الكثير منَ الأشخاص يتسائلون عن مرض اضطراب الهوس وما علاقته باضطراب ثنائي القطب والاكتئاب؟ اضطراب الهوس يحدث أحياناً عندَ فئة منَ الأشخاص يجعلهم يشعرون ببعض الاضطرابات المزاجية التي تؤدي للتهوّر وفرط الحركة، ومنَ المُمكن أن تؤدي إلى التصرف بأفعال غير عقلانية دون تفكير أو تخطيط، وتختلف حالات الهوس وشدّتها من شخصٍ لآخر، كما أنَ المريض منَ المُمكن أن يشعر بحالة منَ الاكتئاب والخمول تليها حالة الهوس وفرط الحركة، ومنَ الجانب الآخر هوَ إحدى حالات اضطراب ثنائي القطب، فما هو اضطراب الهوس؟ وما هي أسبابه؟ وأعراضه؟ وعلاجه؟
صديقي القارئ،، نُقدّم لكَ في هذا المقال معلومات شاملة عن مرض الهوس الذي يُصيب أغلب الأشخاص في العالم:
ما هو اضطراب الهوس؟
وهوَ عبارة عن حالة نفسية يشعر الشخص من خلالها أنهُ يتمتع بطاقة عالية وكبيرة ومنَ المُمكن أن يُهمل النوم والطعام، بالإضافة إلى أنَ الشخص ينام ساعات قليلة ويستيقظ وهوَ في أوّج نشاطه وطاقته، وتختلف حالات الهوس من شخصٍ لآخر فمنَ المُحتمل أن يُصاب الشخص بفرط الهوس أي يقوم بفعل أشياء بشكلٍ مبالغ فيه والتدقيق على كل شيء صغير كشراء الأشياء بشكلٍ مفرط وهوَ يعلم أنهُ لا يستطيع تحمل تكاليفها أو يقوم بحساب خطوات المشي لديه في الثانية أو أي شيء آخر مهووس بهِ.
ومنَ المُمكن أن يُسبب للشخص التعب والإرهاق والجهد الكبير بالإضافة إلى التهوّر والتسرع الذي يقوم بهِ الشخص بسبب فرط نشاطه وطاقته، وعادةً تستمر حالات الهوس لمدة 4 أيام تليها حالة منَ الاكتئاب والسلبية ولكن سرعان ما تعود حالة الهوس لصاحبها.
ويُلاحظ الأشخاص المقربين منَ الشخص المُصاب بالهوس أنَ أفعاله غير طبيعية ويتصرف بتهوّر ويملك طاقة كبيرة وعادةً تكون علاقاته غير ناجحة معَ المحيطين بهِ وفي بعض الأوقات قد يُصبح عدوانياً وغاضباً بسبب التعب الناتج عن الهوس.
ومنَ الجدير بالذكر، أنَ الشخص المُصاب بالهوس يواجه العديد منَ المشكلات في مكان عمله ومجاله وصعوبة في النجاح.
ما هي أسباب اضطراب الهوس؟
توجد العديد منَ الأسباب والعوامل التي تُسبب ظهور هذا الاضطراب للشخص ومن أهمها:
1. الوراثة:
وهيَ السبب الأول والرئيسي في حدوث اضطراب الهوس للشخص، فمنَ المُمكن أن يكون الشخص ورثَ هذا الاضطراب عن أحد أفراد عائلته وخاصةً الوالدين إذا كانوا يُعانون منهُ في فترة ما من حياتهم.
2. المخدرات:
أيضاً منَ الأسباب الشائعة والمحتملة هيَ المخدرات، كونها تُسبب فرط نشاط وطاقة للشخص تجعلهُ يُعاني أحياناً من حالات الهوس.
3. حالة نفسية:
منَ المُمكن أنَ الشخص يُعاني من حالة نفسية معينة تجعلهُ يشعر بالهوس كالإحباط منَ الأشخاص المحيطين حوله أو التقليل منهُ أو حتى بسبب أفكاره وصراعاته النفسية والداخلية.
4. تناول الأدوية:
بعض الأدوية تجعل الشخص يُعاني من فرط النشاط والحركة والتيقظ المستمر والحرمان منَ النوم، وخاصةً المنشطات التي يتم تناولها لزيادة ساعات الاستيقاظ فيشعر الشخص بحالات الهوس كونهُ يُعاني من قلّة النوم بسبب المنشطات.
5. التغيرات:
منَ الممكن أن تطرأ حالات الهوس على الأشخاص الذينَ يواجهون تغيرات مستمرة في أنماط حياتهم وأماكن عملهم.
ما هيَ أعراض مرض الهوس؟
يُعاني الشخص المُصاب بالهوس بالعديد منَ الأعراض التي تظهر عليه وهيَ:
- عدم التركيز: يُعاني المريض من عدم التركيز على الأشياء التي يفعلها وتشتت انتباهه، فهوَ لا يعلم عواقب كل حركة سريعة أو فعل يلجأ إليه.
- قلّة النوم: يشعر أيضاً بحاجته الكبيرة إلى الاستيقاظ والبدء بنشاطه، كما أنهُ لا يشعر بالنعاس وينام لساعات قليلة فقط وهذه الساعات تُعدّ كافية بالنسبة إليه ويشعر أنها زادتهُ نشاطاً.
- التكلم والحركة: يُعاني المريض من فرط في التكلم معَ الشخص المقابل لهُ بالإضافة إلى حركته المستمرة، فلا يستطيع السكوت لعدّة دقائق أو الجلوس دون حركة وتكلم، ويشعر الأشخاص المُحيطين بهِ أنهُ كثير الإلحاح على فعل الأشياء.
- التعب والإرهاق: يشعر المريض أنهُ مرهق جداً ويحتاج إلى السيطرة على أفعاله وحركته، وخاصةً بعدَ انتهاء حالة الهوس التي تستمر عادةً من 4 أيام لأسبوع، فيُعاني منَ التعب الجسدي والنفسي في آنٍ معاً.
- التقلبات المزاجية: وهيَ من أهم الأعراض التي تظهر على المصاب، فيشعر المريض أنهُ لا يعلم ماذا يريد ويبدأ القيام بالأفعال والتجارب دون تفكير، فتراه أحياناً سعيد ومليء بالحركة والنشاط وأحياناً مكتئب وحزين من حالته.
- التسرع والتهور: أي أنهُ يقوم بالعديد منَ الأشياء دون تفكير، وينتج عنهُ سوء سلوك منَ المريض يجعل الآخرين يبتعدون عنه ويُلقون عليه الأحكام السلبية.
كيفَ يُمكن علاج اضطراب الهوس؟
معظم الأمراض النفسية تحتاج إلى جانبين اثنين منَ العلاج أحدهما نفسي والآخر دوائي:
العلاج النفسي:
في الخطوة الأولى يجب على الوالدين أو أحد المقربين منَ المريض أن يُحاولون تغيير نمط حياته وتعديله، وخاصةً اضطرابات النوم التي يُعاني منها فالشخص المريض بالهوس يحتاج إلى التنظيم واتباع العادات الصحيّة اليومية سواءً في ممارسة الرياضة أو تناول الأطعمة الصحيّة أو تنظيم جدول للنوم، وإذا كانت حالة المريض متفاقمة جداً فمنَ الضروري الذهاب بهِ إلى الطبيب المُختص لإجراء العلاج النفسي لهُ من خلال تحديد الأشياء التي يُفكر بها والعمل على علاجها وهذا يحتاج بعض الوقت لتخلص الشخص منَ الهوس.
العلاج الدوائي:
يأتي إلى جانب العلاج النفسي كخطوة أساسية، فالطبيب يقوم بتشخيص حالة المريض ووصف الأدوية التي تُساعده على تنظيم حياته وموازنة حالته المزاجية والسيطرة عليها من خلال مضادات الذهان ومضادات الاختلاج والعديد منَ الأدوية الأخرى.
قد يهمك: أقراص أدازيو لعلاج الهوس
لاتُحاول الحكم وإلقاء اللوم على أي أحد، فمنَ المُمكن أنهُ يُعاني من بعض الحالات النفسية الصعبة التي تجعلهُ غير قادر في السيطرة على أفعاله وحركاته، لذلك حاول تفهم الطرف الآخر ومُساعدته دائماً وخاصةً في مرض الهوس فالشخص يشعر من خلاله أنهُ غير قادر على السيطرة على نفسه.
{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.