ما هو هوس إشعال الحرائق: الأسباب والعلاج

ما هو هوس إشعال الحرائق
Share this post with friends!

يميل كل فرد منّا إلى طريقته الخاصة للتفريغ عمّا بداخله، فالضغوطات النفسية والاجتماعية تواجه أي إنسان في هذه الحياة، وتفريغ هذه الشحنات السلبية تتمثل أحياناً بالبوح لصديق قريب أو ممارسة الرياضة أو اتّباع جلسات التدوين والاسترخاء أو البكاء بشدّة وغيرها من الطرق الأخرى.

ومن الجدير بالذكر، أنه يميل بعض الأشخاص إلى إشعال الحرائق إشباعاً لرغباتهم وللتنفيس عمّا يشعرون به، وبالرغم من أنه تصرف غريب، إلّا أن هوس إشعال الحرائق يدفع الفرد لتجميع كميات كبيرة من النايلون والأوراق والملابس القديمة وإشعال النار بها والاستمتاع بالدخان والنظر للنار عن بعد، حتّى أن بعضهم يضرم النار في أطراف السجاد أو أعواد الثقاب أو أي شيء قابل للاشتعال.

ونوّد الإشارة، أنه تؤثر هذه الحالة على صحة الإنسان النفسية والجسدية بسبب الدخان المتصاعد من الحريق، كما أنها تعرّض المنزل للخطر من حدوث أي حريق ضخم به، ولذلك ما المقصود بهوس إشعال الحرائق؟ وما هي أسباب الإصابة به؟ وطرق علاجه؟

اضطراب هوس إشعال الحرائق

ما المقصود بهوس إشعال الحرائق Pyromania؟

يعتبر هوس إشعال الحرائق أحد الاضطرابات المرضية التي يصاب بها الإنسان ولا يستطيع السيطرة على نفسه من خلالها، فكلّما شعر بالحزن أو الملل أو حالة نفسية سيئة يضرم النار في الأشياء من حوله دون وعي منه، ويستمتع بأشعة النار ويشعر بالرضا والراحة النفسية من خلالها، وكأنها تقضي على التوتر ومشاعر الحزن لديه.

ويمكن ملاحظة تواجد عدّة ولاعات وأوراق وأعواد كبريت بجانب المصاب طوال الوقت، وتزداد نسبة إصابة المراهقين وخاصةً الذكور بهوس الحرائق، وللأسف تعتبر حياة المصاب مع عائلته في خطر، لأنه قد يضرم النار في البساط أحياناً وفي الأقمشة وسلّة القمامة.

ما هي أعراض هوس إشعال الحرائق؟

يمكن ملاحظة هذه العلامات على المصاب:

  • قضاء وقت طويل في مراكز الإطفاء.
  • محاولة طلب الإطفاء بخبر كاذب أو مفتعل من قبل الفرد.
  • محاولة شراء أكبر عدد من القداحات والأوراق لإشعالها.
  • عدم الشعور بتأنيب الضمير.
  • الشعور براحة ومتعة أثناء نشوب حريق كبير.
  • محاولة مشاهدة أفلام تتحدث عن نشوب الحرائق الكبيرة.

ما هي أبرز أسباب هوس إشعال الحرائق؟

في الحقيقة توجد عدّة عوامل تزيد من خطر إصابة الإنسان بهذا الاضطراب، مثل:

  • جذب الأنظار إليه: يقوم بعض الأشخاص في إشعال أجزاء مختلفة من الطبيعة أو إضرام النار في سلّات القمامة الكبيرة، وذلك بهدف تسليط الضوء عليهم ولفت الانتباه إلى شجاعتهم وقوّتهم، وتزداد هذه الحالة عند أغلب المراهقين بين عمر 13 إلى 17 عاماً.
  • المتعة والملل: بسبب الوحدة الشديدة وانعزال الفرد عن الآخرين وانشغال الوالدين عن أطفالهم المراهقين، قد يلجأ بعضهم إلى سلوكيات عنيفة من أجل الشعور بالمتعة والتلذذ بالنار، وذلك لنقص طرق الترفيه أو القمع من قبل الوالدين.
  • التنفيس عمّا بداخلهم: إذا تعرّض الطفل لاعتداء جنسي أو ابتزاز أو شعوره بالغيرة والقهر، ولم يستطع البوح لوالديه بسبب عدم تصديقهم له أو عدم مراعاة مشاعره، يحاول تفريغ غضبه بالنار من خلال إشعال الورق والبلاستيك والنايلون.
  • اضطرابات عقلية ونفسية: يرّجح تأثير بعض الاضطرابات على حالة الإنسان، ممّا يدفعه للتلذّذ بالحرائق وإشعالها في أي مكان يتواجد به، وبالرغم من استيعابه للأمر إلّا أنه غير مبالي بحدوث أي حريق أو أضرار بشرية ومادية، وخاصةً إذا تعاطى المخدرات.

ما هي طرق تشخيص وعلاج هوس إشعال الحرائق؟

إذا لاحظت أن قريبك أو طفلك مصاب بهذه المشكلة، سارع على الفور في البدء بحلّها وعدم تجاهلها، حتّى تضمن سلامته وسلامة منزلك، من خلال:

  • امنح المصاب قدر أكبر من الاهتمام: من الممكن أن يتم العلاج بشكل بسيط، فقد لا يحتاج المصاب إلّا لمشاعر الحب والحنان، ولذلك من المهم الجلوس بجانبه لوقت طويل والاستماع له ومحاولة حلّ مشاكله والتعبير عن حبّك واهتمامك به، لأن أغلب الحالات تعاني من وحدة وعزلة من المحيط الخارجي.
  • التوعية بأضرار الحرائق: من الخطوات المهمة في التربية هي توعية طفلك إلى كل ما يسبب له الأذى أو الخطر، ابدأ بشرح سلبيات إضرام النار في الأشياء مع إعطاء أمثلة عن منازل قد تعرّضت للاشتعال ووفيات أيضاً، فزيادة الوعي عند المصاب أمر في غاية الأهمية لتقليل شعوره بالمتعة والرضا أثناء الحرق.

قد يهمك: 7 أخطاء شائعة في تربية الأطفال

  • البحث عن بدائل: 90% من المصابين بهوس الحرائق، يشعرون براحة نفسية وتنفيس عن غضبهم من خلالها، فمن الضروري البحث عن بديل للمصاب بهدف تفريغ شحناته السلبية بأكملها، مثل ممارسة الكيك بوكسينغ، التأمل والاسترخاء أو أي طريقة أخرى يحبّ أن يفعلها كبديل لإشعال النار.
  • الرقابة والتوجيه: تجنب إهمال المصاب وتركه وحده لساعات طويلة، لأنه سيعاود إشعال النار من جديد، يجب ملء أوقاته باللعب أو حضور ورشات تنمية وتدريب أو ممارسة هواية يحبّها، مع الرقابة الصارمة عليه ومعاقبته إن تكرّرت أفعاله.
  • العلاج السلوكي المعرفي: من خطوات العلاج الضرورية هي العلاج السلوكي المعرفي، حيث يساعد المعالج النفسي في برمجة عقل المصاب وزرع أفكار جديدة لتفريغ طاقته بها، والتحكّم بانفعالاته وغضبه وكيفية السيطرة عليها.

للأسف يلاحظ بعض الآباء تصرفات أبنائهم المفتعلة للحرائق، ولكنهم يهملون تربيتهم أو تقديم الإرشادات والنصائح لهم، لاعتقادهم أنهم يلعبون فقط، ولكن هذه الحالة قد تتطوّر مع مرور الوقت وتتحوّل إلى مصدر للتفريغ والتلذذ، وتبدأ عادةً من عمر صغير، حيث يُمكن ملاحظة تصرفات الطفل المؤذية في إشغال النار بأدوات المنزل.

لذلك أولادكم أمانة في أعناقكم، ومن المهم تخصيص وقت لهم من أجل الاستماع لتفاصيل حياتهم اليومية وحلّ مشاكلهم بدلاً من إلقاء اللوم عليهم وإهمالهم، فلا سمح الله قد يتسبب حريق صغير في نشوب نار في المنزل بأكمله.

{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.

0 thoughts