هرمون الحب الأوكسيتوسين Oxytocin
يتكون الجسم البشري من مجموعة كبيرة من الخلايا والأوعية الدموية والأعصاب وغيرها من المكونات، والتي تعمل بشكل متناغم وبآليات معقدة لكي يسيطر الجسم على سير وظائفه الحيوية بشكل مثالي.
من أهم هذه المكونات هي الهرمونات، وهي رسائل يتم فهمها من قبل الدماغ لكي يستجيب بطريقة مناسبة.
هي عبارة عن نواقل عصبية يتم إنتاجها من قبل الغدد الصم في الجسم لكي تتحكم في الوظائف المختلفة وحسن إنجازها في الجسم البشري، وهي مطلوبة وأساسية من أبسط الوظائف مثل الجوع والهضم إلى التكاثر والمشاعر والعواطف.
بعض هذه الهرمونات يسرع من سير عمليات معينة وبعدها يبطأ من حدوثها وبعضها الآخر يشجع الجسم على النمو.
كما تتحكم الهرمونات بوزن الجسم وحالته الصحية ومزاجه والعواطف المختلفة ومستوى اللياقة البدنية وغيرها الكثير.
إن زيادة أي مستوى من الهرمونات أو نقصه في الجسم يؤدي لمشاكل في سير العمليات الفيزيولوجية وتقلبات عامة في المزاج.
إقرأ أيضًا: الهرمونات وتأثيرها على الصحة الجسدية
سنتحدث اليوم في هذا المقال عن هرمون الحب الأوكسيتوسين Oxytocin، وعن آلية تأثيره، وأيضًا عن وظائفه المختلفة في الجسم.
ما هو هرمون الحب؟
إن هرمون الحب أو ما يعرف بالأوكسيتوسين هو عبارة عن ناقل عصبي يرتبط مع بعض المشاعر والحالات العاطفية التي يمر بها الجسم، و يمتلك تأثيرات كبيرة خصوصًا على مشاعر الأبوة والأمومة وعلى ثقة الإنسان بنفسه.
يطلق عليه أيضًا اسم هرمون العناق لأن نسبته تزيد في حالات العناق ويزيد من الشعور بالرضا والحب والنشاط والثقة.
أما من الناحية الصحية والطبية فإن هرمون الحب يمتلك تأثيرات مهمة على عملية الرضاعة الطبيعية، وأيضًا على حسن سير عملية الولادة حيث يساعد في التقلصات الحاصلة أثناء الولادة.
كما يلعب دور كبير في علاقة الأم مع طفلها، وأيضًا يساعد على استمرار العلاقات العاطفية بأنواعها كافة وخصوصًا العلاقات الزوجية.
يمتلك هذا الهرمون تأثيرات مهمة على علاج الاكتئاب وحالات القلق والكرب والتفكير الزائد، ويعتبر أيضًا مفيد لعلاج الاضطرابات المعوية.
يتم إنتاج هذا الهرمون في منطقة موجودة تحت المهاد في الدماغ وبعدها ينتقل إلى الجزء الخلفي من الغدة النخامية عبر عصبونات معينة لكي يتم إفرازه إلى الجسم ونجد أن نسبته إجمالًا عند النساء أعلى من الرجال.
وظائف هرمون الحب
كما سبق وذكرنا يمتلك هرمون الحب تأثيرات مهمة ورئيسية في سير عمليات الجسم وشعوره بمختلف العواطف.
من أهم وظائفه نذكر ما يلي:
- تحسين المزاج والشعور بالابتهاج.
- التقليل من الشعور بالوحدة مما يعزز من الإحساس بالأمان والحب.
- الرفع من مستوى الثقة بالنفس.
- يساعد في علاج بعض أنواع أعراض التوحد الشديدة.
- مهم جدًا للتغلب على الإدمان.
- يمتلك تأثيرات إيجابية هامة لتنظيم عملية النوم.
- يحقق التوازن النفسي على كافة الأصعدة.
- يساعد الجسم على الاسترخاء.
- يحفز إفراز هرمون الحب إفراز هرمون الدوبامين والسيروتونين مما يمنح الإحساس بالسعادة.
- مفيد لعلاج مرض فقدان الشهية العصبي.
- يخفف من التوتر والقلق.
- يساعد في تخفيف أعراض الجهاز الهضمي المزعجة والتي نتجت عن التوتر والقلق.
آلية تأثير هرمون الحب
كمثال يمكن أن نشرح عن تأثير هرمون الحب على عملية الولادة حيث يقوم هذا الهرمون بخفض الطاقة الموجودة في غشاء الليف العضلي الرحمي ويزيد من حركة شوارد الكالسيوم.
يمكن أن يتم الحقن الوريدي ب2 ميلي من الأوكسيتوسين للحصول على هذا التأثير المهم خلال عملية الولادة ولن يبدأ تأثيره في تحفيز تقلصات الرحم إلا بعد عدة دقائق من توقف الحقن الوريدي.
في بعض الأحيان ورغم حقن هذا الهرمون بكمية وسرعة ملائمين إلا أنه يفشل في إحداث تقلص واحد حتى، ولكنه بالتأكيد سيزيد من حساسية الليف العضلي الرحمي ويجهزه للاستجابة السريعة عن إطلاق الدفعات التالية من هرمون الحب.
في بعض الحالات قد يستمر تأثير هذا الهرمون في إحداث التقلصات لمدة ساعة بعد الحقن الوريدي وبعدها يبدأ بالزوال بشكل تدريجي.
عمومًا يقوم هرمون الحب برفع فعالية الليف العضلي للطاقة بدون أن يحدث عملية زوال استقطاب في غشاء هذا الليف وهي من أهم الملاحظات التي تساعدنا على فهم آلية تأثير الأوكسيتوسين.
يمكن القول أنه أيضًا يساعد في انتقال السيالة العصبية من ليف لآخر بسهولة وبسرعة.
طرق تساعدنا على زيادة إفراز هرمون الحب
بعد ذكر الفوائد العديدة لهذا الهرمون سنتعرف على طرق طبيعية تساعدنا على زيادة مستواه في الجسم.
- ممارسة الرياضة عمومًا واليوجا خصوصًا تعتبر مفيدة جدًا لرفع مستوى هرمون الحب في الجسد إضافة إلى الفوائد الصحية والجسدية العديدة التي تعود بها الرياضة بأنواعها المختلفة إلى أجسادنا مثل حسن سير عملية الهضم وتسكين آلام الدورة الشهرية.
- قضاء الوقت مع العائلة ومع من تحب يزيد من مستويات هرمون الحب في الجسم بشكل ملحوظ، لذلك يمكن أن تلجأ لقضاء أمسية لطيفة مع العائلة أو عشاء هادئ مع شريكك لكي تزيد من إفراز هذا الهرمون.
- تمارين التأمل تعتبر من أفضل الطرق وأكثرها فعالية لزيادة هرمون الحب بسبب كونها تخفف من القلق والتوتر وتساعد على التفكير بأفكار سعيدة وبث الطاقة الإيجابية في الجسم ككل، وهو ما يعتبر مفيد جدًا لرفع مستوى الصحة العقلية والجسدية.
- الاستماع إلى الموسيقى الهادئة والمفضلة لديك ترفع أيضًا من مستوى هرمون الحب.
- وأخيرا وليس آخرًا يعتبر العناق مفيد جدًا لزيادة هرمون الحب وإفرازه، وأيضًا يمكن الحصول على تأثير مشابه عن طريق الحصول على مساج.
في الحقيقة يوجد هرمون الحب صناعيًا باسم بيتوسين Pitocin، وهو يستخدم حصرًا بوصفة طبية ويستخدم للمرأة الحامل أثناء الولادة والمخاض أو لتحفيز عملية الولادة.
يمتلك هذا الهرمون بعض التأثيرات الجانبية مثل تسريع نبضات القلب وزيادة النزيف في بعض الحالات.
في النهاية يمكن أن نقول أنه على الرغم من عدم وجود أكسير للحب يمكننا تناوله لزيادة شعورنا بالحب والسعادة إلا أن المشاعر الإنسانية الصادقة مثل الاهتمام والصدق والتفاؤل كلها تساعدنا على خلق جو إيجابي يحفز إفراز هذا الهرمون.
هكذا نكون قد وصلنا لنهاية مقالنا لليوم نرجو أن نكون قد وفقنا في تقديم معلومات مفيدة وقيمة.