عادات سيئة تسرق منك السعادة
يلجأ كل فردٍ منّا إلى خوض رحلته في البحث عن السعادة وجذبها إليه، فمنَ المُمكن أنهُ يُحاول التعرّف على أصدقاء جدد لتكوين محيط اجتماعي إيجابي يمنحه السعادة أو من خلال جذب سعادته منَ الأشياء والأحداث المتواجدة حوله.
ولكن الأمر الذي يتم تجاهله هوَ أنَ السعادة قرار وليست اختيار، فهيَ موجودة داخلَ كل إنسانٍ منّا، ومن يُقرّر أن يكون إنساناً سعيداً وناجحاً في حياته سيُلاحظ الكثير منَ النقاط المهمة التي تمنحه السعادة والطمأنينة والسلام الداخلي على عكس الأفراد الذينَ يقضون معظم حياتهم في البحث عن سعادتهم منَ الآخرين فقط.
ومنَ الجدير بالذكر، أنَ الشعور بالسعادة من أعظم المشاعر التي تُسيطر على الإنسان، فتجعلهُ يُحلّق في بحرٍ منَ المشاعر الإيجابية وتعتري وجهه ابتسامة ساحرة والطمأنينة تملأ قلبه منَ الداخل، وكل إنسانٍ في عالمنا قادر على خلق السعادة ولو بأشياءٍ بسيطة.
فهذا الشعور لا يقتصر على الماديّات فقط، بل يُمكن جذبه إليك عن طريق التفكير بالنعم المتواجدة حولك مثل نعمة {الأسرة، الطعام، المأوى، الملبس، العمل، الدراسة، الصحة} أو أي نعمةٍ أخرى حتى ولو كانت صغيرة، ولكن توجد فئة منَ الأفراد يُحاولون تعكير صفوَ مزاجهم وسلبهم السعادة من داخلهم عن طريق تفكيرهم وسلوكياتهم الخاطئة التي يتّبعونها في حياتهم اليومية، فما هيَ أبرز 7 عادات سيئة تسرق منكَ السعادة؟
7 عادات سيئة تسرق منك السعادة
صديقي القارئ،، إذا كنتَ منَ الأفراد الذينَ يُعانون منَ السلبية وعدم الشعور بالرضا عن حياتهم أو السعادة،، نُقدّم لكَ في هذا المقال أبرز 7 عادات سيئة عليكَ الابتعاد عنها نهائياً كونها تسلب منكَ السعادة والراحة النفسية:
وهم التفكير السلبي في العقل:
أول عادة تُسهم في سلب سعادتك من داخلك وتجعلكَ في حالةٍ منَ التوتر والقلق هيَ التفكير السلبي لكل شيء يحدث معك، فهل لكَ أن تتخيل أنَ أغلب الأفراد لا يذهبون إلى الحفلات أو الأعراس أو المناسبات السعيدة كونهم يعتقدون أنهُ في نهاية كل حفلة سيحدث شيئاً سيئاً يُؤدي إلى تعكير مزاجهم؟
غالباً هؤلاء الأفراد كانوا قد تعرّضوا لصدمةٍ كبيرة أدّت إلى تحويل شخصياتهم إلى السلبية والتشاؤمية، وهذه العادة إذا لم يتم التخلص منها ستُسيطر على عقلك الباطن وتترسخ بداخله وتجعلكَ تنفر من أي حدثٍ يدعو للتفاؤل أو السعادة، وبالتالي ستظل غارقاً في أكوامٍ منَ المشاعر الحزينة التي تسلب منكَ لذّة الحياة.
قد يهمك: الشيروفوبيا {رهاب السعادة}
البحث عن الآخرين:
غالباً يعتقد الإنسان أنَ سعادته لن تكتمل إلّا بوجود الشخص الذي يحبه بجانبه، وأثناءَ حضوره أي نوعٍ منَ المناسبات السعيدة أو أثناءَ تناوله للطعام الذي يحبه أو زيارته لمكانٍ يُفضّله لا يشعر بالسعادة في داخله بسبب اهتمامه بالبحث عن الطرف الآخر الذي يتمنى تواجده بجانبه في هذه اللحظات، وبالتالي يُسهم في انتقاص السعادة منه ويُشغل تفكيره بهِ ويشعر بنوعٍ منَ الحيرة والحسرة داخل قلبه بينما الطرف الآخر يعيش حياته دونَ تذكر أي أحد.
لذلك لا تفعل هكذا بنفسك، حاول أن تستمتع بكل لحظة لديك معَ ذاتك الداخلية فهيَ أولى منَ الآخرين وإذا لم تبتعد عن هذه العادة ستعيش تعيساً طوالَ حياتك وأنتَ تبحث عن الشخص الذي تُريد تواجده بجانبك في لحظاتك السعيدة.
الانعزال عن الآخرين:
لا بدَّ لنا من إدراك أهمية الانعزال عن المحيط الخارجي في بعض الأوقات من أجل إعادة فهم الذات الداخلية والتنظيم والتفكير بخططٍ جديدة والاستمتاع معَ النفس والحصول على قدرٍ منَ الراحة والسلام، ولكن بعض الأشخاص منعزلون تماماً عن الآخرين، فيذهبون فقط إلى عملهم ويعودون إلى منزلهم على الفور ويقضون أغلب أوقاتهم في غرفتهم الخاصة دونَ التحدث أو الانخلاط بالمجتمع.
وهذه العادة مدمرة للإنسان وتسلبه السعادة وتُسرّع من شيخوخته وتُؤدي لسيطرة الأفكار التشاؤمية على رأسه، فالإنسان بطبعه كائن اجتماعي لا يُمكنهُ العيش وحده، فحاول دائماً أن تكتشف أشياء جديدة وثقافات وشعوب وأصدقاء تستطيع من خلالهم مراجعة أفكارك واكتساب المعلومات منهم ومشاركتهم في عاداتهم وتقاليدهم المليئة بالفرح حتى تُغيّر من طبعك المنعزل قليلاً.
التهرّب من شغفك وطموحك:
كل فردٍ منّا يمتلك العديد منَ الأحلام التي يتخيلها داخل عقله سواءً يحلم في امتلاكه لمنزل أو سيارة أو وظيفة محترمة أو دراسة الفرع الجامعي الذي يحبه أو ممارسة هواية معينة، ولكنهُ تلقائياً لا يُبادر بأي خطوة على أرض الواقع فيكتفي بخياله فقط الذي يُشعرهُ بالحسرة وعدم الرضا عن حياته الحالية، ويبتعد عن شغفه بسبب صعوبة الحياة من حوله أو بسبب انتقاد الآخرين إليه.
ولكنها واحدة منَ العادات السيئة التي تسلب السعادة منك، أتعلم ذلك؟ فبدلاً منَ الاستمرار بالوظيفة المجهدة لك، حاول أن تتعلّم يومياً لمدة ساعتين على هوايتك لتحقيق الخبرات والمكاسب منها على المدى البعيد بدلاً منَ التحسر على عمرك أو مكانك الوظيفي في كل مرة.
الإنصات لرأي الآخرين عنك:
أحياناً يكون الإنسان في نجاحٍ باهرٍ ويشعر بثقة عالية بنفسه ولديهِ الكثير منَ الأحلام والطموحات التي لم يُحققها بعد، ولكن خلالَ لحظةٍ واحدة قد ينقلب حاله رأساً على عقب إذا تمَ انتقاده من قِبَل الآخرين، فيبدأ بالإنصات إليهم والتركيز على عيوبه وأخطائه وجلد ذاته والشعور بالسلبية وأنَ الآخرين أفضل منه بكثير ويتفوقون عليه، ولذلك هذا الإنصات الدائم سيسلب السعادة والنجاح من داخله ويجعلهُ مهزوزاً يعتمد على الآراء المحيطة بهِ فقط في كل خطوة يُريد التقدّم بها.
هَوَس مواقع التواصل الاجتماعي:
حسناً سيتراود إلى ذهنك الآن ما هيَ علاقة مواقع السوشال ميديا بالسعادة؟ والجواب بسيط جداً، إنَ عالم السوشال ميديا غير حقيقي ومزيف إلى أبعد حدّ، فهل لكَ أن تتخيل كم فتاةٍ مراهقة حاولت الانعزال وشعرت بالاكتئاب من بشرتها المليئة بحب الشباب بعدَ رؤيتها لبشرة المشاهير على الأنستجرام؟ وهل تخيلتَ كم إنسان شعرَ بالإحباط من وزنه ومن حالته المادية ومن لباسه ومن لون بشرته بعدَ رؤيته لصور المشاهير المعدّلة على الفوتوشوب في هذه المواقع؟
فإنَ الهَوَس في السوشال ميديا وقضاء معظم الأوقات عليه لمراقبة المشاهير فقط والأفراد الذينَ يستخدمون تطبيقات التعديلات على الجسم والوجه سيسلب منكَ السعادة والرضا عن نفسك ويجعلكَ تشعر بأنكَ إنسان مليء بالعيوب مقارنةً بالمثالية الكاذبة التي يدّعونها.
قد يهمك: متلازمة عبادة المشاهير
تهويل الأحداث من حولك:
عليكَ أن تعلم أنَ كل إنسانٍ منّا يُواجه الصعوبات والتحديات والمشكلات في حياته، فلستَ أنتَ البطل الوحيد الذي تُعاني من مرارة الحياة، ولكن يختلف كل فرد في كيفية التعامل معَ مشكلته، فالإنسان الناجح والسعيد يرضى بقضاء الله وقدره ويبدأ بالبحث عن حلول لمشكلاته، أما باعتمادك على هذه العادة الخاطئة التي تُسهم في تضخيم الأمور وتهويلها والبدء بمقارنة نفسك بالآخرين وشعورك بالحزن والتعاطف معَ نفسك ستعمل على انتزاع السعادة من داخلك، لذلك كل مشكلة ولها حلّ ولكن باستخدام العقل والمنطق.
إقرأ أيضًا: 18 عادة ستجعلك سعيداً
إذا أردتَ البحث عن السعادة فلن تجدها إلّا بداخلك، لن تستطيع إيجادها بالآخرين أو بالمقارنة معَ أحداث حياتهم، فالسعادة قرارك النابع من داخلك لعيش حياة هنيئة والاستمتاع بها، لذلك قدّر قيمة الأشياء من حولك واشعر بالتفاؤل في كل لحظة من حياتك.
{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.