ما هو الحزن الشديد
يتعرض الإنسان للكثير من المواقف اليومية الصعبة والأحداث الشديدة التي تجعله يدخل في دوامة من المشاعر السلبية ويفقد طاقته وشغفه في الحياة، ويترافق مع هذه المشاعر الحزن الشديد الذي يجلب معه الاكتئاب والمشاكل النفسية.
سنحدث اليوم في هذا المقال عن الحزن الشديد وأسبابه وكيفية علاجه.
تعريف الحزن
هو حالة طبيعية يمر بها كل إنسان تتمثل بمشاعر ضيق ورغبة كبيرة في البكاء مع الهم والتفكير الزائد والكثير من الطاقة السلبية التي تجعله غير قادر على القيام بأي عمل واختفاء مظاهر الفرح في حياته.
تظهر علامات فقدان الشهية والأرق وقلة النوم مع الإحباط المستمر، ويشعر المريض بالعديد من الآلام العضوية المنتشرة في الجسم والتي تكون مبهمة غير مفسرة.
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستعيذ من الحزن لأنه سبب في كثير من الأمراض القاتلة ومكوثه في القلب يجلب الكثير من الشرور، لأنه يدمر كل شعور إيجابي في الحياة ويسبب شماتة الأعداء وضعف الهمة وفقدان أي طاقة تدفعنا لأي عمل إيجابي في الحياة.
للتخلص من الحزن والكآبة في الحياة من المهم في البداية أن نحدد سبب المشكلة التي تجلب لنا هذه المشاعر، كما يعد من المهم أن نعزز الطاقة الإيجابية في الحياة وأن نجالس الأشخاص المتفائلين فقط ونبتعد عن كل مصدر للطاقة السلبية.
يعد اليقين بالله علاج فعال للحزن، حيث أن اليقين بالله يساعدنا على تقبل أي مشكلة تصيبنا، لأن أي مشكلة أو مشاعر تأتينا من الله وحده يبعث فينا اليقين بقدرتنا على تخطيه بسهولة.
لذلك يجب أن نكثر من الأذكار والاستغفار اليومي وأن نتقرب من الله تعالى ونحرص على أداء واجباتنا اليومية على أكمل وجه.
أسباب الحزن الشديد
تتنوع وتختلف أسباب الحزن بين الأشخاص باختلاف وضعهم ونمط حياتهم، ومن أشيع الأسباب نجد ما يلي:
- كثرة المعاصي والذنوب والسيئات والتقصير الكبير بحق الله تعالى وأداء فرائضه.
- التراكم الكبير في ضغوطات العمل والحياة مع فقدان القدرة على السيطرة عليها وبالتالي ينتج شعور الفشل والحزن.
- عدم الاستقرار العائلي وكثرة المشاكل في الأسرة وغياب الانسجام في الزوجين أو بين الأم والأب.
- تدني الوضع المالي أو الاقتصادي وقلة الدخل وبالتالي ينتج لدينا عجز شديد عن توفير الاحتياجات الاساسية اليومية لأفراد الاسرة أو للنفس.
- المشاكل الصحية أو الأمراض المزمنة والعضوية.
- سيطرة الروتين اليومي والملل القاتل وبالتالي تغيب الأهداف ويغيب معها معنى الحياة.
- خيبات الأمل المستمرة التي تأتي من المقربين والخيانة والغدر وغيرها من مشاكل العلاقات المختلفة.
- موت عزيز أو مقرب أو أحد أفراد الأسرة.
- مفارقة الأهل بسبب الغربة أو غيرها من ظروف الحياة.
- غياب الحنان والعطف من المقربين.
- غياب التوكل على الله تعالى والإيمان بمقدرته على أن يجعلنا نتخطى كل الصعاب الموجودة في الحياة.
- الخوف المستمر على المحيطين بنا وعلى النفس من أي مكروه، وبالتالي تظهر لدينا وساوس متعلقة بالموت والمرض وغيرها.
- التراكمات العديدة والمستمرة وعدم القدرة على أخذ أي راحة.
قد يهمك: 7 عادات سيئة تسرق منك السعادة
ما هو علاج الحزن
من المهم أن يدرك الإنسان أن حياته متقلبة بين مشاعر الفرح تارة والحزن تارة أخرى وبين المرض والصحة، لذلك عليه أن يشكر الله تعالى على كل حال ويصبر على الابتلاءات بمختلف أنواعها ويكثر من الدعاء والاستغفار في كل وقت فهي النجاة من أي كرب.
على المؤمن أن يلزم الدعاء في كل وقت ويستشعر القرب من الله تعالى ويستذكر النعم الموجودة حوله فهي لا تعد ولا تحصى، وبذلك سيبقى صدره منشرحًا وروحه مرتاحة خالية من المهموم وسيصرف طاقته في أمور يومه بدون الرجوع إلى هاجس الماضي أو الإكثار من التفكير في المستقبل وخفاياه.
كما أشار الله تعالى إلى الصبر وأنه المفتاح والحل لكل الصعوبات التي قد تواجهنا في حياتنا حيث قال تعالى:
(وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ)
أدعية لعلاج الحزن الشديد
هناك الكثير من الأدعية التي وردت في السنة النبوية الشريفة لتخطي الهموم والأحزان وسنذكر بعضها فيما يلي:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأسماء بن عميس رضي الله عنها:
ألا أعلِّمُكِ كلِماتٍ تَقولينَهُنَّ عندَ الكَربِ أو في الكَربِ ؟ اللَّهُ اللَّهُ ربِّي لا أشرِكُ بِهِ شيئًا
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعوة ذي النون، إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين؛ فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له) وهي من الأدعية الواردة في القرآن الكريم.
- روى أنس بن مالك رضي الله عن الرسول صلى الله عليه وسلم:
كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ إذا كربَهُ أمرٌ قالَ: يا حيُّ يا قيُّومُ برَحمتِكَ أستغيثُ.
- روى أنس بن مالك: (كثيرًا ما كُنتُ أسمعُ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يدعو بِهَؤلاءِ الكلِماتِ اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ منَ الهمِّ والحزنِ والعَجزِ والكَسلِ والبُخلِ وضَلَعِ الدَّينِ وغلبةِ الرِّجالِ).
- رُوي عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- أنه قال: (كانَ مِن دُعَاءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ.
- قال رسول الله:
ما أصابَ أحدًا قطُّ همٌّ ولا حَزنٌ فقال: اللَّهمَّ إنِّي عَبدُك، وابنُ عبدِك، وابنُ أمتِك، ناصِيَتي بيدِكَ، ماضٍ فيَّ حكمُكَ، عدْلٌ فيَّ قضاؤكَ، أسألُكَ بكلِّ اسمٍ هوَ لكَ سمَّيتَ بهِ نفسَك، أو أنزلْتَه في كتابِكَ، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك، أو استأثرتَ بهِ في علمِ الغيبِ عندَك، أن تجعلَ القُرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صَدري، وجَلاءَ حَزَني، وذَهابَ هَمِّي، إلَّا أذهبَ اللهُ عزَّ وجلَّ همَّهُ، وأبدلَه مكانَ حَزنِه فرحًا، قالوا: يا رسولَ اللهِ! يَنبغي لنا أَن نتعلَّمَ هؤلاءِ الكلماتِ؟ قال: أجَلْ، ينبغي لمَن سمِعَهنَّ أن يتَعلمَهنَّ.
- قال رسول الله عليه وسلم:
(قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في دعاء المضطَرِّ: اللَّهُمَّ رحمتَك أرجو فلا تَكِلْني إلى نفسي طَرْفةَ عَينٍ وأصلِحْ لي شأني كُلَّه، لا إلهَ إلَّا أنت)
هكذا نكون قد انتهينا من هذا المقال نرجو أن نكون قد وفقنا في تقديم معلومات مفيدة وقيمة للقارئ العزيز.