أبرز خمس أفكار خاطئة في الفيتنس وكمال الأجسام
لابد أنك سمعت بهذه الأفكار على شكل نصائح من مختلف الأشخاص من حولك، ولكن ما مدى صحة هذه النصائح؟
نُقدم لك أدناه أبرز خمس أفكار خاطئة في الفيتنس وكمال الأجسام، حتى نُغير معًا هذه الأفكار الخاطئة بالاعتماد على الأبحاث والدراسات العلمية.
١- اليوغا رياضة لطيفة للغاية ولن تسبب أي إصابات
وجد باحثون من جامعة سيدني أن اليوغا تتسبب بإصابات أكثر بعشرة أضعاف مما كان يعتقد أي شخص.
حيث أبلغ ١٠ بالمائة من الممارسين لرياضة اليوغا عن الإصابة بألم في العضلات.
كما وجد ٢١ في المئة من الأشخاص حقيقة معاناتهم بشأن الآثار الجانبية لرياضة اليوغا والتي تظهر عليهم بعد ممارستهم لليوغا بشكل أكبر مقارنة مع ممارستهم لمجموعة من الرياضات الأخرى.
مع ذلك، تتمتع اليوغا بالعديد من الفوائد – من زيادة المرونة والقوة إلى خفض ضغط الدم – وقال ٧٤ في المئة من المشاركين في الدراسة إن الألم الموجود لديهم قد انخفض بمرور الوقت.
لتفادي المتاعب، تأكد من قيامك بأداء حركاتك بأمان، واستمع إلى إشارات جسدك، وأخبر مدربك عن أي إصابات أو آلام أحسست بها.
٢– تمديد العضلات يجب أن يسبق التمرين لمنع الإصابات
وهذا من الأفكار الخاطئة الشائعة للغاية، حيث يُلاحظ أن أول شيء يقوم به بعض الرياضيين عند دخول قاعة التدريب هو البدء بتمديد مختلف عضلات جسمه لتهيئة جسمه للتدريب.
في بعض الحالات تكون حركات التمديد قاسية للغاية، ويمكن أن تؤدي إلى إصابات خطيرة، وهذا بالطبع ما لا نُريد حدوثه.
الأصح من تمديد العضلات قبل البدء بممارسة التمارين الرياضية هو القيام بتمارين التسخين أو التحمية.
ويكون هذا عن طريق القيام بتمرين الجري على البساط المتحرك بنسق خفيف لمدة من ١٠ إلى ١٥ دقيقة أو القيام بتمارين بدون أي أوزان مع تحريك الجسم.
والهدف من تمارين التسخين هو تهيئة جسمك للتمارين الفيزيائية التي ستقوم بها، وذلك برفع درجة حرارة جسمك ورفع نسق التنفس حتى تبدأ الدورة الدموية بالتسارع.
بعد ممارسة تمارين التسخين، ترتفع حرارة جسدك وجاهزيته للبدء بممارسة التمارين الرياضية الأخرى.
أما بالنسبة لعملية تمديد العضلات فوقتها المناسب هو بعد الانتهاء من أداء التمارين الرياضية الأخرى، حيث تكون حرارة جسمك مرتفعة طبعًا وعضلاتك أكثر مرونة.
تكمن أهمية تمارين تمديد العضلات في إعادة إرخاء العضلات التي تقلصت وتمددت طوال فترة التمارين السابقة.
وهذا ما سيجعلك أكثر مرونة بمرور الوقت، كما سيساهم بشكل كبير في تجنب الإصابات.
كما أن تمارين تمديد العضلات تنقص من خطر معاناتك من التهاب العضلات بعد التمرين، وهذا لأن الجسم عند التمرين يفرز حمض اللاكتيك، وتمارين التمديد تخلصك من حمض اللاكتيك المتراكم.
٣- أيام الراحة ليست ضرورية
عند بداية رحلتك في الفيتنس والرياضة، من المؤكد أنك سمعت نصائح مفادها أن هذه الرياضة تتطلب العزيمة، التفاني في العمل والصبر لتحقيق أهدافك.
نعم كل هذا صحيح فالرياضة تتطلب عزيمة كبيرة وقوة تحمل وتحكم في النفس، لكن مقولة “الراحة للضعفاء” لا تنطبق على هذا المجال، بل “الراحة للأقوياء”.
كما يُشاع أن أيام الراحة تُقلل من فعالية التمارين الرياضية التي تؤديها، ولذلك يلجأ البعض إلى ممارسة التمارين الرياضية يوميًا دون أخذ أي قسط من الراحة.
الأمر بسيط للغاية، فعندما يتعلق الأمر بالرياضة، عليك الالتزام بثلاث قواعد أساسية وهي:
- الالتزام بأداء التمارين الرياضية لخمس أيام في الأسبوع.
- اتباع النظام الغذائي الصحي والمتوازن.
- منح جسدك وعضلاتك الراحة الكافية.
تحتاج عضلاتك للراحة بشكل أكبر مما تتصور، فتدريبك كل يوم وبدون أخذ أيام راحة ظنًا منك أنك بهذا ستحقق أفضل النتائج وتتقرب من أهدافك هو أمر خاطئ تمامًا.
واحد من أهم المصطلحات في رياضة الفيتنس وكمال الأجسام مصطلح الاستشفاء العضلي، فما هو الاستشفاء العضلي؟
ما هو الاستشفاء العضلي؟
عندما تتوجه إلى صالة الألعاب الرياضية، وتبدأ بتدريب عضلاتك وإرهاقها بمختلف التمارين يوميًا، فهذا في الحقيقة هو تهديم للعضلات وليس بناءً لها.
وعند الراحة، ومع اتباع نظام غذائي جيد يتم إعادة بناء الأنسجة المهدمة أثناء التمرين وغالبًا ما يكون هذا البناء أكثر مما كانت عليه العضلة من قبل وهذا هو ما يسمى بالاستشفاء العضلي.
تعتبر الفترات المثالية للاستشفاء العضلي هي النوم لثماني ساعات ابتداءً من العاشرة ليلًا، فالسهر المفرط أشد أعداء هذه الرياضة، ناهيك على أن السهر مضر أساسًا لصحتك العامة.
إضافة إلى أن تدريبك كل يوم دون انقطاع سيسب لك إرهاق كبير مما سيؤثر على أدائك للتمارين ويزيد فرص تعرضك للإصابات.
كما يُمكن أن ترهقك ممارسة التمارين الرياضية باستمرار دون راحة من الناحية النفسية أيضًا، لكونك لا تمنح جسدك أو حالتك النفسية الراحة الكافية.
مع الوقت سيتسبب الإجهاد بنتائج عكسية، وستفقد كتلة عضلية معتبرة، ولهذا السبب من الأفضل، بل من الواجب تخصيص يومين أو ثلاثة أيام للراحة أسبوعيًا.
مع ضرورة المحافظة على ساعات النوم من ٧ إلى ٨ ساعات يوميًا وتجنب السهر لأضراره.
٤- ممارسة التمارين الرياضية ليلًا تتسبب بمشاكل في النوم
ممارسة التمارين الرياضية، بغض النظر في أي وقت من اليوم، ستساعدك على النوم دائمًا بغض النظر عن وقت ممارستها.
فوفقًا لمراجعة ٦٦ دراسة، فإن ممارسة الرياضة بانتظام تتساوى في الواقع مع تناول أدوية المساعدة على النوم، ويمكن أن تحسن نوعية النوم.
لا يزال الخبراء غير متأكدين من السبب، لكنهم يعتقدون أن ممارسة التمارين الرياضية تؤثر إيجابيًا على درجة حرارة الجسم، معدل الأيض، ومستويات القلق.
ذلك لا تتخطى ممارسة التمارين الرياضية بعد انتهائك من عملك لأنك تشعر بالقلق من أن هذا سوف يؤثر على نومك.
٥- زيادة الأوزان تؤدي إلى نتائج أفضل وأسرع
يسعى العديد من الأشخاص في بدء ممارستهم للتمارين الرياضية وبدء رحلتهم في الفيتنس في أسبوعهم الأول إلى التفاخر بالأوزان الكبيرة القادرين على حملها.
كما يحاول هؤلاء الأشخاص تقليد الرياضيين الذين يحترفون هذه الرياضة منذ سنوات عدة، وهذا من أبرز خمس أفكار خاطئة في الفيتنس وكمال الأجسام.
ولكن، في الحقيقة أهم شيء في الفيتنس هو الطريقة التي يتم بها أداء التمرين، حيث لا توجد طريقة سريعة لتحقيق أهدافك الرياضية، بل عليك التطور شيئًا فشيئًا.
يمكنك التطور تدريجيًا باستعمال أوزان تتمكن من التحكم فيها، ولا نزيد في الأوزان إلا عندما يصبح أداء التمارين بها مريحًا للغاية ولا يشكل تحديًا بالنسبة لك.
في النهاية، كانت هذه أبرز خمس أفكار خاطئة في الفيتنس وكمال الأجسام، ونُؤكد على وجود العديد من الأفكار الخاطئة الأخرى والتي لا يسعنا ذكرها في هذا المقال.
عمومًا، فرياضة الفيتنس وكمال الأجسام كغيرها من الرياضات، فهي تتطلب البدء بخطوات بسيطة، ولكن ثابتة، والالتزام بممارسة هذه الخطوات مع تطويرها بحسب قدرة جسدك هو ما سيقودك إلى تحقيق حلمك.
تحرير: بيلسان عماد