متلازمة المواء Cri Du Chat: الأسباب والعلاج
توجد عدّة متلازمات غريبة لم نسمع عنها من قبل، متلازمات تُؤثر على حياة الإنسان وتجعلهُ مختلف عن باقي أقرانه، فكل امرأة ورجل يسعون للزواج وإنجاب الأطفال، ويتمنّون الحصول على طفلٍ سليمٍ ومعافى، فيجب شكر الله وحمده على نعمة الصحة والعافية التي يمنحها لأطفالنا، وللأسف حتى هذه اللحظة لا يُقدّر أغلب البشر هذه النعمة، ويُفرّقون بينَ ذكرٍ وأنثى.
ومنَ الجدير بالذكر، أنَ إنجاب طفل سليم على هذه الحياة مشيئة منَ الله سبحانه وتعالى، ويُمكن للمرأة أن تعتمد على طرقٍ عديدة من أجل حماية طفلها وهوَ متواجد في رحمها ونموّه بطريقةٍ صحيحة، مثل زيارة الطبيب المختص أثناءَ التخطيط لحدوث حمل، ومن ثمَ اتباع نظام غذائي صحيّ غني بالفيتامينات والمعادن والأحماض والألياف، ودعم الصحة النفسية والابتعاد عن الكحوليات والتدخين والتركيز على حمض الفوليك والوقاية منَ الميكروبات الخطيرة والاهتمام بعمل التحليلات اللازمة.
ونوّد الإشارة، أنه بالرغم من ذلك يولد الطفل أحياناً غير سليم إما مُصاباً باضطراب أو متلازمة تُؤثر عليه، ومن أغرب هذه المتلازمات هيَ متلازمة مواء القطة، الذي يُعتبر أحد الأمراض الوراثية التي تُصيب طفل واحد من بين 50000 طفل حولَ العالم، ولذلك ما المقصود بمتلازمة المواء؟ وما هيَ أعراضها؟ أسباب الإصابة بها؟ وطرق علاجها المتعددة؟
ما المقصود بمتلازمة المواء Cri Du Chat؟
إنها إحدى المتلازمات الغريبة التي تُصيب الطفل فورَ ولادته، تمَ إطلاق اسم المواء أو مواء القطة عليها، لأنَ الطفل يُصدر أصواتاً شبيهة بأصوات القطط عندما يتألم أو يبكي، وتنتج عن نقصان الذراع القصيرة التي تحدث ضمنَ كروموسوم P-، فيتم حذف جزء صغير أو فقدانه منَ الذراع القصيرة ضمنَ الكرموسوم الخامس.
علاوة على ذلك، يُصاب الطفل بهذه الحالة في ضعف تام ضمنَ الجهاز العصبي المركزي لديه، وبالتالي لا يُمكنهُ التفكير أو الإدراك كالأطفال الأصحاء، فالضعف يُسيطر على الذهن لديه ويمنعهُ من ممارسة حياته بشكلٍ طبيعي، وتزداد معدلات الإصابة عندَ الفتيات أكثر منَ الذكور أثناءَ الولادة، كما أنهم للأسف معدل وفياتهم مرتفعة بسبب معاناتهم منَ الأمراض والاضطرابات التنفسية والقلبية.
ما هي أعراض الإصابة بمتلازمة المواء Cri Du Chat؟
يُمكن تشخيص الحالة عن طريق العلامات التي يتميز بها الطفل أثناءَ إصابته بمتلازمة المواء، مثل:
- عدم النموّ بشكلٍ طبيعي.
- رأس صغير.
- الإصابة بانقباض وتشنجات في العضلات.
- تباعد في العينين وتدلي الجفون.
- صغر حجم الفك.
- قصر في أصابع اليدين والقدمين.
- عيوب في قلب الطفل.
- الإصابة بانحناء أطراف الفم.
- الإصابة بحول في العيون.
- ظهور شعر أبيض في الشعر.
- نقصان الوزن.
- اضطرابات في الحركة.
- تدلّي في الفك وعدم القدرة على إغلاق الفم بالكامل.
- الإصابة بتخلفٍ عقلي واضطراباتٍ ذهنية.
- الإصابة بالجنف.
- الإصابة بأسنانٍ ملتوية وسوء الإطباق.
ما هي أبرز أسباب الإصابة بمتلازمة المواء Cri Du Chat؟
كما ذكرنا أنَ هذه المتلازمة النادرة، تحدث نتيجة حذف أو فقدان جزء منَ المادة الوراثية، ويختلف حجم الفقد من مُصابٍ لآخر، وبحسب حجم المادة المفقودة تزداد أو تقلّ الأعراض عندَ الطفل.
هل توجد مضاعفات لمتلازمة المواء Cri Du Chat؟
بالتأكيد كأي متلازمةٍ أخرى، إذا لم يتم تشخيص الحالة وعلاجها في وقتٍ مبكّر، تتسبب بعدّة مضاعفات خطيرة على صحة الطفل، تتمثل في:
- تعرّض الجسد لحالة متزايدة منَ الجفاف.
- زيادة خطر الإصابة باليرقان.
- زيادة خطر الإصابة بسوء الامتصاص.
- الإصابة باضطراباتٍ في الجهاز التنفسي.
- الإصابة بالتهاباتٍ رئوية.
ما هي طرق علاج متلازمة المواء Cri Du Chat؟
قبلَ بدء العلاج، يتم اكتشاف الحالة عندَ الطفل أثناءَ إخراجه من رحم أمه، فالأعراض واضحة لديه وخاصةً طريقته في البكاء التي لا تُشبه طريقة الأطفال الأصحاء، ويتم إجراء عدّة فحوصاتٍ طبية إضافية، ومن ثمَ يتم وضع خطة علاجية بهدف تخفيف هذه المتلازمة، مثل:
- العلاج السلوكي: يهدف هذا العلاج إلى استخدام تقنياتٍ تُحسّن من قدرة الطفل في التعامل معَ المؤثرات الخارجية من حوله والسيطرة على أفعاله، لأنَ أغلب المُصابين بهذه المتلازمة يُعانون من فرط النشاط والحالة النفسية السيئة وعدّة سلوكيات غير صحيّة.
فالأخصائي في هذه الحالة يُعيد ثقة الطفل بنفسه، ويُساعده على ضبط تحرّكاته والتحكّم بها، ورفع حالته النفسية.
- علاج المشاكل الصحيّة: في الخطوة التالية يتم عرض الطفل على عدّة أطباء مختصين، لأنَ هذه المتلازمة تتسبب بضيق في التنفس ومشاكلٍ رئوية والتهابات في الأذن، فيُمكن علاج كل مشكلة منها والتخفيف بمتابعة الطبيب للطفل، بالإضافة لعرض الطفل على أخصائي أسنان من أجل زيادة قدرته على تناول الطعام وتعديل وضع أسنانه وتجميلها.
- العلاج الفيزيائي: أيضاً منَ الخطوات المهمّة لمتلازمة المواء، فهذا النوع منَ العلاج يُساعد الطفل على استعادة قوّة عضلاته والتحكّم بها بأريحية، والتخفيف من إصابتها بالهشاشة أو الضعف.
- علاج تأخر النطق: يُعاني الطفل من تأخر في نطق الأحرف والكلام، ويتم علاج هذه المشكلة عن طريق الذهاب إلى أخصائي بهدف إعادة تأهيله وتدريبه على الكلام أو اعتماد بدائل أخرى من أجل التعبير عمّا يُريده مثل تعلم لغة الإشارة.
- العلاج الجراحي: يُمكن اللجوء إلى هذا الخيار من أجل علاج الطفل منَ الجنف أو التشوّهات القلبية التي يُعاني منها أو منَ الحنك المشقوق عن طريق إعادة ترميمه.
في الحقيقة لا يوجد علاج سحري يُزيل هذه المتلازمة عن الطفل، ولكن بالاعتماد على العلاجات المذكورة في الأعلى إلى جانب الدعم النفسي والمعنوي لهُ من قِبَل والديه وأصدقائه، ستُلاحظ أنَ طفلك يبدأ بالتحسّن وممارسة حياته كأي طفلٍ طبيعي، ولكن يجب المواظبة على تتّبع حالته الصحيّة والاهتمام بها من قِبَل الأطباء.
{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.