التعامل مع الطفل العدواني يكون بحسب نوع العدوان عند الأطفال، وتبعًا للأسباب التي دفعت الطفل للعدوانية، وهنا يأتي دور الأهل في علاج هذه التصرفات السلبية بتقديم الدعم اللازم للطفل. نقدم من خلال مقالنا كيفية التعامل مع الطفل العدواني.
ما هو السلوك العدواني عند الطفل؟
يعتبر السلوك العدواني عند الطفل ردة فعل لموقف معين بهدف حماية نفسه من الآخرين، وقد يكون سلوك مكتسب لديه بدافع التقليد أو وراثي نتيجة تصرفات الأهل السلبية مع الطفل، وينتج عن السلوك العدواني بعض الأفعال غير المرغوب بها كالضرب، والإيذاء، أو الكلام البذيء والصراخ.
يعرف السلوك العدواني عند الطفل بأنه سلوك سلبي مقصود أو غير مقصود يعبر به الطفل عن عدم الرضا عن الشخص الذي يتعامل معه، ويستخدم فيه القوة لإيذاء من حوله سواء بالأشخاص أو بالممتلكات، ويعود ذلك لعدة أسباب، ومن أهمها تفرقة الأهل بين الأبناء، وسوء الرعاية، وغيرها من الأسباب.
ينتج السلوك العدواني عند الطفل عند رغبته الشديدة في شيء ما، ولا يجد طريقة سوى العنف للحصول عليه، وعندها يفقد السيطرة على نفسه، ويلجأ إما للعراك والضرب للحصول على ما يريد، أو يقوم بتخريب الأثاث والممتلكات من حوله للتعبير عن غضبه، ولذلك يجب معرفة كيفية التعامل مع الطفل العدواني.
“اقرأ أيضًا: العنف النفسي والجسدي ضد الأطفال“
أنواع السلوك العدواني عند الطفل
يوجد نوعان للسلوك العدواني عند الطفل، وهما:
- السلوك العدواني المكتسب من البيئة المحيطة به كالأهل، والمدرسة، والشارع، وينتج هذا النوع من طبيعة الحياة التي يعيشها الطفل في هذه البيئة، والتي تدفعه لاستخدام السلوك العدواني كوسيلة للدفاع عن نفسه، أو نيل ما يريد.
- السلوك العدواني الوراثي، وهو الذي ينتج عن طريقة تعامل الأهل مع الطفل داخل المنزل كاستخدام العنف، والضرب كوسيلة لتربيته.
“شاهد أيضًا: أعراض مرض التوحد عند الأطفال“
أسباب السلوك العدواني عند الطفل
توجد عدة أسباب تدفع الطفل لاتخاذ السلوك العدواني في نمط حياته، ومن أهم أسباب السلوك العدواني عند الطفل:
الشعور بالنقص عند الطفل
إن الشعور بالنقص عند الطفل هو نوع من أنواع الأمراض النفسية التي تدفع الطفل للانتقام ممن حوله عن طريق التخريب، والأذى بطريقة لا شعورية لتحقيق ذاته، كما أن مقارنة الطفل مع غيره قد يطور السلوك العدواني عند الطفل، ويدفعه لأذية الشخص القرين له.
قسوة الأهل على الطفل
تؤدي القسوة الزائدة من أحد الأبوين أو كليهما إلى تصرف الطفل بشكل عدواني، حيث تنعكس تصرفات الأهل على مشاعر الطفل بشكل سلبي، مما يدفعه للتقليد، والتعامل مع من حوله بنفس الطريقة، كما أن ضرب الأهل للطفل، وتهديده بشكل دائم قد يدفعه لرفض الأوامر الموجهة إليه وعدم الطاعة.
البيئة المحيطة بالطفل
تؤثر البيئة المحيطة بشكل كبير في سلوك الطفل، فعند وجود عدة أبناء في المنزل، فإن الأهل قد يميلون إلى التمييز فيما بينهم، الأمر الذي يعزز من مشاعر العدوانية لدى الطفل المهمل من قبل الأهل، كما أن فرض الأخ الأكبر سيطرته على الأصغر، ومحاولته للاستيلاء على أغراضه الشخصية يحفز لدى الطفل الأصغر السلوك العدواني لاسترجاع ممتلكاته.
كما أن حرمان الطفل من بعض احتياجاته، أو كبت رغبته في اللعب، واكتشاف الأشياء الجديدة يؤدي إلى تأجج مشاعر العدوانية لديه لتفريغ الطاقة الكامنة داخله.
البرامج التلفزيونية
أحيانًا يكون للبرامج التلفزيونية دور كبير في السلوك العدواني لدى الطفل، ففي وقتنا الحالي لا تنتشر مشاهد العنف في برامج الكبار فقط كأفلام الرعب، وإنما توجد أيضًا في برامج الرسوم المتحركة الخاصة بالأطفال.
“قد يهمك أيضًا: الثقة بالنفس لدى الأطفال“
دور الأهل في التعامل مع الطفل العدواني
يعتبر دور الأهل في التعامل مع الطفل العدواني مهمًا جدًا، إذ عليهم تقديم الدعم الكافي، والاهتمام اللازم للطفل الذي يميل إلى السلوك العدواني في تصرفاته، وذلك من خلال الوقوف إلى جانبه في حل المشاكل التي تعترضه، والقيام بتشتيت تفكير الطفل عن هذا السلوك، وقضاء الوقت الكافي مع الطفل للتحدث معه، والتعبير عن مشاعره، كما يجب على الأهل مراقبة تصرفات الطفل بشكل دائم داخل المنزل وخارجه، ومنحه الثقة بنفسه.
وسائل التعامل مع الطفل العدواني
تتوفر بعض الوسائل التي تساهم في التعامل مع الطفل العدواني، وهي تعمل على تصحيح تصرفاته بالشكل الصحيح، وإليكم 7 من أهم وسائل التعامل مع الطفل العدواني:
- اتباع أسلوب توجيه صحيح مع الطفل، وتشجيعه على اللعب مع أطفال لا يميلون إلى العنف في تصرفاتهم.
- محاولة تغيير أفكار الطفل الخاطئة، وترسيخ أفكار جديدة تجعله ينظر للحياة من منظور مختلف.
- عقاب الطفل على أخطائه باستخدام أساليب بعيدة عن العنف، أو الضرب لأن ذلك يولد الشعور بالخوف لدى الطفل.
- استخدام أسلوب الحوار في الحديث مع الطفل، والاستماع لآرائه بشكل متفهم، وتوجيهه إلى الخطأ والصواب.
- مراقبة البرامج التلفزيونية التي يشاهدها بحيث تكون مناسبة لعمره.
- تشجيع الطفل، والثناء عليه أثناء قيامه بالأفعال الجيدة، أو نجاحه في أمور معينة.
- تخصيص الأهل الوقت الكافي للقيام بالمهام المشتركة مع الطفل، واللعب معه من وقت لآخر لتعزيز الشعور بالاهتمام لديه.
“اقرأ أيضًا: أخطاء شائعة في تربية الأطفال“
نصائح هامة في التعامل مع الطفل العدواني
بالإضافة إلى الوسائل المختلفة التي من شأنها تصحيح السلوك العدواني عند الطفل، فإنه توجد بعض النصائح التي تعالج العدوانية عند الأطفال، ومن هذه النصائح:
- حرص الأهل على عدم التفرقة والتمييز بين الأبناء تلافيًا لتولد السلوك العدواني لدى أحد الأبناء.
- مناقشة المشاكل والخلافات العائلية بعيدًا عن مرأى ومسمع الأطفال، حيث أن تصرف الأهل في هذه الخلافات من أهم أسباب تولد السلوك العدواني عند الطفل.
- الحرص على عدم أخذ أغراض الطفل منه دون استئذانه، وإعادة أغراضه إليه عند طلبها دون تأخير.
- إخبار الطفل بآثار السلوك العدواني السلبية على حياته، ومدى الأذى النفسي والجسدي الذي قد يتعرض له بسبب هذا السلوك.
- تجنب الأهل اتباع أساليب العنف مع الطفل حتى في لحظات الغضب، والاكتفاء بعقاب الطفل دون اللجوء إلى العنف.
- مسامحة الطفل على الأفعال التي يقوم بها، والاستجابة لبعض طلباته بطريقة حكيمة ومحببة.
- الابتعاد عن أسلوب الاستهزاء من الطفل، وتجنب إحساس الطفل بالفشل.
- عدم منع الطفل من ممارسة النشاطات المفيدة التي يحبها، وتعتبر الرياضة من أفضل الطرق لتفريغ الطاقة العدوانية لدى الطفل.
- الحرص على عدم تلبية كافة مطالب الطفل، ويجب تعويده بأن هناك مطالب يمكن تأجيلها لوقت آخر، ولكن يجب أن يتم ذلك دون إحساس الطفل بالإهمال.
في الختام نجد أن التعامل مع الطفل العدواني ليس بالأمر السهل على الآباء، فهو يحتاج إلى بيئة مليئة بالحب، والتفاهم، والتعاون، والمساواة، كما يجب أن يتصرف الأهل بحكمة بالغة مع الأطفال من حيث إشباع رغباتهم بقدر المستطاع دون اتباع أسلوب التدليل الزائد.