متلازمة ديسانيا – عندما لا تستطيع النهوض من الفراش

[faharasbio]

متلازمة ديسانيا – عندما لا تستطيع النهوض من الفراش

هل يوجد شعور أجمل منَ العودة إلى المنزل بعدَ يومٍ طويل مليءٍ بالعمل والإرهاق في الخارج؟ بالتأكيد لا، فأخذ حمام دافئ معَ تناول وجبتك المفضلة والاسترخاء في السرير حتى النوم من أجمل اللحظات اليومية وخاصةً إذا كانَ عملك المهني يتطلّب منكَ الوقوف في أشعة الشمس أو العمل تحتَ المطر لأنَ شعورك بالتعب سيزداد بها، والإنسان الطبيعي يستيقظ في اليوم التالي بكل أريحية وينهض من فراشه لممارسة أعماله اليومية دونَ شعوره بالكسل أو المماطلة.

ومنَ الجدير بالذكر، أنهُ توجد متلازمة تُسمى {ديسانيا} يُقصد بها التعلق في السرير أو إدمان النوم على الوسادة، فهيَ متلازمة صعبة بالرغم من أنهُ لم يُعترف بها طبيّاً، ولكنها تُسبب في بعض الأحيان الطرد منَ العمل أو التأخر عن مواعيدٍ مهمة أو الإصابة بنوعٍ منَ الاكتئاب الحادّ والقلق، ولذلك ما المقصود بمتلازمة ديسانيا؟ وما هيَ أعراضها؟ أسبابها؟ وطرق علاجها؟

متلازمة كلينومينيا

ما المقصود بمتلازمة ديسانيا Dysania Syndrome؟

وتعرف أيضًا باسم كلينومينيا Clinomania‏، يُقصد بهذه المتلازمة صعوبة الاستيقاظ مبكراً في الصباح، فأثناءَ النوم ورن جرس المنبه يشعر المُصابون بالذعر والهلع والتفكير والمماطلة عن كيفية تخليهم عن الدفء أسفل الأغطية وذهابهم إلى العمل، والأمر خارج عن إرادتهم فلا يتمكّنون من رفع الغطاء عنهم لأنهم يشعرون بحاجتهم الشديدة للنوم أكثر، وحتى لو أنهم حصلوا على ساعاتٍ كافية منَ النوم فتعلقهم بالسرير يُسيطر على عقلهم ويجعلهم في حالة كسل وخمول.

علاوة على ذلك، تزداد الإصابة بهذه المتلازمة في فصل الشتاء بسبب تغيير التوقيت في بعض الدول وضرورة الاستيقاظ في ساعةٍ مبكّرة وبسبب الظلام الخفيف والبرد الشديد قد يمضون معظم أوقاتهم في غرفهم الخاصة ولا يتحركون من سريرهم إلّا وقت الحاجة حتى لو استدعى الأمر توبيخهم في العمل.

ونوّد الإشارة، أنَ أغلب البشر يُعانون من هذه الحالة، فمن منّا لا يعشق احتضان وسادته والنوم أكثر في الشتاء؟ ولكن بالرغم من ذلك يستيقظ الناس الطبيعيين بنشاط ويُحققون أهدافهم اليومية على عكس المُصابين بالديسانيا التي تتطوّر الحالة بهم إلى الإصابة بالاكتئاب أو اضطراب التعب المزمن.

قد يهمك: ما هي متلازمة التعب المزمن CFS؟

ما هيَ أعراض متلازمة ديسانيا؟

توجد عدّة أعراضٍ وعلامات يشعر بها المُصاب بهذه المتلازمة، وتتمثل في:

  • صعوبة النهوض منَ السرير.
  • الشعور بالتعب الجسدي والإرهاق.
  • الإصابة بالذعر والحالة النفسية السيئة إذا اضطرَ المُصاب لترك سريره في الصباح الباكر.
  • الإصابة بالاكتئاب.
  • صعوبة في أداء الأنشطة اليومية.
  • قلّة التفاعل معَ الآخرين.
  • الرغبة في الانعزال واللجوء إلى العالم الافتراضي.
  • الإصابة بفقر الدم.
  • الإصابة بمتلازمة الساق المتململة.
  • فقدان الوظيفة أو العمل بسبب الغياب المتكرر والتأخير.

ما هيَ أسباب الإصابة بمتلازمة ديسانيا؟

لم يتم التعرّف على السبب الرئيسي الكامن وراءَ الإصابة بمتلازمة السرير، ولكن توجد عدّة عوامل تزيد خطر الإصابة بها مثل:

  • الإصابة بالحزن والاكتئاب: يشعر أغلب الأفراد باكتئابٍ موسمي أثناءَ الانتقال من موسمٍ لآخر، ويُمكن علاج هذه الحالة بسهولة ولكن الاكتئاب الحادّ يُمكن أن يُسبب الديسانيا لأنهُ يُؤدي لحدوث قلق وتوتر وعدم الانتظام في النوم والانعزال عن الأشخاص، كما أنَ الديسانيا لها دور مرتبط في الاكتئاب كونها تجعل الفرد في حالة سكون بحيث تتدهور نفسيته ويُصاب بهذه الحالة.
  • الأمراض القلبية: قد تتساءل ما علاقة هذه الأمراض بالديسانيا، ولكن الإصابة بها يُؤدي للشعور بالتعب والكسل والحاجة إلى النوم أكثر والبقاء في السرير، وقد تتطوّر الحالة إلى الإصابة بهذه المتلازمة.
  • اضطرابات النوم: إنَ الإصابة باضطرابات النوم لهُ دور فعّال في زيادة خطر التعلق بالسرير وعدم القدرة على النهوض بسبب التعب والكسل الذي يُعاني منهُ المُصاب، ويعود السبب في ذلك إلى الأرق وعدم الحصول على النوم الكافي ليلاً لاستعادة النشاط والحيوية في الصباح.
  • الأدوية: يُمكن لبعض الأدوية أن تُسبب حالة منَ التعلق الشديد في السرير وعدم القدرة على النهوض مثل المرخيات العضلية وحاصرات بيتا.

ما هوَ علاج متلازمة ديسانيا؟

في الحقيقة لم يتم الاعتراف بهذه المتلازمة على أنها مرض يحتاج إلى العلاج بالرغم من أضرارها على حياة الفرد، ولكن يُمكنكَ اتباع الخطوات الآتية إذا كنتَ تُعاني من هذه المشكلة لمساعدتك في التخلص منها:

  • الاسترخاء قبل النوم: من أفضل الخطوات التي عليكَ اتباعها لإزالة الضغط والتوتر من جسدك ولزيادة قدرتك على النوم العميق ليلاً، فما عليك إلّا تغيير ملابسك والعناية ببشرتك والاستحمام بصابونٍ لطيف ذو رائحة منعشة، ومن ثمَ قراءة كتابك المفضل أو تحضير وجبة خفيفة أنتَ تحبها أو فعل أي شيء تُفضّله لتهدئة نفسك، ويُمكنكَ ممارسة اليوغا كونها تزيد من قدرتك على الاسترخاء والراحة.
  • اتباع عاداتٍ صحيّة: حاول أن تبتعد عن التدخين أو الشيشة وخاصةً قبلَ النوم، بالإضافة لضرورة ابتعادك عن الكافيين كونهُ يُسبب الأرق، وحاول أن تتناول الأطعمة والمشروبات المغذّية مثل {اليانسون، الميرمية، اللافندر، الناردين، البابونج} والتركيز على تناول {الموز، السبانخ، العسل، الكرز، اللوز} ويُفضّل تناول وجبتك قبل النوم بساعتين.
  • علاج المسبب للديسانيا: يجب أن تذهب إلى الطبيب المختص لإجراء الفحوصات الجسدية وعلاج الاضطراب أو المرض من جذوره الذي يُسهم في الإصابة بمتلازمة ديسانيا، فأثناءَ علاجه ستشعر براحةٍ أكبر.
  • ابحث عن شغفك: حاول أن تجلس معَ نفسك وتتحدث إليها وتفهم لماذا لا تستطيع النهوض منَ السرير صباحاً؟ هل لأنكَ تكره وظيفتك المعتادة ولستَ متحمساً للذهاب إليها؟ أم أنكَ لا تملك أي هدفٍ لتحقيقه وحياتك فارغة؟ إذًا حاول البحث عن شغفك والأشياء التي تحبها وابدأ بالعمل عليها الآن، فحماسك سيزداد كُلّما فكرتَ بها أو بإنجازها في اليوم التالي.
  • وجبة إفطار صباحية: أثناءَ قيامك منَ السرير حاول أن تحصل على حمامٍ منعش بمياهٍ باردة وابدأ بتحضير وجبة إفطار تحبها، لأنَ إهمال الفطور صباحاً سيزيد من شعورك بالتعب والكسل وحاجتك للعودة إلى سريرك، ويجب ترطيب جسدك داخلياً لأنَ الجفاف يُسبب الإرهاق أيضاً.

هل تعلم أنَ متلازمة ديسانيا تُصيب فئة المراهقين أكثر منَ البالغين، ولذلك إذا كنتَ تشعر بأنكَ مُصاباً بها أو في بداياتها، فحاول أن تُعالج نفسك بالخطوات السابقة ولا تدعها تُسيطر عليك، بالإضافة إلى ضرورة ممارستك للأنشطة الرياضية والتخفيف منَ الأجهزة الذكية والتلفاز والإنترنت بشكلٍ عام لأنها المُسبب الأكبر للخمول والكسل والبقاء في الغرفة ضمنَ عالمٍ افتراضي.

{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.

[ppc_referral_link]