفقري.
  • وجود إعاقة ذهنية وتشتيت الانتباه وعدم القدرة على التركيز.
  • يُواجه الطفل صعوبة في التعلم.
  • حاسة السمع خفيفة.
  • ظهور شعر خشن في الجسد.
  • ملامح الوجه جافة وخالية منّ التعابير.
  • عدم انتظام دقات القلب.
  • الإصابة بسوء التغذية.
  • الإصابة بالنموّ البطيء.
  • تباعد واسع بينَ حلمات الصدر.
  • تأخر البلوغ عندَ الذكور والإناث.

نوّد القول أنّ هذه الأعراض تختلف من حالةٍ لأخرى، بحسب كل حالة ومدى تطوّرها على الطفل.

ما هي أبرز أسباب الإصابة بمتلازمة نونان؟

بالتأكيد لهذه المتلازمة عوامل تُؤدي للإصابة بها، تمَ اكتشافها بعدَ دراسة حالات عديدة من قِبَل الخبراء والمختصين، فمن أبرز الأسباب:

  • العوامل الوراثية: إنها أحد الأسباب الأساسية لإصابة الطفل بها، لأنّ نسبة عالية منّ المُصابين ورثوا متلازمة نونان عن آبائهم.
  • تغيّر جيني: أيضاً منَ الأسباب الشائعة، فحدوث أي تغير مفاجئ ومجهول في إحدى الجينات، يُؤثر على نموّ الجنين بطريقةٍ سليمة ويُؤدي لإصابته بها.

ما هي طرق علاج متلازمة نونان؟

في البداية عليكِ اختيار طبيب ذو سمعةٍ جيدة من أجل الإشراف على حالتك الصحيّة أثناءَ فترة الحمل، وإخبارك بأي ضررٍ أو خطورة على حياة الجنين، ويُمكن إجراء التشخيص لمعرفة إصابة الطفل بمتلازمة نونان من خلال الطرق الآتية:

  • الفحص الجسدي: بعدَ ولادة الطفل يُلاحظ الأطباء أي شيءٍ غريب في ملامحه الجسدية أو ملامح وجهه بشكلٍ عام، لأنّ أعراض هذه المتلازمة ظاهرة ويُمكن ملاحظتها على الفور.
  • الفحص التصويري: يُمكن للطبيب أن يُسهم بتصوير الطفل بعدَ ولادته للتأكدّ من إصابته بهذه المتلازمة عن طريق التصوير بالموجات فوقَ الصوتية أو بالرنين المغناطيسي.
  • الفحص الجيني: يُمكن من خلاله التعرّف على الطفرة الجينية وكشفها من أجل تحديد علاجها.

وبعدَ تشخيص الحالة توجد عدّة علاجات يخضع الطفل لها، مثل:

  • علاج النطق: إذا عانى الطفل من أي صعوبةٍ في نطق الأحرف أو التعليم، فيجب استشارة أخصائي نطق من أجل تشجيع الطفل وتحفيزه على العلاج في مرحلةٍ مبكّرة.
  • علاج اضطراب النموّ: يُمكن العلاج عن طريق الهرمون أيضاً، لمساعدة الطفل على نموّه بشكلٍ أفضل.
  • علاج العينين: يجب استشارة أخصائي عيون من أجل تحديد مشكلة الطفل، ويتم وصف نظارة طبيّة لهُ من أجل مساعدته على الرؤية بوضوح.
  • عملياتٍ جراحية: منّ المُمكن خضوع الطفل لعدّة عمليات تُساعده على الرؤية بشكلٍ أفضل أو لعلاج المشاكل القلبية لديه.
  • أخصائي أسنان: يجب الاهتمام بأسنان الطفل المُصاب بهذه المتلازمة لمساعدته على تناول الطعام بأريحية والتكلم دون إحراج، ويتم وضع تقويم لهُ معَ فحص أسنانه وعلاجها.
  • علاج الأعضاء التناسلية: كما ذكرنا أنّ المُصابين يُعانون من تأخرٍ في البلوغ واضطرابات تناسلية خاصةً عندَ الذكور، فيتم حلّ هذه المشكلة التي تُعاني منها الخصيتين بواسطة الطبيب وإن احتاجَ الأمر يتم الدخول إلى الجراحة للشفاء بشكلٍ أسرع.

هل يُمكن علاج متلازمة نونان والتخلص منها؟

إنهُ السؤال الأكثر تداولاً بينَ أقرباء المُصابين، في الحقيقة يُمكن تحسين الحالة وقدرة المُصاب على تناول الطعام والتحدث معَ الآخرين والتمتّع بصحة جيدة بعدَ خضوعه للعلاجات المذكورة في الأعلى، ولكن لا يُمكن التخلص منه بشكل نهائي لأنهُ لا يوجد حلّ لإصلاح هذه التغيّرات الجينية.

هل تُسبب متلازمة نونان مضاعفات خطيرة على الطفل؟

بالطبع توجد مضاعفات تُؤثر على جسد المُصاب، فمنَ المُحتمل إصابته بالعقم أو بالتهاباتٍ منتظمة في المسالك البولية أو بنزيفٍ حادّ أو مشاكل عديدة في الجهاز اللمفاوي، وتزداد نسبة إصابته بالسرطانات أيضاً.

ندعو الله أن يُشفي كل طفلٍ مريض بهذه المتلازمة ويُخفف عنهُ الألم، وللأسف لا توجد طرق متّبعة من أجل حماية جنينك من خطر متلازمة نونان، ولكن يُفضّل الالتزام بروتينك الغذائي الصحيّ وإجراء الفحوصات المنتظمة للاطمئنان على حالته وإجراء الفحوصات الجينية قبلَ اتخاذك أنتِ وشريكك قرار إنجاب طفل على هذه الحياة.

{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.

‫0 تعليق